"ظاهرة السيسي.. نظرة موضوعية".. كتاب جديد للدكتورة عزة عزت

أخبار مصر



أكدت أستاذ الإعلام د. عزة عزت أن كتابها "ظاهرة السيسي.. نظرة موضوعية" لا مع ولا ضد الرئيس السيسي، فهو يُناقش بموضوعية وحِيدة، ظاهرة الشعبية الكاسحة التي تمتع بها، منذ بزغ نجمه، مطلع عام 2013، إلى أن تم انتخابه رئيساً بنسبة (%97)، إلى أن بدأت تتبدى في الأفق بعض القضايا، والقرارات التي أدت إلى انحسار جزئي لهذه الظاهرة، أو بدايات توجيه بعض النقد لقرارات الرئيس، من قبل النخبة وبعض وسائل الإعلام، خاصة فيما يتعلق بقضية جزيرتي تيران وصنافير، وموجة الغلاء الطاحنة التي ضربت جيوب المصريين.


وأشارت أن الكتاب الصادر عن دار مركز الحضارة العربية ليس موجهاً للرئيس السيسي؛ ليتملقه أو ينافقه أو يُطبِّل له، ولا يُروِّج لاختياره لفترة رئاسية ثانية، على نفس الأسس العاطفية، التي اختاره من أجلها المصريون في المرة السابقة، لكنه كتاب موجه لعموم المصريين؛ ليزيد من وعيهم الانتخابي؛ كي يستطيعوا اختيار من يريدونه رئيســا لهم؛ على أسس موضوعية وعقلية وليست عاطفية، فلا ينجرفوا وراء المشاعر، ولا يتأثروا بأي دعاية مغالى فيها، فقد بات الأمر ـ في ظل دستور جديد ـ محكوماً بأن لكل رئيس فترتي رئاسة فقط، ولم يعد قاصراً على اختيار السيسي بالذات لفترة رئاسة ثانية، بل إن الخطورة تكمن في أن المصرين سيجدون أنفسهم بعد أربع سنوات، أمام اختيار آخر، لا بد أن يعدُّوا أنفسهم له من الآن؛ فليس في كل مرة ستسلم الجرة.


ويتتبع الكتاب الفريق أول عبدالفتاح السيسي منذ بزغ نجمه على الساحة، فاشرأبت له الأعناق، وتعلقت به الأنظار.. قبل القلوب، من حيث ملابسات ظهوره، وشخصيته، وخطبه، وكيف قدم - ولا يزال يُقدم - نفسه للجماهير، وكيف ساعدته - ولا تزال - تساعده وسائل الإعلام المختلفة، في رسم صورته في الإذهان، من أجل تدعيم هذه الصورة الذهنية الطيبة عنه لدى الجماهير، ومن ثم تثبيت دعائم حكمه، باستعراض إنجازاته تارة، وبذكر مأثره واستعراض ملامحه الإنسانية تارة أخرى، إلى أن علت وتيرة ذلك كله مؤخرا؛ كبداية مبكرة لحملة دعاية، تُمهِّد لبقائه ولإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، وذلك بهدف مساعدة كل مصري على اختيار من يراه صالحا للمنصب الرفيع؛ واضعاً قناعاته الشخصية نصب عينية، عند لحظة الاختيار الحاسمة، وهو داخل لجنة انتخابية، وحده خلف ستار، ممسكا بقلم؛ ليقول رأيه بحرية، ويختار المرشح الذي يُفترض أن ينتخبه على أسس موضوعية، وهو مدرك تماماً لحقيقة أنه بهذه العلامة الصغيرة، التي يرسمها على الورقة، إنما يسهم في تقرير مصير أمته، وتحديد مستقبلها لأربع سنوات قادمة؛ وأنه يُرسي قواعد وأسساً لحياة ديمقراطية سليمة، يُفترض أن يكون على وعي كامل بأصولها، وأثرها على عموم الناس، وليس على شخصه فقط حتى لو كان مستنداً في هذا القرار على رؤيته الذاتية غير المُتأثرة بأي مؤثر خارجي.


