"مدرسة الإسكندرية".. حينما قال الأقباط "لأ" للتعاليم المختلفة

أقباط وكنائس



تشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في الفترة الراهنة، حالة من الجدل الشديد، بشأن مؤلفات "مدرسة الإسكندرية" والأفكار التي يُنادي بها بعض المنتمين لها وعلى رأسهم الراهب سيرافيم البراموسى، لاسيما بعد استضافة الأخير كواعظًا في كنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس باسبورتنج بالإسكندرية.

 وطالب عدد من نشطاء الكنيسة وعلى رأسهم مينا أسعد كامل المنسق العام لحركة حماة الإيمان، البابا تواضروس الثاني، من خلال بيان رسمي لحملتهم "نطلب بيانًا"، بالبت في تلك المغالطات العقائدية – بحسب تعبيرهم، والتفتيش على مراكز التعليم اللاهوتي "الخاصة" والغير تابعة للكنائس.

 

بداية أزمة "سيرافيم البراموسي"

بدات مدرسة الإسكندرية الظهور للعلن في 2008، بينما صدر العدد الاول منها في 2009، وتوالى صدور الأعداد ونشر الدراسات، ووصلت الدراسات الى 260دراسة ، وفي عام 2013 بدأت المدرسة في إصدار الكتب والترجمات في مختلف المجالات المسيحية؛ وذلك بهدف إطلاق دورية أكاديمية تُعَبِّر عن الفكر اللاهوتي الأرثوذكسي.

 إلا أنه وعلى الرغم من إشادة البابا تواضروس الثاني، بالمؤسسة ومنشوراتها إلا أنها واجهت اتهامات عدة من أساقفة الكنيسة، وعلى رأسهم الأنبا بيشوي مطران دمياط، والانبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا زوسيما أسقف الصف وأطفيح، والأنبا موسى أسقف الشباب.

مما ترتب عليه إصدار قرار كنسي في 2016 بعقد اجتماع لمناقشة تلك الاتهامات، انتهى فعليا بإصدار توصيات تفيد، تشكيل 4 لجان لمتابعة تنفيذ التوصيات، وهي: "لجنة مناقشة واستماع للملاحاظات التعليمية المثارة في الآونة الأخيرة، ولجنة إعداد معجم الاصطلاحات اللاهوتية بعدة لغات وتقديم مشروعات مختصرة، ولجنة وضع مسودة موضوعات تشكل ركائز الإيمان القبطي مع الشرح الكنسي الكامل لها، ولجنة حصر وتقنين المراكز التعليمية في الكنيسة وضبط إيقاعها وكيفية إدارتها تحت المظلة الكنسية".

 

أزمة 2018

ألقى الراهب  "سيرافيم البراموسي"، محاضرة بعنوان "أنا عايش ليه؟"، ضمن أسبوع الشباب القبطي الـ14 الذي نظمته كنيسة مارجرجس باسبورتنج، مما تسبب في حالة هياج شعبي من قبل عدد كبير من الأقباط، دفع بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، لإصدار بيانا بشأن الهجوم على كنيسة مارجرجس بسبورتنج، حمل توقيع مجمع كهنة قطاع وسط وشرق الإسكندرية، عقب اجتماعه لمناقشة الأمر.

 وأكد البيان، رفض مجمع الكهنة وإدانته لكل أنواع الهجوم الذي تم على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية على كنيسة مارجرجس بسبورتنج، مُعلنًا وقوفه قلبًا وقالبًا مع الكنيسة وآبائها الحاليين وخدامها وخادماتها، قائلًا: "تلك الكنيسة العريقة والتي أسسها القمص الراحل بيشوي كامل رمز الكهنوت في الإسكندرية، والتي أثمرت أساقفة وكهنة وخداماً مباركين يخدمون في جميع المجالات داخل مصر وخارجها ومازالت وستظل أماً ولودا".

واختتم البيان: "يرجو المجمع كل من استخدم وسائل التواصل في الهجوم على كنيسة مارجرجس اتباع المباديء المسيحية الإنجيلية وتعاليم الكنيسة التي تنص على عدم اتهام أي شخص بالهرطقة،  إلا بناء على قرار من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ونصلي للرب أن يحفظ كنيسته ووحدتها وسلامها للنفس الأخير".

 

مردود كنسي

طبقًا لما أثار الفترة الماضية  من أزمات حول التعاليم الخاطئة في الإيمان المسيحي التي يتبناها بعض من المنتمين للكنيسة من القساوسة والرهبان، تبنت حملة "نطلب بيانًا"، التي اطلقتها حركة حماة الإيمان، خلال هاشتاج عبر موقع التواصل الإجتماعي"فيس بوك"، لمطالبة البابا تواضروس، للبت في الأخطاء اللاهوتية .

فشهدت حملة" نطلب بيانًا"، قبولاً كبيرًا من الشعب على مواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة  إلى قبولها من الأساقفة والقساوسة.

 

حماة الإيمان: لن ننجرف للشخصنة

وقال مينا أسعد كامل، الباحث القبطي والمنسق العام لـ"حماة الإيمان"، إن الكثيرون بدؤوا في تمرير تعاليم غير أرثوذكسية وغير سليمة بشكل مبالغ جدا- بحسب تعبيره، مؤكدًا أن هؤلاء أعلنوا علنًا مُخالفة قاونين وقرارات المجمع المقدس للكنيسة المصرية.

بحس تعبير "أسعد"، لم تطل التعاليم الخاطئة فقط العقيدة ولكن أيضا الكتاب المقدس عن غير علم، وأيضا القررات مجامع مسكونية في تاريخ الكنيسة، مؤكدًا أنه تمادى أصحاب هذه التعاليم بالتفاخر بتبعيتهم لبعض الهراطقة من كنيستنا بقرارات على مختلف العصور، مضيفًا أن تلك الأفكار انتقلت على لسان عدد من رجال الاكليروس الي صحن الكنيسة مما أدى لحدوث حالة من البلبلة والجدل.

أشار "أسعد"، في تصريح خاص لـ "الفجر"، إلى أن الحملة عبارة هي نداء للبابا تواضروس وللمجمع المقدس بالتحذير الرسمي من تلك التعاليم حتى لا ينخدع فيها الشعب لأن مقدميها من داخل الكنيسة نفسها، لافتًا أن الحملة تقوم بنشر الردود الكتابية والعلمية والاكاديمية على كل التعاليم الخاطئة التي يتم تداولها تحقيقا لقاعدة "أمح الذنب بالتعليم"، مضيفًا أن الحملة لا تطرق لاشخاص بعينهم ولكنها تواجه الفكر الخاطيء بالفكر السليم المدعم بالدليل والبرهان.

وأشار "أسعد"، إلى أن اية اتهامات توجه للحملة في الوقت الحالي لا تعنيهم ولا يلتفتون اليها ولا تشغلهم مهما احتوت من أكاذيب- بحسب تعبيره، مؤكدًا أن قضيتهم ليست ذواتهم ولكن سلامة التعليم، موضحًا أنهم لن ينجرفون إلي الشخصنة التي يلجأ اليها  أصحاب الفكر المخالف عند عجزهم على الرد على ما نقدمه من تعليم كنسي مدعم.