بعد إعلانها قوائم إرهاب.. ماذا يُعني رضوخ قطر لمطالب الرُباعي العربي؟

تقارير وحوارات



لاحظت الأوساط السياسية أن الرضوخ القطري المُتمثل في إعلانها لقوائم إرهابية والمُتدرجة لمطالب الرباعية العربية جاء بعد يأس نظام الدوحة من الوساطات الإقليمية والدولية، في أعقاب إقالة وزير الخارجية الأمريكي، سند قطر في الإدارة الأمريكية، وبعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي المشترك مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن عهد الازدواجية في محاربة الإرهاب، كما كان في عهد باراك أوباما، قد انتهى، وأنه لا تهاون بعد الآن في محاربة الإرهاب وملاحقة رعاته ومموليه، وهي رسالة كانت شديدة الوضوح والنبرة.

- الأجهزة القطرية والانصياع للقيادة
ما حصل فجر اليوم الخميس هو أن اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية القطرية نشرت على موقعها الإلكتروني قائمة الأسماء والكيانات التي أدرجتها الدوحة على قائمة الإرهاب، وهي في معظمها التي كانت أعلنتها الرباعية العربية.

لكن لا وكالة الأنباء القطرية الرسمية أوردت الخبر ولا بثته الجزيرة أو الصحف القطرية، وإنما نشرته وكالة أنباء الأناضول ليصار إلى تعميمه في بقية وكالات الأنباء، برؤية وفهم طبيعي مشترك وهو أن “قطر ترضخ لشروط المقاطعة لكنها تصرّ على الاستمرار  بالمكابرة وبعدم إبلاغ مواطنيها أنها رضخت”.

- داعش والنصرة بين قطر وتركيا
الأوساط الإعلامية والسياسية نفسها التي سجلت هذه المفارقة وقرأت فيها تركيبة نفسية مخاتلة للقيادة القطرية، قرأت أيضًا- أن ما حصل يتجاوز في مضامينه أن قطر رضخت للمقاطعة العربية بشأن أسماء الكيانات الإرهابية.

فالجمعيات القطرية والمواطنون القطريون وكذلك الجمعيات اليمنية المرتبطة بالإخوان المسلمين وبالمخابرات القطرية، هي في وثائق دول مجلس التعاون وكذلك الوثائق الأمريكية، كيانات وأسماء مرعية وممولة من الدوحة، مثلها في ذلك مثل تنظيم داعش سيناء الذي ثبت بالوثائق أن معظم أعضائه قدموا من ليبيا حيث كانوا يتدربون ويعملون بتمويل قطري وبإدارة من الأجهزة التركية.

مثلهم في ذلك، كما هو في وثائق وزراة الخزانة الأمريكية، أن تنظيم النصرة العامل في سوريا هو في حقيقته تشكيل تركي – قطري يخدم برنامج العمل المشترك بين أنقرة والدوحة.

- وظيفة الجزيرة في معركة الإرهاب
قرأت الأوساط الإعلامية والسياسية في تجاهل قناة الجزيرة نشر قائمة الإرهاب التي طالما رفضت الاعتراف بتجريمها، بأنه إقرار ضمني بصواب مطالب دول المقاطعة العربية التي كانت ولا تزال تؤمن بأن الجزيرة جهاز إعلامي مخابراتي بُني أساسًا كمنصة مكرسة لترويج الفكر الإرهابي تحت عباءة الإسلام السياسي، وأنها، أي الجزيرة، لا تريد لمشاهديها أن يكتشفوا هذه الحقيقة.