جيل جديد من الإرهابيين برعاية وزارة التضامن

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


ننشر تجربة 8 أطفال مع الجمعية الشرعية

مفاجآت لأولياء الأمور: صاحب الـ 7 سنوات يتحدث مع والده عن ظلم الدولة وتجبر الحكومة وغلاء الأسعار

شيوخ بالجمعيات أعلنوا أنهم جنود لدى الإخوان بعد ثورة يناير ما زالوا فى أماكنهم يبثون سمومهم فى عقول أطفال مصر


رصدت «الفجر» ما يحدث فى 8 مقارات يتولى إدارتها أشخاص ينتمون إلى الجماعة الإرهابية، وآخرون يتعاطفون معها، كما استمعت إلى عدد من المواطنين القاطنين بجوار تلك المقرات، وآخرون خاضوا تجاربهم الخاصة معها، بعدد من المحافظات ومناطق القاهرة الكبرى.

يقول حازم طه، ولى أمر، يسكن بأحد شوارع منطقة إمبابة: «ابنى عمره 7 سنوات، وكان يحفظ القرآن الكريم بالجمعية الشرعية القريبة من المنزل، وعندما سألته بتتعلموا إيه؟ قال: «الشيخ بيدينا دروس عن الظلم، وارتفاع الأسعار، وتجبر الحكومة، والتضييق على المواطنين»، وكانت الإجابة مفاجأة كبيرة لى، كونها لا تتناسب مع عقلية طفل فى هذا العمر.

وقال ولى الأمر، إبراهيم عبده، يسكن بحى بيجام، بمنطقة شبرا الخيمة، إن ابنه كان له تجربة مع الجمعية الشرعية، قبل ثورة 25 يناير، حيث كان يتردد عليها لحفظ القرآن الكريم، وتلقى الدروس الدينية، على يد الشيخ محمد. ع، وبعد عامين تقريباً فوجئنا بانقطاع الشيخ محمد عن الحضور للجمعية، واستعداده للترشح للانتخابات البرلمانية تحت شعار «الإسلام هو الحل»، وتمثلت المفاجأة الثانية فى أن كل من كانوا يحضرون الدروس مجرد جنود بجماعة الإخوان، ينفذون ما يطلب منهم فقط، وأغلبهم حاليا إما هاربين من الحكم فى قضايا إرهابية، أو محبوسين، وأكد أنه لولا نصيحته لابنه بعد الثورة بالابتعاد عن ذلك الطريق، لحدث له ما لايحمد عقباه.

وذكر أن جماعة الإخوان الإرهابية ما زالت موجودة بالجمعيات الشرعية، عن طريق أعضاء لها غير معروفين أو متعاطفين معها، وتسعى حاليا للعودة للمشهد مجدداً، عن طريق ضم أعضاء جدد، وعمل غسيل مخ للأطفال والشباب، وهو ما تقوم به عقب كل اصطدام مع الدولة.

وقال إن المنضمين الجدد للجماعة يكونون جنودا ينفذون ما يطلب منهم حرفيا، وفق مبدأ السمع والطاعة، وحذر القائمين على الدولة من ترك الجمعيات الشرعية دون رقيب، وإلا سنفاجأ بعد سنوات قليلة، بعدد جديد كبير منضمين للجماعة الإرهابية. 

«قرية أبو لبنة» بمنطقة ميت رهينة، التابعة لمحافظة الجيزة، كان يدير جمعيتها الشرعية الشيخ كمال. ع، ينتمى لجماعة الإخوان الإرهابية، كما قال عدد من الأهالى، وكان من أكثر الناس إيمانا بأفكارها المتشددة، وبعد ثورة يناير، كان يقوم بجمع البطاقات الشخصية لكبار السن كى يدلوا بأصواتهم لصالح حزب الحرية والعدالة، فى الانتخابات البرلمانية، وللمعزول محمد مرسى، بدعوى أن ذلك الطريق للجنة، وكان الشيخ كمال. ع، أول المنضمين لاعتصام ميدان رابعة العدوية، ثم عاد للقرية مدعيا أنه كان يعمل بمدينة الإسكندرية.

ولفت أحمد على، أحد أهالى القرية، أن ابنه كان من المترددين على الجمعية الشرعية، ولكن بشكل غير منتظم، قائلاً: «بعد ما شفت الشباب المضحوك عليهم، ومن مات منهم فى سبيل لا شىء، منعت ابنى من الذهاب للجمعية، قبل أن تتمكن منه الأفكار الضالة.

وذكر أن الشيخ كمال، كانت آراؤه معارضة لكل من لا ينتمى للجماعة الإرهابية، ويقلل من حجم أى إنجازات تقوم بها أجهزة الدولة، مشيراً إلى أنه يخشى من خروج جيل جديد متطرف عن طريق الجمعية الشرعية. 

الجمعية الشرعية بمسجد أبوخضير، بقرية المرازيق، التابعة لمحافظة الجيزة، التى يديرها الشيخ عادل. ف، يتردد عليها عدد كبير من أطفال القرية، وعنها قالت أميرة سالم، التى تسكن بجوار الجمعية، إن ابن أخيها انضم للجمعية بمرحلة الحضانة، لحفظ القرآن الكريم، لكنها أقنعت شقيقها بمنع ابنه من الذهاب مرة أخرى، لأن الشيخ عادل، يعد أحد كوادر جماعة الإخوان بالقرية، وكان أول من دعا لانتخابهم وجعل من منزله مقرا انتخابيا، أثناء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وذكرت أنه كان أيضا بين الصفوف الأولى للمعتصمين فى ميدان رابعة العدوية، مصطحبا معه عددا كبيرا من شباب القرية، لافتةً إلى أن حالته المادية تحسنت كثيراً خلال تلك الفترة، بعد أن كان لا يستطيع الإنفاق على نفسه.

