مصير مجهول لوثائق ومذكرات الملكة ناريمان بوفاة نجلها أكرم النقيب

العدد الأسبوعي



الدولة رفضت استلامها


غيب الموت، مساء الأربعاء الماضى، المحامى الدولى المرموق، أكرم أدهم النقيب، عن عمر يناهز 57 عاما، نجل ملكة مصر السابقة ناريمان، والأخ غير الشقيق لآخر ملوك مصر، الملك السابق أحمد فؤاد.

ومثلما فضل أن تكون حياته هادئة، بعيدة عن الأضواء، كانت وفاته.

ولد الراحل فى 28 مارس 1961، وهو الابن الثانى لملكة مصر السابقة ناريمان، من زوجها الطبيب السكندرى الشهير أدهم النقيب.

وتلقى تعليمه الجامعى فى جامعة كامبردج بلندن، والتقى والده بناريمان عام 1954، بعد 3 أشهر على توقيع وثيقة الطلاق بينها وبين ملك مصر الأسبق فاروق، والد نجلها الأكبر أحمد فؤاد، وكان عمرها نحو 23 عاما. عاشت ناريمان سعيدة مع زوجها الجديد، رغم دخله المتوسط من عمله بمستشفى الأنجلو أمريكان بالإسكندرية، متفرغة تماما لتربيـة أكرم، ولكن حدث الطلاق بينهما عام 1964، بعد زواج استمر 10 سنوات، وخلافات امتدت لساحات القضاء.

لم تنقطع صلة الراحل بوالدته رغم انفصالها عن والده، وزواجها بعد عام واحد للمرة الثالثة من الدكتور لواء إسماعيل فهمى، الذى أحيل للتقاعد عام 1989، وظلت «ناريمان» زوجته حتى وفاتها فى 16 فبراير 2005 عن عمر يناهز 72 عاما، وكانت تسكن معه بشقة فى مصر الجديدة، ولم تنجب بناء على نصيحة طبيبها، حتى لا تعرض حياتها للخطر.

رغم قلة اللقاءات الصحفية والتليفزيونية لأكرم النقيب، فإنه حرص خلالها على تأكيد وجود وثائق ومستندات ومذكرات بخط يد والدته لا يعلم بها أحد، وللأسف لم تهتم أى جهة رسمية بتلك الوثائق، رغم أنها تمثل جانبًا من ذاكرة مصر المعاصرة، ومنها ما كشفه فى لقاء تليفزيونى مع الإعلامى جمال عنايت، فى غضون 2007 على شبكة «أوربت»، وتم التصوير بشقته بالإسكندرية.

كما كشفت المذكرات أيضا، عن وقائع جديدة لحريق القاهرة عام 1952، الذى لم يكشف أحد عن تفاصيلها حتى الآن. تناولت «ناريمان» فى المذكرات وصف زوجها السابق فاروق، بأنه كان رجلاً وطنيًا أراد الخير لمصر، لكن الحاشية التى أحاطت به كانت فاسدة، وأن عودتها من إيطاليا والطلاق كان مقابل تخليها عن حضانتها لنجلها أحمد فؤاد، بالتنسيق بين والدتها ومجلس قيادة الثورة، بشرط ألا تطلب مساعدات مالية على الإطلاق، وأن تكون عودتها بجواز سفر عادى، باعتبارها مواطنة مصرية، وليست ملكة سابقة.

جانب من اهتمام أكرم بتاريخ والدته، تمثل بصورة أو أخرى، فى إبريل من العام الماضى، عندما نجح فى إجبار صالة مزادات «Sotheby’s New York» العالمية للتحف والأنتيكات بنيويورك، على إيقاف مزاد بيع عُقد ذهبى مرصع بالماس، سرق من مصر، وكان مصنوعا خصيصا لوالدته فى باريس، عند زواجها من الملك فاروق، وكان معروضا للبيع بقرابة 225 ألف دولار، أى ما يُعادل 4 ملايين جنيه مصرى، وقتها، وكان ذلك أقل من قيمته الحقيقية.  وكانت لجنة المصادرة عقب ثورة يوليو 1952 قامت بالتحفظ عليه، ضمن الممتلكات التى آلت للدولة من قصور أسرة محمد على.

فى صالة المزاد وضعت صورة لوالدته وهى ترتدى العقد، مع إعلان عرضه للبيع بسعر يترواح بين 172 و225 ألف دولار، وأكد «أكرم» لصديقه أن العقد لم يخرج من مصر بشكل رسمى، وخشية تعرضها للملاحقة القضائية، أوقفت صالة المزادات عملية البيع لحين قيام السلطات المصرية والسفارة المصرية بنيويورك، بتقديم ما يفيد بسرقته.