د. حماد عبدالله يكتب: ضع القلق فى صندوق القمامة!!

مقالات الرأي



دعونى اليوم الجمعة أتحدث معكم فى شأن خاص جدا! 
ليس خاص بى ولكنه خاص بكل إنسان فينا سواء رجلاً أو أمرأة !!
دعونى اليوم أستعين بصديق عزيز لم أتشرف بلقائه وجهاً لوجه ، ولكن من خلال محادثتنا عبر وسائل التواصل الإجتماعى والقرائة المستمرة لما يكتب ، وكذلك تبادل الأراء والفكر معه .
إنه المهندس المدنى الإستشارى الدكتور/ مهدى الموسوى ، وكان قد حصل على درجة الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة "ماك كوينز" (الكندية) وكان بحثه للحصول على درجة الدكتوراه فى "تيسير بناء مساكن الفقراء" وفى تعرضنا لمرض العصر كانت تلك الكلمات العميقة.
"إن القلق بسبب مظالم الحياة هو ضياع للعمر ، فلن أجعل نفسى رهينة لتلك المشاكل ، فالظلم لن ينتهى ولكن حياتى ستنتهى إذا عشت قلقاً بسببها ، سأتعايش مع كل ذلك بنفس مطمئنة وسلام تام.
لن أسمح لنفسى أن تموج وتضطرب مع ما يمر به يومى من أحداث مهما كانت عصيبة ، إن القلق ما هو إلا إضطراب داخلى ، وفقدان للسكينة والهدوء وتفاعل بقوة مع الأحداث ، والتحلى بالسكينة عند مواجهة المحن ، هو من أعظم المواهب التى يصبوا إليها الحكماء من بنى البشر ، فإذا غمرتنا السكينة ستصفوا قلوبنا فيفيض على كل الناس من حولنا بالخير والمحبة.
إن التحلى بالهدوء والسكينة عند الأزمات وإضطراب الأحوال بعيداً عن القلق هو غايتى ومقصدى.
وإذا قرأنا عن (فن صينى قديم) يمتد لألاف السنين ويعرف بإسم (التاى تشى)
ويبدأ هذا الفن بالتنفس السليم (بعمق وهدوء) بين احضان الطبيعة والتفكير الإيجابى ، بخيرات هذا الكون البديع وكيفية المساهمة فى أغنائه ونشر المحبة والرحمة بين أرجائه ، وعدم مقاومة المصاعب التى تحل علينا (تلك المصاعب التى  يمكن عمل شيىء لتفاديها) وإعتبارها جزء من الحياة والتأقلم والتكيف والتعايش الإيجابى مع متغيرات الحياة بما يساهم فى جعل الناس والكون فى حال أفضل ، إن (فن التاى تشى) يحرر الإنسان من التوتر والقلق .
تجنب يا صديقى أى ضغط عليك من الخارج ، أرفض أى توتر يخيم عليك من أى مواجهة أو شخص كائن كان !! ولا تسمح لأى قوى خارجية أن تسيطر على أعصابك ، وجه حياتك من داخل نفسك ، وأمسك بزمامها ، فتفوز وتنعم بحياة طيبة .
ولا تضع نفسك يا صديقى تحت رحمة الضغوط من أى جهة ، لأن كل مشاكلنا النفسية والجسدية هى بسبب الضغوط التى تصل إلينا ، وتدفعنا للغضب والتوتر .
إن الضغوط هى مفتاح كل ألامنا وأحزاننا.
لا تتعمق يا صديقى طويلاً بالتفكير والقلق فى الأشياء وتهدر طاقتك المحدودة فى التدقيق بالأمور قد تتعب وتحصد الخيبة والندامة.
إهرب يا صديقى من التفاصيل ودع الأحداث تجرى كما هى وتناولها بشيىء من البساطة ، تغافل عن بعض الأخطاء وتناسى الأشياء الصغيرة ، وإختزن إهتمامك على الأشياء الكبرى فى الحياة .
تنازل يا صديقى عن "هيبتك" وجديتك بين الحين والأخر ، وعش إنساناً على الفطرة والطبيعة وتناول الأمور "أحياناً" كالأطفال ، لأنك ستكتشف فيما بعد أن الحياة الطيبة سهلة وبسيطة لا تتحمل أبداً ذلك القلق والتعقيد.
يا صديقى قف مع نفسك قليلاً عندما تجدها تتمادى وتغرق فى التفكير فى القلق أو السرحان أو من مخاوف وهمية تخشى أن تقع لك يوماً ما ، وإتخذ قراراً حازماً وحاسماً بإيقاف هذا الشريط من القلق فى ذهنك.
توقف وأهدأ وضع نقطة فى نهاية السطر بدلاً من الإستمرار فى هذا الشريط من الأفكار.
ما أجمل الرقص مع الحياة ، طلبت من الله كل شيىء لإستمتع بالحياة ..فأعطانى الحياة لإستمتع بكل شيىء!!

   Hammad [email protected]