ملايين منى الشاذلي وحرب السوشيال ميديا الباردة

العدد الأسبوعي



منى الشاذلى، ربما كانت الإعلامية الأجرأ والأنجح فى خلع عباءة برامج التوك شو المملة، والاتجاه لبرامج المنوعات بكل ثقة وثبات، فى تجربة برنامج «معكم» على قنوات CBC، فلم يشغلها تاريخها الطويل فى «العاشرة مساء»، وإجراؤها العديد من الحوارات الهامة، كجورج بوش الابن والممثل العالمى أميتباتشان، وآخرين، وأصرت على تطوير ذاتها، فكانت الأكثر ذكاء وحيلة بين أبناء جيلها فى الإعلام وغيرت جلدها مبكراً، بل وأقنعت جمهورها بسرعة شديدة بما تقدم رغم أنه مختلف تماماً عما تعود الجمهور.

قد يكون السبب رؤيتها الخاصة، التى ساعدها فيها فريق عمل كبير، والشعبية التى حققها البرنامج فى وقت قصير، لم تكن صدفة بل اشتركت فيها عناصر كثيرة، أبرزها فريق الإعداد الذى يحرص طوال الوقت على اختيار موضوعات وضيوف بعناية، شرط أن تكون أقرب للجمهور، لعب الإعداد على إبراز النماذج الإنسانية المبهرة، وقصص الحب التى حققت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى، إضافة إلى استضافة عدد لا حصر له من الشخصيات الفنية والرياضية المؤثرة فى المجتمع، حتى أصبح البرنامج يرضى كل الأعمار والأذواق ليكون «معكم» بالفعل «اسم على مسمى».

أهم ما ميز محتوى «معكم» أنه اعتمد على نتائج الدراسات الإعلامية العالمية، الخاصة بشكل ومضمون البرامج، وركزت الشاذلى فى تحديد مدة الحوار، والالتزام بتنوع الفقرات، والتقارير لأن الاحصائيات أكدت أن أقصى ما يستطيع المشاهد تحمله من فترة حوارية هو 13 دقيقة فقط، والأهم من ذلك أنها أدركت دور السوشيال ميديا، وأصرت على أن يكون للبرنامج صفحة خاصة به على فيسبوك، وتجاوز عدد متابعيها 4 ملايين، وهو الرقم الأكبر بين البرامج المنافسة لها، بل ويعد البرنامج الوحيد فى مصر الذى يهتم بجمهور السوشيال ميديا، كما يهتم بجمهور التليفزيون لدرجة أن هناك حلقة تم تقديمها على السوشيال ميديا فقط فى رأس السنة وهو ما يؤكد أن الشاذلى دائماً ما تسبق زملائها بخطوات.

عنصر آخر لا يمكن إغفاله فى «ممكن» هو الإخراج، الذى كسر كل القواعد الروتينية الخاصة بالاستوديوهات، واستطاع المخرج أن يطوع البلاتوه الخاص به كما يشاء، ورغم ذلك يظل محافظاً على روح برنامجه وسمته المميزة، فتحول الاستوديو إلى معرض للمنتجات مرة، وساحة رياضية مرة، ومسرح أوصالون لمرات، فى وجود جمهور كبير، ومع ذلك لم يشعر المشاهد بأى تقصير.