محمد زكريا يكتب: التعليم أساس النهضة

ركن القراء



(أنا يتقالي بعد 15 سنة خدمة في ثانوي قوم اقف)، كانت تلك الجملة الشهيرة لشخصية بهجت الأباصيري للفنان عادل إمام، بمسرحية "مدرسة المشاغبين"، بمثابة فتيل أشعل نار أضاءت مشكلة معضلة استمرت من ستينات القرن الماضي حتي يومنا هذا، وهى مشكلة توتر العلاقة بين المعلم والتلميذ.

يقول الشاعر (قُم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا)، كان بيت الشعر هذا أساس يرجع له كل ذي رأي عن أهمية العلاقة بين المعلم وتلميذه، فإذا احترم التلميذ معلمه أخرجنا جيلًا من الطلاب أصحاب المبادئ والنوابغ، كانت ولا زالت البيئة السوية والسليمة هي المسؤولة الأولي عن سلوك الناس، فإذا خلقت لهم مناخ يسوده الحب والاطمئان أخرجت ملايين المبدعين والعلماء الذين بقدرتهم قيادة البلد نحو طفرة تقدمية غير مسبوقة.

أصبحت العملية التعليمية مؤخرًا، يشوبها التدهور والفشل، ويرجع ذلك في أغلب الأحيان إلى سوء العلاقة بين المعلم والتلميذ، المعلم بالنسبه له الطالب الفاشل مجرد رقم من أرقام كثيرة من آلاف الطلاب ولا يعنيه تقويم سلوكه بقدر ما يعنيه أن يُنهي واجبه الوظيفي فقط من شرح الدروس وخلافه، أما التلاميذ بالنسبة لهم العملية التعلمية مجرد تنسيق رقمي يحدد مصيره بعضهم يسعى جاهدًا نحو تحقيق أرقام التنسيق والبعض الآخر أو الفئة الأكبر ينخرط في بحر الحياة وسلوكيات المجتمع المتغيرة من أغاني مهرجانات أو أفلام هابطة أو غيره من أشياء عطلت تقدم هذا الجيل نحو الأفضل.

وأصبحت العلاقة بين المعلم والتلميذ مجردة من مبادئ وأسس التربية التي وضعت من قديم الزمان، لهذا اذا أردنا إخراج جيل نابغ وناجح علينا أولًا إصلاح العلاقة بين المعلم والتلميذ، لأن تقدم الأمم يبدأ من عقول أجيالها، فإذا أعددت جيلًا صالحًا وناجحًا ونابغًا أخرجت للعالم دولة يهابها القريب قبل البعيد.