إسلام الداوي يكتب: فتاة مابين نارين

ركن القراء



نظرات شاحبة وأنفاس متلاحقة ثياب باليه وحزن عميق ودموع بريئه وإحساس بالاضطهاد كل ذلك وأكثر شاهدته أمام ناظري في ملامح تلك الطفلة ذات الظفيرتين القابعه في إحدى زوايا ذلك المكان المجهول اقتربت منها فقد شدني منظرها المؤلم وبت أشعر بغصه وفضول شديدين واتساءل في نفسي؟؟

ترى من تكون !! ربتُ على شعرها ثم رفعتُ رأسها وسألتها : مابالكِ أيتها الصغيرة ؟؟ إنهالت من فرط البكاء 
تفكرت مليا ثم تمتمْت آه  فعلى مايبدو أنها تفتقد شيئا ما؟؟جلستُ معها في مكان منزوي حتى استمع لحديثها ثم بدأت معاناتها بقولها: هل جربت أن يتسرب الضياع الى حياتك ويعبثْ بجدولك اليومي ويبعثر تقاسيم وجهك المجتمعة والمشكِّلة لفرحك وابتساماتك ثم يتغلغل إلى قلبك فيتركه محطما ويشتت منه السعادة والآمان فيغدو أشبه بجزيرة مهجورة فرّ منها سكانها باحثين عن الطمأنينه والسكون

بعد أن قضت عليها الحروب والدمار ولم تعُد صالحه للعيش
تثيرك مناظر عديدة بدرجة جنونيه فذاك الطفل يلعب هناك  وتلك الطفلة تشتري لعباً وحلوى وأخرى تحمل في كفيها العديد من أكياس الثياب وأنت تنظر وتتألم ولسان حالك يقول ليتني ذاك الطفل ليتني أجد الأب الذي يحتويني فأمك كانت تعيش بسعادة وهناء ثم يأتي شخصا ما  ليثير الفوضى بداخلها ويجعلها انسانة معدومه أو بالاحرى شبه أنسانه 

آآآآه ثم آآآآآآآآآه مازال فتيل الألم طويلا بداخلي فكلما طال احتراقه أزدادت حياتي بؤساً وشقاءً نعم أنا فقيرة ولكني أبتليت بأبٍ مقصر وجاحد أنام على صياح أمي وهو يكيلها ضربا وتجريحا وأصحوا على بكائها وهي تتحسر وتضمنا الى صدرها مرددة : يارب أسألك الفرج 

لقد كان ابي يأخذ معاشه الشهري ويصرفه على ملابسه ومتعته وسفراته دون أن يضع في أفواهنا لقمه واحده لنعيش

فأين حنان الأب أم أن القلوب تحجرت كما هذا الزمان؟؟