يشرف على الجمعية الشرعية بالمرازيق، الشيخ طارق ف، وقال محمود صلاح، أحد الأهالى إنه كان يشترى عجولا لتوزيع لحومها على المعتصمين بميدان رابعة العدوية، وكان من الذين يدعمون نظام الإخوان المسلمين فى كل شىء، وكانت مهمته قبل الاعتصام، توفير سيارات لنقل أهالى القرية لأماكن التصويت لصالح الإخوان فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وأشار «محمود» إلى أن ابنته كانت تذهب إلى الجمعية باستمرار، لكنه منعها بعد أن رأي أن الشيخ طارق، مازال يبث أفكاره المحبطة فى عقول الأطفال، بالإضافة لحديثه المستمر مع شباب المرازيق، عن فشل مشاريع الدولة، ناسباً الناجح منها إلى نظام الرئيس المعزول، وأضاف محمود بسخرية : «خفت بنتى تصل إلى المطالبة بتطبيق الحد على وعلى والدتها».

فى منطقة سقارة، توجد جمعية الإمام على، التى يشرف عليها الشيخ حسن ص، الذى كان له دور كبير فى تجميع أكبر عدد من الأصوات لصالح المعزول محمد مرسى، كونه مسئول المنطقة بجماعة الإخوان الإرهابية، كما قال «هشام»، 52 عاما، أحد الأهالى، كما كان يقوم بتوزيع أكياس سكر، وعبوات زيت طعام على الأهالى قبل بدء عملية التصويت، كى يقنعهم بانتخاب مرسى.

ولفت «هشام» إلى أنه سمع حوارا بين الشيخ حسن، بعد فوز المعزول، وأحد شباب المنطقة، وكان نصه: «فين يا شيخ حسن الوظيفة إللى وعدتنى بها»، فقال له الشيخ: «أنت كنت واقف معانا فى الانتخابات وقفة حلوة، والوظيفة بتاعتك موجودة، وهجيبهالك بس اصبر شوية، الدنيا تستقر بس»، وأشار إلى أن نفس الوعد تلقاه عدد كبير من شباب القرية.

وأضاف أن معظم جلسات ودروس الشيخ الدينية حاليا، ينوه فيها إلى أن الحاكم الشرعى لمصر، هو المعزول محمد مرسى، موضحا أن ذلك كان سببا رئيسيا فى منعه لابنه الذى يبلغ 12 عاما، من الذهاب للجمعية مرة أخرى، لافتاً إلى أن معظم من يترددون عليها لا يعوفون شيئا عن مساوئ الجماعة الإرهابية، ومن الممكن جدا أن يكونوا ضحيتها مستقبلا.

جمعية كفر مجاهد بمحافظة البحيرة، يشرف عليها الشيخ إسماعيل م، وهو يعد من أخلص جنود الجماعة الإرهابية، وكان من بين من يقومون بتعليق اللافتات لصالح حزب الحرية والعدالة، أثناء الانتخابات، وعلى حد قول محمود ع، أحد أبناء الكفر، 44 عاما، فالشيخ إسماعيل، أول من أعلن بين أهالى الكفر، بأن مشروع قناة السويس الجديدة، ليس سوى تفريعة، لن تدر أى أموال لمصر، كما كان الشيخ إسماعيل من بين من دعوا للتظاهر أثناء تفجر قضية تيران وصنافير، وخلال التظاهرات لم يعثر عليه أحد.

ولفت محمود إلى أنه منع شقيقه من الذهاب للجمعية، بعدما وجد أن أفكاره بدأت تتغير، وبدأ يهتم بالسياسة من وجهة نظر الجماعة الإرهابية. 

الجمعية الشرعية بمركز المراغة، يديرها الشيخ أحمد ف، وأكد شريف. ط، أحد الأهالى، إن الشيخ من الكوادر الأساسية بجماعة الإخوان الإرهابية، وكان خلال اعتصام رابعة، يتولى مهمة نقل شباب المركز إليه، كما كان له دور رئيسى خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسة، بعد ثورة يناير، كمسئول عن اللجنة الإعلامية بالمركز، وكثيرا ما تشاجر مع مندوبى المرشحين الآخرين بلجان التصويت، وأيضا مع رجال الشرطة.

وأضاف أن ابن أخته كان من بين من تم اعتقالهم بعد فض اعتصام رابعة، وكان الشيخ يحركه وزملاؤه كالقطيع على حد قوله، وأخيرا انتهى بهم المطاف إما إلى الموت، أو بين أسوار السجون. 

فى قرية بناويط، بمركز المراغة، يدير جمعيتها الشرعية، الشيخ أحمد ع، ويتوافد عليها يوميا عدد كبير من الأطفال بمختلف أعمارهم، وكان الشيخ أحمد، أحد أكثر الناس دعما لأفكار الجماعة الإرهابية، وكان وما زال يشيع بالقرية أن ثورة ٣٠ يونيو انقلاب، وكان من بين المشاركين فى الاعتداءات على رجال الشرطة وقتها.

قال أحد أبناء القرية لـ «الفجر»، إن صديقه فوجئ بابنه ذات يوم يقول له إنه يريد شراء سلاح كى يحرر فلسطين، وعندما سأله عمن أقنعه بذلك قال له إن ذلك واجب على كل مسلم، كما قال الشيخ أحمد.