المثقفون يؤازرون رجال جيشهم وشرطتهم لاجتثاث الإرهاب

الفجر الفني



على قلب رجل واحد؛ يؤازر المثقفون المصريون رجال جيشهم وشرطتهم البواسل في الحرب على الإرهاب ويتابعون مع جماهير شعبهم العظيم تطورات "العملية الشاملة سيناء 2018"؛ لاجتثاث جيوب الإرهاب الظلامي التكفيري من أرض الكنانة.

وفي وقت تشكل فيه قضايا الانتماء إشكالية محسوسة في الثقافة الغربية وتصدر الكاتبة الأمريكية جاكلين وودسون كتابا حول بعض هذه القضايا بعنوان: "حلم اميركا"، فإن كتابات المثقفين المصريين بشأن المعركة الحالية ضد الإرهاب تنبض بقيمة الانتماء للوطن الذي يخوض حربا نبيلة دفاعا عن الإنسانية كلها.

وبعد أن أفصح الإرهاب عن دوره العميل والخادم لقوى الشر الراغبة في فرض مشاريع جيو- سياسية معادية للأمة العربية ودولها الوطنية؛ تتوالى الطروحات والتعليقات لمثقفين مثل الدكتور أسامة الغزالي حرب الذي أكد أن "العملية الشاملة سيناء 2018"، تستحق التحية والتقدير من كل مواطن مصري.

وقال المعلق والكاتب في جريدة "الأهرام" أسامة الغزالي حرب: "يمكن للمراقب ان يصف بحق تلك العمليات بأنها تمثل مواجهة شاملة للارهاب بأكثر من معنى"، لافتا الى أن هذه المواجهة هي معركة الشعب مثلما هي معركة رجال القوات المسلحة والشرطة.

أما الكاتب الدكتور عمرو عبد السميع، فرأى أن هذه العملية الكبرى "تمثل بداية النهاية لقوى الإرهاب"، وتستهدف "صون وحماية جهود التنمية"، مضيفا أن على "الهياكل السياسية والفكرية أن تقدم إسهاما حقيقيا في المعركة التي نخوضها الآن".

وشدد الشاعر والكاتب فاروق جويدة على أن "المسؤولية الوطنية تحتم علينا ان نكون على وعي بما يجري حولنا الآن"، موضحا أننا نعيش في "منطقة كلها عواصف ومؤامرات وهناك خطط لتقسيم العالم العربي".

وجيشنا الوطني جيش عرفناه في حرب السادس من أكتوبر يمزج ما بين الروح الإيمانية وأدوات العلم والتقنية.. جيش يعرف الأرض "كقيمة" تروى بالدماء ويكاد يجسد مقولة الحاضر الغائب جمال حمدان: "أن تكون مصريا، فهذا يعني في الواقع شيئين في وقت واحد: الأرض والشعب".

وكان الكاتب اللبناني سمير عطا الله قد ذكر مؤخرا في جريدة "الشرق الأوسط" التي تصدر بالعربية من لندن أنه: "لكي نعرف ما هي سيناء حقا يجب أن نعود إلى جمال حمدان، وبمقدار ما أعرف ليس في العالم العربي رديف للرجل الذي رحل مبكرا؛ أي في شموليته وسعة معارفه وخلاصة تشابكاتها"، مضيفا: "وأتمنى أن تقرأ مصر من جديد في دراسات وخلاصات جمال حمدان وتجعله دليلها العمراني من النيل الى سيناء".

ويصف صاحب كتاب "التفسير النفسي للتطرف والإرهاب" الكاتب والناقد ووزير الثقافة الأسبق الدكتور شاكر عبد الحميد الإرهاب "بطاعون العصر الذي يكره البهجة والابتسام والتغيير والإبداع ويعشق الظلام والدماء والتشفي".