تبدأ د. عزة عزت بمقدمة شارحة "لماذا هذا الكتاب؟"، يتبعها فصل تمهيدي يتتبع بداية هذه الظاهرة، محددة لمعنى كلمة ظاهرة علمياً، وتطبيق خصائصها على ما أسمته ظاهرة الشعبية الكاسحة للسيسي، وكيف تبلورت؛ للتأكيد على صحة اختيار عنوان الكتاب؛ ذلك أن ما هي بصدده يمثل حالة فريدة ولافتة للنظر بالفعل، معترفةً بأن اعتبارها لعبدالفتاح السيسي ظاهرة، قد يبدو أمراً غريباً، أو يستحق بعض الإيضاح، وبأنها بدأت بالفعل رصد كون ظهوره يمثل ظاهرة قبل أن يبدأ التنافس الرئاسي، وقبل حتى أن يطرح نفسه كمرشح رئاسي، أو يُطالبه الناس بترشيح نفسه، فقد كانت في كتابها السابق الصادر عام 2013، والمعنون: "الرئيس الذي نريد .. الرئيس الذي نستحق" وضعت فرضية شبه مؤكدة لديها، مؤداها "أن المزاج الانتخابي المصري قد اختلف، بعد ثورة يناير 2011، وأن المصريين باتوا غير راغبين بحق في العودة لفكرة الرئيس الأب، والزعيم البطل المنقذ"، لكن بزوغ ما أسمته "ظاهرة السيسي" جعلها تتراجع عن هذه الفرضية.


أوضحت أن مقصدها من كلمة ظاهرة، ليس شخص السيسي في حد ذاته، ولكن البزوغ المفاجئ، وما صاحبه من حب جارف، ثم شعبية كاسحة، والحراك الشعبي لحثه على الترشح للرئاسة، والالتفاف حوله، هو ما شكّل ما يمكن اعتباره ظاهرة اجتماعية وسياسية؛ وبما أن الظاهرة الاجتماعية تُعرَّف بأنها "ما يمارسه الناسُ في مجتمع ما كسلوك جمعي، أو هي ما يُصابُ به مجموعة من البشر، فيعانون من نتائجه ومن تبعاته"، فإن الحراك المفاجئ الذي صاحب ظهور السيسي مثل ظاهرة غير عادية، تستحق الرصد والدراسة، ليس لسبب علمي وحسب.. ولكن لمعرفة مبرراتها، وما قادت إليه؛ ذلك أن الظواهر الاجتماعية بالذات تترتب عليها نتائج قد تكون سلبية أو إيجابية، وتتبُّعها يمكن أن يُفيد، في معرفة وتحديد أثر الحراك الجماهيري على المستويين الاجتماعي والسياسي، وكيف يمكن القياس عليه في قادم الأيام، حينما يحين وقت اختيار آخر للسيسي نفسه أو لغيره.


ورأت عزة عزت أن اتجاه هذا الحراك كان له ما يبرره آنذاك، من أن اللحظة التاريخية كانت تتطلب هذا التوجه؛ بوصفه ضرورة ملحة؛ بحكم ما كان يسود المرحلة من ارتباك، بل وفوضى وانعدام للأمن، وعدم رضا عام. وبرغم كل هذه المبررات الموضوعية، يمكننا القول بوجود خلل ما أو عدم اتزان في بعض هذه الاتجاهات أو السلوكيات. لا أقول الاجتماعية بل والسياسية؛ لأن نتاجها هو وضع سياسي سيُكرِّس لبقاء مصر محصورة بين قطبين: أحدهما ديني، والثاني عسكري، لا تستطيع الفكاك منهما، أو الخروج من أسرهما؛ لتختار بكامل حريتها رئيساً مدنياً، لا ينتمي لكلا المعسكرين؛ ولذا كان الاختيار الشعبي آنذاك هو اختيار الضرورة. أو كما قال محمد حسنين هيكل: إن السيسي كان (الرئيس الضرورة) بغض النظر عن أي اعتبارات نظرية تقول: بأنه قد آن الأوان ليحكم مصر رئيساً مدنياً.


