عبدالحفيظ سعد يكتب: طموح أبوالفتوح فى منصب "المرشد" يعيده لأحضان الإخوان

مقالات الرأي



قيادات التنظيم الدولى تبحث عن قيادات تمنع تفكك التنظيم وانضمام شباب الجماعة لداعش


«أبوالفتوح»، عاد القيادى الإخوانى السابق، للأحداث بعد القبض عليه الأسبوع الماضى بتهمة رسمية «محاولة إحياء تنظيم الإخوان وإحداث بلبلة فى الشارع المصرى»، وذلك عقب عودته من لندن والتى سافر إليها كما هو معلن منه للمشاركة فى ندوة عقدت فى لندن، عن «فصل الدعوى عن السياسى»، والتى نظمها مركز الحضارات العالمية الذى يشرف عليه كمال الهلباوى، بينما ذكرت التحريات الأمنية أن سفر أبو الفتوح إلى العاصمة البريطانية، كان الغرض منه التقاءه بعدد من قيادات تنظيم الإخوان «الإرهابى» والتخطيط معهم إعادة إحياء تنظيم الإخوان مرة أخرى.

وبعيدا عن سبب سفر أبوالفتوح إلى لندن أو الغرض منها سواء كما يدعى أو تذكر جهات التحقيق، أو حتى لإجراذه حوارات تليفزيونية سواء مع قناة BBC أو قناة الجزيرة القطرية، فإن عملية القبض على أبوالفتوح، تعيد مرة أخرى قصة أبوالفتوح والإخوان، ودوره داخل التنظيم الممتد على مدار أربعة عقود من الزمن، بعد أن تمكن من استقطاب عمر التمسانى مرشد الإخوان الثالث فى السبعينيات من القرن الماضى، وقت أن كان يقود أبوالفتوح الجماعات الإسلامية فى الجامعات، وكانت مساعى الإخوان فى حينها العمل على ضم أعضاء هذه الجامعات إليها، وإعادة إحياء التنظيم مرة أخرى بعد أن تقلص نفوذه فى فترة الستينيات وقت الصراع مع عبد الناصر.

وكان الإخوان حينها يمتلكون إمكانيات مالية وتنظيمية ولكن بدون كوادر شبابية، وخطط الإخوان حينها (كما اعترف قياداته فيما بعد) أن يتم استقطاب عناصر الجماعة الإسلامية سواء فى جامعات القاهرة أو الإسكندرية والدلتا، بينما فشلت مساعى الإخوان فى تنظيم مجموعة الصعيد إليهم.

ولعب أبوالفتوح بالفعل دورا مهما فى عملية استقطاب الشباب، لتنظيم الإخوان، وكان مهمًا عدد من قيادات الجماعة الإسلامية فى هذا الحين، مثل حلمى الجزار، وعصام العريان وأبوالعلا ماضى وإبراهيم الزعفرانى، ومختار نوح.

واستمر نفوذ وقوة عبد المنعم أبوالفتوح، ومجموعة الشباب الإخوانى، خاصة بعد أن لعبوا دورا مهمًا فى اختراق النقابات المهنية لصالح التنظيم فى نهاية الثمانينيات، والتى كانت مصدر قوة التنظيم على مدار فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة.

ورغم ما قدمته مجموعة الشباب، وعلى رأسهم أبو الفتوح، لتنظيم الإخوان فى فترة الإحياء الثانى، غير أنهم ظلت قيادات الإخوان والمتحكمين فى الأمر داخل التنظيم، وخاصة محمود عزت وخيرت الشاطر، ومحمد مرسى، يعمدون لإبعادهم عن تصدر المشهد، وهو ما ظهر بشكل فعلى قبل أحداث ثورة يناير فى بداية 2010، عندما أبعد عبدالفتوح عن عضوية مكتب الإرشاد، وبعد الثورة انشق عن الإخوان نهائيا وأسس حزبه «مصر القوية»، وخاض انتخابات الرئاسة.

وكان تأييد أبو الفتوح المعلن للتحركات المعلنة لثورة 30 يونيو، سببًا فى زيادة القطيعة مع الإخوان، ووصل الأمر إلى حد تخوينه بين عناصر التنظيم.

ورغم ذلك، ونتيجة انحسار الإخوان، تنظيميا، بعد 30 يونيو، وما تلاها من أحداث، بدأت عناصر من شباب الإخوان فى الانضمام لداعش، ليس على مستوى القواعد التقليدية بل بين أبناء قيادات التنظيم، وهو ما كشف عنه انضمام عمر الديب، ابن القيادى الإخوانى إبراهيم الديب، وأيضا وجود تقارير داخل تنظيم الإخوان بأن عدد أعضاء الجماعة الذين انضموا لداعش وجبهة النصرة فى سوريا وصل إلى 500 عضو. وفى مصر هناك عناصر اتجهت بالفعل للعنف، مثل عناصر حسم، وقبلها اللجان النوعية، والتى شكلها محمد كمال قبل مقتله.

ولذلك جاء التقارب بين أبو الفتوح وقيادات الإخوان، خاصة فى الخارج، الذين يخشون أن يحدث «تدعش» كامل لشباب الإخوان، خاصة الذين هربوا للخارج، سواء فى السودان أو تركيا، وهو أمر يخشى منه قيادات التنظيم الدولي، ويمثل حرجا قويا لهم ويثبت صحة نظرية أن «الإخوان هم أصل التنظيمات الإرهابية فى المنطقة العربية والإسلامية».

وربما يفسر ذلك سعى الإخوان وعلى رأسهم قيادات التنظيم الدولى فى لندن فى الاستعانة بأبو الفتوح مرة أخرى، كما حدث فى السبعينيات من القرن الماضي، فى أن يعمل على جذب شباب التنظيم، وعدم تركهم للانضمام لتنظيمات أخرى، خاصة داعش، حتى لو انضموا إلى حزبه، فى الفترة المقبلة.

وربما كان ذلك يلاقى قبولاً ورضاء من أبو الفتوح، والذى كان خروجه من التنظيم، نتيجة سيطرة خيرت الشاطر عليه، وتعمدهم إخراج أبو الفتوح وطرده من التنظيم.

ومن هنا تأتى الفرصة مرة أخرى لأبوالفتوح للعودة إلى التنظيم مرة أخرى، لكن هذه المرة، كمنقذ له، ويعمل على جذب العناصر له كما حدث فى فترة السبعينيات، وهو ما يعيد طموح أبو الفتوح القديم، بأن يكون المرشد القادم للإخوان.. لكن سترتبط ذلك بتطورات الأيام المقبلة، سواء فى القضية التى يحقق معه فيها حاليا، والأهم، قبول قيادات التنظيم فى السجون، لدور أبو الفتوح، خاصة من يناصبهم العداء سواء الشاطر أو محمد مرسى.