وإلى جانب المواجهة العسكرية بأهميتها الكبيرة يؤكد الدكتور شاكر عبد الحميد على دور الإبداع في "حروب استباقية ضد الإرهاب"، مشيرا إلى أهمية "تحليل سرديات التطرف والعنف وآليات تجنيد الإرهابيين الجدد وأساليب شيطنة الآخر"، فيما دعا لتأسيس "مركز قومي لدراسات وأبحاث التطرف والإرهاب يتبع المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب".

وبينما يؤكد الروائي الكبير بهاء طاهر دوما على أن "قوة الشعب المصري في جيشه"، تجمع الجماعة الثقافية المصرية على عدالة ونبل المعركة الحالية ضد فلول الإرهاب، ولاحظ الكاتب مرسي عطا الله في جريدة "الأهرام" أنه "بعد انطلاق العملية العسكرية الشاملة تصاعدت إشارات التشكيك من شاشات الفتنة والتحريض".

وذلك في حد ذاته- كما يضيف مرسي عطا الله- "يؤكد أننا على الطريق الصحيح؛ لأنه كلما تعاظم الرعب والفزع في نفوسهم كان ذلك دليلا واضحا على تزايد إحباطهم من كل نجاح نحققه ويرون فيه تهديدا لمصالحهم وإجهاضا لأحلامهم التي تتبخر وتتسرب تباعا يوما بعد يوم".

وفيما يقول الكاتب مرسي عطا الله: "علينا أن نتوقع المزيد والمزيد من الصراخ ومن لطم الخدود عبر الأثير الذي ينبعث من رادارات المرضى بداء الحقد والكراهية ضد مصر"، تتفق طروحات عديدة لمثقفين مصريين على أن محاولة استهداف جيشهم الوطني بالحرب النفسية والدعائية، هو "استهداف فاشل"، وإن أظهر بسقوطه الأخلاقي وركام أكاذيبه مدى الحقد الذي يعتمل في صدور أعداء مصر بعد أن تمكن "خير أجناد الأرض" من دحر مؤامرة اسقاط الدولة الوطنية المصرية التي هي أقدم دولة في التاريخ الانساني.

 

ولم يغب عن أذهان هؤلاء المثقفين أن الحرب النفسية- الدعائية التي تطلق سهامها المسمومة تقوم على "لعبة محاولة تغيير المفاهيم والحقائق" في سعيها الآثم لتمرير المؤامرة ضد الأمة العربية كلها وبكل دولها الوطنية، منذ أن كشر الإرهاب عن أنيابه مفصحا بلا مواربة عن دور العميل والخادم للقوى الراغبة في فرض مشاريع جيو- سياسية جديدة على الأمة العربية.

ولئن أعاد بعض المؤرخين العظام للأذهان أن الجيش كان الدعامة الأولى التي شيد بها محمد علي تجربته التنموية ضمن كيان مصر المستقلة، كما ذكر المؤرخ الراحل عبد الرحمن الرافعي في كتابه "عصر محمد علي"، فإن أحد كبار المؤرخين المعاصرين وهو الدكتور عاصم الدسوقي ينوه "باحتضان الجيش لثورة شعب مصر" في الثلاثين من يونيو عام 2013 بعد أن ثار المصريون ضد جماعة عانوا من حكمها على مدى عام وأرادت التسلط عليهم فيما تصادمت تلك الجماعة مع "الموروث الثقافي الذي يجمع المصريين منذ فجر التاريخ وجعلهم أمة واحدة متماسكة".

وأشار أستاذ التاريخ المعاصر الدكتور عاصم الدسوقي إلى أن تلك الجماعة عادت بعد ثورة 30 يونيو لأساليبها القديمة في العنف والاغتيالات كما فرت الكثير من عناصرها الارهابية لتكون "في ضيافة أعداء مصر".

وثمة ادراك عام محسوس على مستوى المثقفين في مصر بأن الجماعات الإرهابية تخوض حروبا بالوكالة بين المشاريع الجيو- سياسية الجديدة التي تتبناها قوى إقليمية ودولية مختلفة وأحيانا متصادمة، وهكذا فإن هذه الجماعات لا تخدم في نهاية المطاف سوى "أسيادها الأجانب حول الإقليم وفي العالم ككل".

