جندي يفاجئ بشار الأسد بـ"خبر عسكري" بشأن الغوطة الشرقية

عربي ودولي




في ذات الوقت الذي رفعت فيه القوات التركية، علم بلادها فوق مدينة عفرين السورية التابعة لحلب، قام رئيس النظام السوري بشار الأسد، بزيارة خاطفة إلى أحد شوارع الغوطة الشرقية لدمشق.

ويظهر فيديو، دخول الأسد، إلى المدينة التي تعرّضت لتدمير شبه كامل، فاتحاً سترته التي عادة ما يرتديها في زياراته ذات الطابع الأمني والعاجل، فيكون بدون ربطة عنق، وبدون حرّاسه المعروفين على وسائل الإعلام.

وقال الأسد، لجنوده الذين بدوا كما لو أنهم ينتمون لجيوش عدة: "أنقذتم مدينة دمشق".

وظهر الأسد واضعاً يده اليسرى في جيبه، متحدثاً مع جنوده عن المعركة الأخيرة في الغوطة الشرقية، إلا أن المفاجأة أن الأسد، رغم أنه يحمل رتبة القائد العام للقوات المسلحة، لم يكن يعلم بما حققه جنوده على الأرض، فأخبره أحد جنوده بمعلومة لم يكن يعرفها، على ما يبدو.

إذ قال لجنوده: "أنتم اليوم حررتم "جسرين" وبعدها كفر بطنا، وسقبا يمكن أن يكون الجيش قد دخلها"، فقام أحد جنوده بإخباره: "دخل.. دخل"، فردد الأسد معه: دخل، علماً أن إعلام الأسد الرسمي، كان يبث الأحد، هو وقنوات أجنبية موالية له، مشاهد من "سقبا"، التي لم يكن الأسد يعرف أن جيشه قد دخلها بعد.

وقال الأسد لعناصره: "كل طلقة تطلقونها، تغيّر الميزان في العالم"، محتفلاً بما قام به جيشه، بطرد أهالي الغوطة الشرقية، وقتل الآلاف منهم، في الأيام الأخيرة، ثم دمار أغلب مرافق المدينة، دماراً تاماً.

وحدّث الأسد، جنوده عن "امتنان" أهالي دمشق، لهم، علماً أنها المدينة التي شهد ريفها أكبر عمليات تغيير ديمغرافي في سوريا، عبر التهجير القسري وحلول عناصر الميليشيات الإيرانية وعائلاتهم، مكان سكّانها الأصليين.

وتعرّضت الغوطة الشرقية التي دخلها الأسد، الأحد، لأعنف عملية قصف قام بها جيش النظام، والميليشيات الإيرانية، والطيران الروسي، مما أدى لمقتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف، وتدمير غالبية بيوت ومرافق المنطقة.

ولفت في كلام الأسد المحتفل بانتصاره على أهالي الغوطة الشرقية، أنه لم يأت على ذكر المدينة، التي دخلها الجيش التركي، الأحد أيضاً، واحتلّها بالكامل، وهي مدينة "عفرين"، التي رفع عليها علم أنقرة، متجاهلاً تعرّض جزء جديد من جغرافيا بلاده، لاجتياح عسكري مباشر، تم بالتنسيق مع حليفه الأقوى، روسيا.

وقال الأسد لجنوده: "الجالس على الخريطة ليس كالجالس في الميدان"، ثم ردّد الجنود على أسماعه، تلك العبارة التي كان يهتف بها له أو لأبيه الراحل، من قبل الثورة عليه عام 2011: "بالروح بالدم نفديك، يا بشار".

ثم صعد الأسد، على إحدى دباباته التي كانت فرغت من عمليات القصف في الغوطة الشرقية، والتقط الصور مع عناصره، ثم نزل عنها وكاد يقع.

وظهرت حراسة غريبة طرأت على تحركات الأسد، إذ بدا في الصورة مسلّح يضع نظارة سوداء، لم يعلم إلى أي جهة ينتمي، وهذا الزي غير معروف في حمايات النظام السوري، واعتقد البعض أنه قد يكون من القوات الإيرانية، لأنه لم يكن يتبادل أطراف الحديث مع أحد، وبدا متجهماً عبوساً، كأجنبي دخل أرضاً غريبة، للتو.