كلما زاد حجم الرهان، كان السقوط أصعب.. راهن باريس سان جيرمان بكل شيء من أجل الفوز بدوري الأبطال الأوروبي، لكنه تعثر في طريقه ببطل القارة ريال مدريد الإسباني، ليواجه فشلاً مدمراً، بعد أن استثمر أموالاً خيالية في سوق الانتقالات الصيفية الماضية.

ولم تنجح المبالغ الفلكية التي تجاوزت 400 مليون يورو في استثمارات "بي إس جي" في صفقات خيالية لاستقدام نجوم كبار في تغيير واقع قائم منذ سنوات، وعاد الفريق الفرنسي ليصطدم بجدار "التشامبيونز ليغ".

وبعد إنفاق هذا القدر الخيالي من الأموال، عول الفريق الفرنسي في مباراة الإياب التي خسرها الثلاثاء أمام الريال بنتيجة 1-2، على المشجعين الأكثر تشدداً "الأولتراس"، الذين ملأوا المدرجات بالشماريخ في سلوك أظهر مدى عجز الجانبين الرياضي والإداري للفريق.

غرق الحلم أمام أندية إسبانيا
وللعام الثاني على التوالي، غرق طموح باريس سان جيرمان في ثمن نهائي "التشامبيونز ليغ"، وللمرة الثانية حدث ذلك أمام منافس إسباني، فبعد أن حرمت انتفاضة برشلونة نادي العاصمة الفرنسية من استكمال الطريق في البطولة العام الماضي، تكفل الريال بإقصائه هذا الموسم بعد أن فاز عليه ذهاباً وإياباً بنتيجة إجمالية 5-2.

الخبرة لا تشترى بالمال
وعلى الرغم من هيمنة "بي إس جي" في الدوري الفرنسي لكرة القدم، واستقدامه للاعبين من العيار الثقيل، كل هذا لم ينفعه بشيء، حين جاء وقت الحقيقة واضطر لمواجهة منافس من مستوى آخر لم يعتد على مواجهته محلياً.

وفي كل مرة يواجه فيها باريس سان جيرمان منافساً من العيار الثقيل، تظهر قلة خبرته في المنافسات الكبيرة، وكان هذا ما حذر منه المدرب السابق لسان جيرمان، لوران بلان، حين قال عقب هزيمة الفريق قبل عامين أمام برشلونة في نفس البطولة إن "الخبرة لا تُشترى ولكن تُكتسب مع مرور السنوات".

وكلف هذا التصريح، بلان منصبه على رأس الإدارة الفنية لفريق العاصمة الفرنسية، نظراً لأن رئيس النادي، ناصر الخليفي، كان مقتنعاً على ما يبدو بأنه يستطيع شراء المجد بدفتر الشيكات الخاص به.

الحل في ضخ المزيد من الأموال!
وبتعيين الإسباني أوناي إيمري، المتوج بعدة ألقاب أوروبية مع إشبيلية، كان يعتقد الخليفي أنه سيتمكن من الحصول على عقلية الفائزين، التي اعتبر أن بلان يفتقر إليها، لكن الانتفاضة التي حققها "البرسا" على ملعب كامب نو في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بنتيجة 6-1 بعد أن كان منتصراً ذهاباً برباعية نظيفة، أثبتت أن الفريق الفرنسي يحتاج لأكثر من ذلك لغزو أوروبا.

ولذلك، قرر انتزاع البرازيلي نيمار دا سيلفا من برشلونة في صفقة خيالية هزت سوق الانتقالات الصيف الماضي وبلغت 222 مليون يورو، بالإضافة إلى مزاحمة الريال للحصول على الفرنسي كيليان مبابي، الذي استقدمه من موناكو مقابل 180 مليون يورو، لكن في النهاية، لم يجد كل هذا بشيء.

وظهرت هذه الحقيقة للمرة الأولى أمام بايرن ميونخ الألماني في إياب دور المجموعات، حين تعرض النادي الفرنسي لهزيمة واضحة أمام الفريق "البافاري"، ما أثار المخاوف والشكوك بشأن مدى فاعلية المشروع الجديد أمام الكبار.

وهي شكوك تأكدت أمام ريال مدريد الثلاثاء، إذ بدا باريس سان جيرمان مرتعشاً على أرضه في مباراة الإياب، التي خسرها بنتيجة 1-2، بعد أن قدم أداءً كارتونياً في لقاء غاب عنه نيمار للإصابة.

وكفريق يتيم غير قادر على تنظيم نفسه لتقديم الرد المناسب أمام حامل اللقب، انتهى الأمر بباريس سان جيرمان بتقديم صورة بعيدة تماماً عن تلك التي دفعت البعض في بداية الموسم لوضعه بين المرشحين للقب.

ولم تفلح حملة التشجيع التي أطلقت للتعويل على انتفاضة في الإياب أمام الريال في شيء، فقط شماريخ أشعلت المدرجات، بينما كان "الملكي" يتبارى على العشب في ملعب حديقة الأمراء، ليلقن النادي الفرنسي درساً في كرة القدم.