فالمثقفون جزء من شعب مصر العظيم الذي يلتف اليوم حول جيشه الوطني كما فعل دوما في كل المعارك الكبرى والحروب التي خاضها هذا الجيش دفاعا عن قضايا عادلة وواضحة ومصيرية، واستبسالا في حماية الشعب وتأمين المستقبل.

وها هو الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة يقول متسائلا: "ماذا نفعل أمام إعلام ساقط مشبوه يشوه مصر ويسعى لتدمير كل شيء فيها؟!"، مضيفا: "كانت هناك خطط مرسومة لكي تلحق مصر بركب الانهيارات في المنطقة كما حدث مع دول أخرى ولكن الله أراد لمصر وشعبها السلامة وفشلت كل المحاولات التي استهدفت مشروع مصر نحو المستقبل".

وأشار مرسي عطا الله إلى أن "الإرهاب الأسود هو العائق أمام تنفيذ العديد من الخطط والمشروعات التنموية التي تمثل أهدافا سهلة للجرائم الإرهابية الحقيرة"، فيما أكد الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي أهمية فهم لطبيعة المعركة مع الإرهاب وانه في الحقيقة "وباء له ثقافته".

وهكذا فإن تحديات اللحظة الراهنة ووحشية ودموية التنظيمات الإرهابية وتهديداتها المستمرة لحقوق وحريات المواطنين وسلامة المجتمعات واستقرار الدول تتطلب بالضرورة ثقافة مضادة لوباء الإرهاب.

وأكد الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة على أن تنظيما إرهابيا ظلاميا كتنظيم داعش "تحول إلى كارثة حقيقية تهدد مستقبل العالم العربي كله ولا بد من مواجهة شاملة لردع هذا الخطر"، فيما يتساءل: من يقف وراء هذه العصابات ومن أين جاءت وما هي مصادر تمويلها وكيف نضمن ألا ينتقل هذا السرطان القاتل إلى مناطق أخرى؟! لافتا إلى أنه "كان أمرا غريبا أن تنتقل حشود داعش التي اجتاحت سوريا والعراق إلى ليبيا".

وتابع: " لا أحد يعرف شيئا عن هؤلاء القتلة الذين يرتدون الأقنعة والملابس السوداء ويحملون الخناجر ويلبسون ساعات غالية الثمن"، فيما تساءل: "هل هم عملاء مخابرات أجنبية مزروعة في هذه المنطقة لإفساد أحوالها وترويع شعوبها؟!".

وأكد جويدة أن "على مصر أن تقف في مكانها صامدة حتى لا يلحق بنا الطوفان"، فيما أكد على قدرات جيشنا الذي يحتل مكانة متقدمة بين جيوش العالم وقدرة مقاتلي هذا الجيش على حماية الأرض والبشر والحياة.

وتأتي هذه المواقف لمثقفين وطنيين مصريين مثل الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة لتؤكد على أن الجماعة الثقافية في مصر قد أجمعت على التوحد خلف ثوابت الدولة الوطنية والتأييد الكامل لإعادة بناء الدولة الحديثة والاصطفاف حول المشروع الوطني المصري ودعم جهود الدولة ضد الإرهاب ورفض محاولات التشكيك في مؤسساتها وخياراتها الأساسية.

ومن نافلة القول أن التماسك الوطني عنصر رئيس في هذه المواجهة الحاسمة ومن هنا يتوجب حشد الجهود الثقافية "لمحاربة البيئة المحفزة للإرهاب"، فيما يؤازر المثقفون جنودهم البواسل مدركين أنها لحظة المواجهة الحقيقية بين ثقافة الحرية وثقافة الاستبداد الظلامي.. إنها لحظة تستدعي حالة استنفار ثقافي ابداعي.. لحظة تاريخية تعبر عن أصالة الجماعة الثقافية المصرية وهي تؤازر خير أجناد الأرض حتى لا تكون مصر قنيصة مطوية الجناح لأعداء الحياة والإرهاب الخادم في مستنقعات الخيانة.