أنطونيو كونتي إلي أين؟ بين خيانة اللاعبين ومطاردة مصير مورينيو الأسود!

الفجر الرياضي



 

مازالت الضغوط والتعثرات تلاحق الإيطالي أنطونيو كونتي المدير الفني لتشيلسي الإنجليزي، حيث يحتل البلوز تحت قيادته المركز الثالث هذا الموسم، وتلقي هزيمة ثقيلة في المباراة الماضية علي يد واتفورد برباعية.

 

ثم ينتظر الفريق اللندني موعد مع مباراة هي قد تكون الأصعب أو بالأحرى الفيصل في مصير المدرب الإيطالي، وهي مواجهة برشلونة الإسباني الذي يعيش فترة تألق تحت قيادة إرنيستو فالفيردي، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

 

ومع كل ذلك، نجد الصحف البريطانية صباح مساء، تتحدث عن أبرز الأسماء المرشحة لخلافة كونتي في تدريب البلوز، وفوق ذلك ظهر ما يثار حول "خيانة" بعض لاعبي الفريق لمدربهم، من أجل التخلص منه.

 

ويستعرض لكم "الفجر الرياضي" أبرز أسباب تدهور أوضاع البلوز.. وهل هناك خيانة من اللاعبين للمدرب الإيطالي أم لا، علي النحو التالي :

 

*التوتر يعود لـ "ميركاتو الصيفي الماضي" :

 

لم يكن التوتر الذي نشب داخل جدران الستامفورد بريدج وليد الفترة القريبة الماضية، بل يعود للميركاتو الصيفي الماضي، حيث صرح كونتي وقتها بعدم رضاه عن الصفقات التي أبرمها النادي، واعتناقه لفكرة أن تشيلسي بحاجة للإنفاق أكثر حتى يصبح فريقاً منافساً، لكن هذه الفكرة لا تعجب إدارة تشيلسي لأنها أنفقت بالفعل 353 مليون جنيه استرليني لتحسين صفوف الفريق.

 

كما أن إصرار أنطونيو على التعاقد مع أليكس ساندرو في الصيف الماضي رغم تألق ماركوس ألونسو، ورفضه منح الفرصة للشبان مثل ميتشي باتشواي، وتوجهه للتعاقد مع المخضرمين مثل إيدين دجيكو وأوليفييه جيرو هي أمور تزعج الإدارة وعلي رأسها إبراموفيتش.

 


*العداء الصريح.. عدم المداورة.. قلة الثقة.. هي "بذور الخيانة" :

 

خلال ١٦ أكتوبر ٢٠١٦ طلب ديجو كوستا من كونتي تبديله في مباراة تشيلسي أمام ليستر سيتي، لشعوره ببعض الألم حتى لا تتفاقم الإصابة ويغيب عن مباراة اليونايتد القادمة، ولكن إجابة كونتي كانت بالرفض بغضب شديد، ولكن الأمور سارت على ما يرام، حينما تحدث كوستا بأنه يحترم قرار المدرب وانتهت القصة.

 

وخلال ١٣ يناير ٢٠١٧ قبيل مباراة ليستر سيتي حدث خلاف جديد بين كونتي ولاعبه كوستا حول جاهزية، وكان اللاعب يشعر بعدم الجاهزية من جراء إصابته، فيما رأى كونتي أن كوستا جاهزًا، لتتعالى أصواتهم ثم يصيح كونتي في وجه كوستا قائلاً: "إذهب إلى الصين"، ويستبعده من رحلة ليستر في كينج باور ستاديوم، ثم تعود علاقة الثنائي من جديد للهدوء بعدها بأيام.

 

لكن القصة لم تنتهي بعد، وكونتي هو من اختار أن يضرب الآخر كوستا بالضربة القاضية، حينما أرسل رسالة نصية لكوستا «ديجو أنت لست في حساباتي في الموسم المقبل». 

 

يبدو أن سياسة عدم المداورة التي يسير عليها كونتي، وإصراره على إشراك التشكيلة ذاتها من اللاعبين في كل مباراة، ما عرض أبرز نجوم الفريق للإرهاق والإصابات، وهو ما تسبب بإنحدار مستمر في النتائج، وجعل تشيلسي الذي كان كالفارس خلال الموسم الماضي، نجده يترنح خلال هذه الآونة للسقوط.

 

وأظهر كونتي ثقة منخفضة تماماً بدكة بدلاء فريقه، وهو شيء غير مقبول تمامًا لفريق مثل تشيلسي، يريد المنافسة على جميع البطولات، وهذا ما أنتج ظاهرة "خيانة اللاعبين" وإنقلابهم علي مدربهم، والتي لم يكن كونتي هو الضحية الأولي لها، فقد ابتلي بها سابقه في تدريب البلوز جوزيه مورينيو عندما انتهج سياسة مشابهة.

 

كل ذلك أدي لدخول كونتي في خلافات حادة ومباشرة مع اللاعبين، بدأت بطرد دييجو كوستا في الصيف الماضي، ثم التشاجر مع ديفيد لويز وإبعاده عن قائمة الفريق لفترة من الوقت، ثم  العودة لتهديد اللاعبين بعد الخسارة أمام واتفورد برباعية، وهو ما سيؤثر على علاقته بهم أكثر وأكثر.

 


*"أخطاء تكتيكية جسيمة" ارتكبها كونتي :

 

*ارتكب كونتي أخطاء تكتيكية جسيمة، فقد طبق فكرة "المهاجم الوهمي" في العديد من المباريات، وأخفق في تحقيق نتائج جيدة من خلالها، فضلاً عن إصراره على تطبيق خطة 3-5-2 أو ما يشابهها، رغم معاناة فريقه دفاعياً بصورة ملحوظة في الموسم الحالي، ولم تحسن هذه الخطة في أي شئ.

 


*الحرب مع الإدارة :

 

دخل كونتي في حرب مع الإدارة، وتسبب  بإستقالة مايكل إيمينالو من منصبه، كما أنه لا يتحدث مع جرانوفسكايا نائبة رئيس النادي إبراموفيتش، وفوق هذا كله أطلق عدة تصريحات توضح استيائه من عدم فرضه للسيطرة المطلقة على سوق الانتقالات.

 

ويبدو أنه من المتوقع ألا يمتد صبر إبراموفيتش رئيس النادي -الذي لا يغفر كثيرًا- علي كونتي لفترة تتخطى نهاية الموسم الجاري.

 


*الخلاف مع مورينيو:

 

ولم يقتصر الخلاف داخل النادي اللندني، بل امتد لدخول كونتي في خلاف حاد مع البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب البلوز السابق، من خلال التراشق والتصريحات المهينة معه من حين لآخر.