أقول ذلك رغم ثقتي التامة والمطلقة في المؤسسة العسكرية: المنضبطة، والمنظمة، والقوية، والقادرة، والتي غالبا ما تفرز عناصر جيدة، وصالحة أكثر من غيرها، ليس للحكم وحسب، ولكن للإدارة والترؤس في أي موقع؛ بحكم هذا الانضباط. وليس بحكم ما لدى أفرادها من ثقافة وحنكة سياسية، وإن توافر لبعض فلتات من عناصرها كالرئيسين: جمال عبدالناصر، وأنور السادات، قدراً كبيراً من الدراية، والقدرة على وزن الأمور سياسياً؛ كلا وفقاً لمنطقه في الحكم، مع الفارق في التشبيه بينهما في رأيي.


وتتساءل الكاتبة: هل اهتم المصريون كناخبين أن يتعرَّفوا أكثر على عبدالفتاح السيسي الذي أحبوه؟ من هو تحديداً كي يختاروه لهذا المنصب السياسي الرفيع؟ هل فكر أحد أن يفتح ملفاً أو يبحث على الإنترنت؛ ليجمع معلومات عنه، وعن تاريخه السياسي؟ إذا كان له ثمة تاريخ في عالم السياسة!


أما الفصلان الرئيسيان في الكتاب فقد تناول الأول عملية الترويج والدعاية للسيسي، ودور الإعلام ـ والصحافة بالذات ـ في صناعة صورته، بما فيها من سمات إيجابية وأخرى سلبية، وفقاً لطبيعة السياسة التحريرية لكل صحيفة، وهو أمر يرتبط بالضرورة بتوجهات الممولين أو ملاك الصحيفة، مفرقة بين ثلاثة أنواع من الصحف: القومية، والحزبية، والخاصة، وتبرز سماته التي تباينت أيضاً من خلال الفنون الصحفية المختلفة، ومن خلال نوعيات الصحف.


وتتبعت د. عزة عزت ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، في شكل آراء حرة يتبادلها مرتادو هذه المواقع، وما يطرحونه بينهم من استفتاءات مصغرة، لكنها تعطي مؤشرات مهمة لاتجاهات الرأي العام حيال السيسي، سلبا وإيجاباً أيضاً، وقد تابعت أحد الاستبيانات التي طرحت على إحدى المجموعات المغلقة على محبي السيسي، وعلى بعض الحسابات المفتوحة للعامة، ومنها كمثال سؤال طرح على الفيس بوك مؤداه: "لمحبي الرئيس السيسي فقط.. بتحب تشوفه أكثر وهو شرس.. والا حنين؟ وذلك إبان إلقائه لخطاب كشر فيه عن أنيابه بعكس أسلوبه المعتاد، الذي تميز بالرقة والحنان، أو ما يمكن تسميته بالخطاب العاطفي، الذي بنى شعبيته على أساسه، بل إن غالبية المصريين أحبوا فيه هذه السمة بالذات، التي كانت تشير إلى أنه إنسان طيب حنون. ولكن يبدو أنهم بعد فترة وبتكرار هذا الأسلوب في الخطاب، بدأوا يملونه أو يرفضونه، فالشعب المصري يحب في رئيسه الهيبة والقوة. وليس الضعف والخضوع في القول، وقد أكدت هذا الرأي إجابات محبي السيسي على السؤال السابق بصراحة وعفوية.


وكشفت عزة عزت أن نتيجة هذا الاستبيان البسيط جاءت لتؤكد ذلك، إذ بلغت نسبة من يحبون منه أن يظهر قويا، أو كما صيغ السؤال شرسا 49%، وهو ما يُمثل أغلبية بالنسبة لعدد العينة، بينما من أصروا على موقفهم السابق ـ وهو محبته بوصفه حنون وطيب ـ أتت نسبتهم ضئيلة، إذ لم تزد عن 15% فقط، وهذا ما يؤكد حقيقة أن الشعب المصري يحب القوة في رئيسه. ومع ذلك كانت إجابات نسبة لا يُستهان بها تبلغ 35%، أنهم يحبونه في كلا الحالتين.


