د. حماد عبدالله يكتب: (عفريت الفقر)

مقالات الرأي




كانت من  أهم الاهداف الست لقيام ثورة يوليو 1952 هى القضاء على (الفقر والمرض والجهل) ، وحتى اليوم وبعد أكثر من خمسه وخمسون عاماً مازلنا نكافح فى القضاء على هذة الأفات الثلاث التى توارثها شعب مصر من إحتلال عثمانى فوق الثلاثمائة عام ، وأكثر من سبعون عام تحت الإحتلال الإنجليزى وحكم سلطانى وملكى وجمهورى ، من شمولى الى إنفتاحى الى ديمقراطى ونحن مازلنا  نكافح للقضاء على هذة الأفات الثلاث، ولعل الفقر هو صلب التخلف وهو أهم أسباب المرض وكذلك الجهل لذلك جاء ترتيبه فى أول المنظومه المطلوب القضاء عليها كما جاء فى كتاب (فلسفة الثورة) بقلم الزعيم الراحل (جمال عبد الناصر ) قائد ثورة يوليو العظيم !! وكانت كلمة ( فقر ) هى كلمة (عيب ) لم تنطق بها ، ولم تعترف بها حكومه من حكومات الثورة لأن البيانات الحكومية كانت تتوالى بإظهار مؤشر أن الفقر فى تراجع وأن الحال (عال العال ) وبالتالى  كان المرض رغم الكفاح ضده بإنشاء المستشفيات والعيادات الصحية وغيرها إلا أن الجوده فى العلاج وفى صحة السكان كانت غير ذى معيار محترم ، أسوه بما يتم قياسة عالميا أو حتى إقليميا وبالتالى كانت الفقرة الثانية من (الأفات) متأخرة فى التقدم لكى نرضي عنها شعباً وإداره وقيادة والعكس ، كأن المفترض أن التعليم وخاصة بعد إعلان مجانيته  وبعد أعلان دستوريه ( تناوله كالماء والهواء ) الا أن ذلك أيضاً تدهور وإنهار  وأصبحنا أمة تعانى من "فقر المستقبل "حيث التعليم هو ضمان لعقول وأمال هذا الوطن ، فكان لابد من البدء مرة أخرى وبالتوازى التعامل مع تلك الإفات الثلاث  وكانت الفورة فى 11 يناير 2011 فنادت أول ما نادت بعيش وحرية وعدالة 
إجتماعية ولم نعلن عن مكافحة الفقر ببرامج سواء من صندوق إجتماعى أو من تهيئة مناخ الإستثمار لجلب إستثمارات مباشرة ، ولرفع مؤشر النمو الإقتصادى فى الدولة بل أخذتنا (الجماعة الإرهابية) التى قفزت على السلطة إلى غياهب (الجب) أو القرون الوسطى فكانت ثورة 30 يونيو وإعلان 3يوليو وبداية جديدة تبذل الحكومة فى هذا المضمار  جهوداً جبارة وبجانب إظهار ( عفريت الفقر ) على جدول أعمال الحكومة المصرية وتبنى "القيادة السياسية" لمجموعة سياسات مع المرأة ومع الشباب ومع الضمان الإجتماعى ، كلها تفاعلت لكى تتضمن أو تقلل من مؤشر إرتفاع نسبة الفقر ، وتحديد أماكنه وتوطنه ، حتى مواجهته ، كل هذا تم ويتم بقدر كبير من النجاح إلا أنه فى الجانب الأخر هناك "أفة الجهل" ، وبالتالى الأمية ، والتعليم الإبتدائى والإعدادى والثانوى ، ثم التعليم الجامعى وهو ما أصابنا بخيبة أمل كبيرة نتيجة سياسات لم تستكمل ولم تتضح صورتها من الحكومة وإلتى إضاعت جزء كبير من "شهرة الحكومة" بأنها حكومة إنجاز ، فأصبحت عاجزة عن وضع تصور أو البدء فى تطبيق أية من "توجيهات القيادة السياسية" فى ورقة التعليم خاصة ، وبالتالى فمازلنا حتى اليوم  نقرأ ونسمع عن تضارب فى تصريحات وزيرى التعليم والتعليم العالى والبحث العلمى حيث أنا وكثيرين لانرى أملاً ، فى جديد يمكن الحصول عليه للقضاء على "أفة الجهل" أو الخروج من مأزق تعليم عالى وما قبله "أصيب بالفشل الكامل " وسوف نرى أثار هذا كل يوم سؤاء على شكل توقف عمل أعضاء هيئات تدريس أو تكدس بطالة مقنعة غير حقيقية فى سوق العمل حيث "أن العاطل غير مؤهل للعمل" حيث أنه خريج نظام تعليمى جامعى فاشل  !! 

   Hammad [email protected]