كل ما تريد معرفته عن "دراويش إيران" وسبب غضبهم من نظام الملالي

تقارير وحوارات



تصدر اسم الدراويش الغناباديين الواجهة في إيران بالآونة الأخيرة، عقب احتجاجهم على قرار اعتقال زعيمهم أو الذي يعرف اصطلاحاً بقطب طريقتهم الصوفية نور علي تابنده، تجمعوا أمام منزله لمنع اعتقاله رغم التواجد الأمني المكثف في محيط المنطقة الواقعة شرقي العاصمة طهران، وأبدى المحتجون امتعاضهم من القرار القضائي، الذي صدر على خلفية إحراق عدد من المساجد والحسينيات خلال التظاهرات التي خرجت في عدة مناطق من إيران الشهر الماضي، واتهام الدراويش بالتحريض على ذلك.

 

الدراويش الغناباديون، هم أتباع إحدى الطرق الصوفية وأكبرها في إيران، ويسمون بالغناباديين نسبة إلى مقرهم الرئيس الواقع في منطقة غناباد جنوبي محافظة خراسان رضوي، وهي الواقعة بدورها شمال شرقي إيران. كانت تسمى سابقاً غنابا، وجنابد، ويسكنها اليوم عشرة آلاف نسمة تقريبا.

 

وظهور تلك الطريقة الصوفية بداية القرن الثامن الهجري على يد سيد نور الدين شاه نعمت الله، وأكملت مسيرة التصوف في إيران، وحملت في بداياتها اسم مؤسسها. ويعد الدراويش الغناباديون جزءا لا ينفصل من سلسلة نعمت الله، كما كانت تدعى- بحسب بعض المختصون في التاريخ-.

 

قد بدأت احتجاجات الصوفيين إثر اعتقال شخص يدعى نعمة الله رياحي، قبل حوالي أسبوعين خلال أعمال عنف جرت شمال طهران، حيث تجمع الصوفيون أمام بيت مرشدهم نورالله تابندة، بعد أن انتشرت أنباء عن نية قوات الأمن اعتقاله على الرغم من أن رئيس شرطة طهران حسين رحيمي أعلن حينها أنه "لا توجد نية للتعرض للصوفيين الغناباديين في طهران".

 

وتعرض الصوفيون الغناباديون في العقدين الماضيين لملاحقة أمنية في شتى أنحاء إيران، واعتقل عدد منهم، وواجهوا اتهامات أمنية.

 

الهجوم على أماكن عبادة للدراويش

وذكرت بعض المصادر أنه انتقد نظرية ولاية الفقيه، إضافة لاتخاذه موقفا إلى جانب الإصلاحي مهدي كروبي خلال انتخابات 2009 التي أعقبتها احتجاجات الحركة الخضراء، لأن كروبي انتقد سابقاً الهجوم على أماكن عبادة للدراويش الغناباديين، ونقل هذا الملف بكل صراحة لطاولة مسؤولين في البلاد.

 

واعترض الدراويش الغناباديون سابقا على انتقادهم والمساس بأماكنهم، إضافة للاعتقالات التي طاولت بعضهم خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد، وشاركوا في تجمعات اعتراضية أمام البرلمان الإيراني في سنوات ماضية.

 

وعادت اعتراضات الغناباديين للواجهة، حين حاولوا منع اعتقال تابنده من منزله، وهو ما حصل دون اعتقالات بين الأتباع أو اشتباكات دامية، بحسب السلطات الإيرانية الرسمية.

 

مقتل 5 من قوى الأمن واعتقال 300

أعلن المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي الإيرانية، العميد سعيد منتظر المهدي، عن اعتقال 300 شخص إثر الأحداث التي وقعت في شارع باسداران بطهران من قبل اتباع "فرقة الدراويش"، في إشارة إلى جماعة صوفية خاضت مواجهات في العاصمة الإيرانية مع قوات الأمن أدت إلى مقتل خمسة من رجال الأمن.

 

30 عنصرا من قوات الأمن بجروح متفاوتة

وأشار "المهدي"، إلى إصابة 30 عنصرا من قوات الأمن بجروح متفاوتة، فضلا عن وقوع إصابات في صفوف المحتجين خلال اشتباكات دارت بين الطرفين، فيما نقلت مواقع غير رسمية وتابعة للمعارضة الإيرانية أن بعض المحتجين أصيبوا بجروح خطرة للغاية.

 

وقال المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، كذلك، إن ما حدث ليل أمس الاثنين تسبب بأضرار مادية كبيرة طالت السيارات المركونة، إضافة إلى زجاج بعض المنازل والمحال.

 

وكتب موقع مجذوبان نور، أن قوات الأمن كانت تنوي مهاجمة بيت نور علي تابندة ،زعيم الصوفيين الكناباديين الواقع في منطقة الاشتباكات ولكنها لم تتمكن من ذلك.

 

إحالة أكثر من 50 من الدراويش إلى سجن طهران الكبرى

وأورد التقريرالوارد من طهران، يفيد بنقل اكثر من 50 من الدراويش الغوناباديين الذين تم القبض عليهم في اليوم نفسه بالأيدي والأرجل المكبلة وبرفقة  عناصرمن وحدة مكافحة الشغب الى سجن طهران الكبرى.

 

وبعد دخول الدراويش إلى السجن تم حبسهم جميعا في القاعة الأولى التي هي قاعة صغيرة واحتجزوا بمعزل عن بقية السجناء في العنبرالمعزول.