هذا ولم تغفل المؤلفة شرح أسلوب خطاب السيسي، وكيف أسهم في صناعة شعبيته بنفسه، حتى قبل أن يصبح رئيساً، وأهم مميزات هذا الأسلوب، الذي جعله ينجح في المرة الأولى، ومن أول وهلة في تقديم نفسه بنفسه؛ معتمداً على أسلوبه في الخطاب، ولغته أو مفرداته السياسية والعاطفية في آن معاً، التي قربته من قلوب ملايين المصريين، وأكسبته مصداقية عالية، وقد كان البيان أو الخطاب الذي ألقاه عام 2013، وترقبته جماهير واسعة من الشعب المصري، الذي امتثل أخيراً المشير عبدالفتاح السيسي لندائها، وقرر الترشح، هذا الخطاب، الواعد: بالاستقرار، والأمان، والأمل، وهي أمور ثلاثة افتقدناها واشتقنا لها بعد يناير 2011، وقد وضعها السيسي كترتيب أولويات، تتفق تماماً وما يتوق له المصريون الآن، وكانت بحق المدخل المناسب في الوقت المناسب لاكتسابه الشعبية.


وقالت: بقدر ما عكسه هذا الخطاب من أن السيسي يعرف تماماً ما يريده الناس، عكس أيضاً أنه يؤمن بقدرات الشعب الذي سيحكمه، وأنه سيحاول أن يُشركه في الشعور بالمسئولية، كما عكس وعي وإدراك الرجل لحجم المسئولية التي يُقبل عليها، ويرى أن عليه أن يجابه أموراً غير مقبولة، ولا يرتضيها لهم (بطالة، ومرض، ومعونات خارجية)؛ ذلك أن المصريين على حد قوله: "يستحقوا حياة أفضل؛ كي يعيشوا بكرامة وأمن وحرية"، وأن هذه المواجهة تتطلب عملاً وجهداً؛ لذلك لم يُفرِط في الوعود بأكثر مما يستطيع، واكتفى فقط بالإشارة إلى ما سيسعى لتحقيقه. وبتأكيد أنه "لن ينجح الحاكم بمفرده.. وإنما بشعبه وبالعمل المشترك"، وقد أثبتت سنوات حكمه بعد ذلك صدق ما قاله، الأمر الذي يجعل إعادة انتخابة لفترة رئاسية ثانية يبدو مستنداً على تجربة حقيقية، وليس مجرد كلام عاطفي، أو وعود ترد في بيانات وخطب.


وأضافت أن السيسي مزج بأسلوب أدائه المتميز بتكرار بعض العبارات، وبالوقفات ضاغطة على المعاني والمؤكدة لها، وبمسحة الجدية التي اعتادها منه المصريون، وبما يكسوا وجه من شجن نبيل، قد يبدو للبعض غير مبرر، لكنه آنذاك كان ضرورياً؛ ربما بسبب تركه للحياة العسكرية، التي اعتادها وأعطاها جُل عمره، وربما بوصفه يعكس حجم إدراكه للمسئولية، وللظرف التاريخي الذي تعيشه مصر. ولا غرابة في ذلك فهو رجل مخابرات، لديه من المعلومات ما لا يستطيع كثيرون تقديره، أو حتى أدراك أبعاده، ولا يمكنه الإفصاح عنه، وقد أوجز في هذا الصدد بالذات، فصاغ الموقف في عبارات محددة هي: "نحن مهددون من الإرهابيين"، وإلى هنا بدأ السيسي يكشف عن جانب آخر من شخصيته، هو الحزم والحسم فاكتملت صورته، خاصة عندما قال بقدر من الحدة: "آن الأوان أن يتوقف الاستهتار بالبلد، واحترام هيبتها، فمصر ليست ملعباً لطرف داخلي أو إقليمي أو دولي، ولن تكون، فالاستهتار في حق مصر مغامرة لها عواقبها". ومن هنا أدركت مدى ما يتميز به من حسم بوصفه رجل عسكري، مهما أبدى من حنو ورقة.


هذا ولم تغفل د. عزة عزت الإشارة صراحة إلى أنها لم تختر السيسي في انتخابات عام 2014، معددة أسباب عدم اختيارها له، رغم أنها ككل المصريين أعجبت بموقفه كوزير دفاع شجاع، أنقذ المصريين من براثن حكم ظلامي، وتقول نصاً: "برغم أني لم أشارك أصلا في ثورة يناير، ولم أُضار منها بأي حال، ولم أدفع أي ثمن يجعلني أتمسك بتحقيق أهم أهدافها، وهو الحكم المدني، إنما هو الشعور بالمسئولية تجاه التجربة الثورية، وأرواح شهدائها ومصابيها، وإيماني بضرورة التغيير؛ كنتيجة لأي ثورة؛ كي يمكننا تسميتها ثورة؛ ولذلك عندما نزلت للمشاركة في ثورة 30 يونيو إلى ميدان الاتحادية؛ لأقول لمرسي ارحل. وألبّي نداء السيسي وأفوضه كوزير دفاع لإزاحة الخطر عن مصر. لم يكن ذلك يعني بالمرة أني اختاره ـ وهو الشخصية العسكرية ـ كرئيس جمهورية. كان هذا موقفي حينها، ليس لأني لم أكن أعجب بالرجل، وأحبه، وأقدر دوره ككل المصريين، ولكن كي أختار بمنطق عقلي صِرف، لكني الآن أستطيع أن أعترف: بأن الشعب المصري الذي اندفع لانتخاب السيسي؛ معتمداً على حدسه ومشاعره الفياضة، أو حبه الجارف له. قد صدق حدسه، وأن الاختيار الشعبي كان اختياراً سليماً؛ فالرجل لم يُخيِّب ظنهم، بل كان عند حسن الظن به.


واستعرضت عزة عزت أشكال الدعاية المضادة للسيسي، التي مارستها جماعة الأخوان المسلمين، وكل المتعاطفين معها على كل صعيد، وخصصت مبحثا خاصاً بعلاقة الثورات بالجيوش، وأشارت إلى المرشح المدني حمدين صباحي، الذي نافس السيسي في الجولة الأولى، وحللت دعايته أيضاً كخصم شريف، كما لم يفتها المقارنة بين الرئيس السيسي وغيره من رؤساء مصر السابقين، حيث أن القوى الشعبية التي رفعت السيسي إلى سدة الحكم كانت كثيرا ما تشير إلى مقارنات ومقاربات بينه وبين اثنين منهم بالذات هم الرئيسين: جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وكان لها رأي قاطع في هذا الصدد يكشف توجهاتها الخاصة، وإن حاولت تبرير موقفها هذا، وبيان أسبابه.


وفي الفصل الثاني فقد رصدت المؤلفة بدء انحسار ظاهرة السيسي، الذي أرجعته لثلاثة عوامل في مقدمتها: قضية تيران وصنافير، ثم موجة الغلاء الطاحنة، وأخيرا عدم تحقق الكثير من أحلام الثوار والطبقة المتوسطة فيما يتعلق بالحكم المدني بالذات.


وتناولت د. عزة عزت في فصل الختام النقطة الرئيسية التي وضعتها كهدف أساسي لإصدار هذا الكتاب، ألا وهو كيف تختار أي رئيس بوجه عام، ورئيس الجمهورية بوجه خالص، مقدمة تجربتها الشخصية في كل انتخابات أدلت فيها بصوتها، سواء كانت انتخابات برلمانية أو رئاسية، كأسلوب اختيار عقلاني، لا تلزم به القراء بالطبع. ولكن فقط تريد أن يعتمده كل قارئ بما يتلاءم وقناعاته وأيديولوجيته الخاصة، وما يراه شخصياً في صالح مصر، غير متأثر بما تراه الجموع الأخرى، بحيث لا يسير خلف رأي الأغلبية، مهما شعر باغتراب وسط جموع الناخبين، وختمت الكتاب بطرح عدة أسئلة ترى أن كل ناخب يجب أن يجيب عليها، أو أن يبحث بنفسه عن إجاباتها وفقا لرأيه الخاص والشخصي، كي تعكس كل انتخابات وزن القوى السياسية على الأرض وبدقة.