بالتظاهرات والتحذيرات.. هكذا أحيا الإيرانيون الذكرى الـ39 لعودة "الخميني" من المنفى؟

تقارير وحوارات

الخميني
الخميني




في مثل ذلك اليوم عام 1979 وصل الخميني إلى العاصمة الإيرانية طهران بعد غياب في المنفى استمر 15 عامًا، وتزامنًا مع ذكرى عودته تشتعل إيران في الوقت الحالي بالتظاهرات الشعبية احتجاجًا على  السياسات التي تتبعها الحكومة خلال السنوات الأخيرة.

روح الله الخميني، رجل دين ومرجع ديني وفيلسوف وكاتب وسياسي شيعي إيراني وكان مؤسس جمهورية إيران الإسلامية وقائد الثورة الإسلامية عام 1979 التي شهدت الإطاحة بالملكية البهلوية ومحمد رضا بهلوي، الشاه الأخير من إيران والذي سبقه الشاه رضا بهلوي بعد الثورة، وأصبح روح الله الخميني المرشد الأعلى للبلاد في الفترة من (1979-1989)، وهو منصب تم إنشاؤه في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية كأعلى سلطة سياسية ودينية للأمة، وخلفه علي خامنئي في 4 يونيو 1989.

وكانت احتجاجات حاشدة قد اندلعت في إيران، خلال الفترة الماضية، مطالبة بإصلاحات اقتصادية وحل مشكلة البطالة في البلاد، فالتظاهرات بدأت في بداية العام الجاري في العاصمة ثم انتقلت التظاهرات سريعًا إلى عدد من المدن الإيرانية.

احتجاجات وإضرابات عمالية
وشهدت مدن إيرانية مختلفة تجمعات احتجاجیة وإضرابات عمالية مستمرة خلال الأيام الماضية، واستمرت الثلاثاء في كل من مدن تبریز وكرج وملایر ویاسوج والشوش ودورود وساوه، وأضرب عمال مصنع "ماشین سازي" لصناعة السيارات في تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية، شمال شرق إيران، عن العمل احتجاجا على ظروف العمل الصعبة في المصنع، وعدم دفع رواتبهم المتأخرة لعدة أشهر، والركود المستمر في المصنع.

وفي مدینة كرج، مركز محافظة ألبورز، فقد نظم المهندسون أمام المجلس البلدي وقفة احتجاجا علی عدم دفع مستحقاتهم عن مشاریع نفذوها للبلدیة، أما في مدینة ملایر، بمحافظة لورستان، فقد استمر عمال معمل "كیان كرد" بإضرابهم المفتوح وللیوم الثامن عشر علی التوالي أمام مبنى القائم مقامیة في المدينة للاحتجاج علی عدم دفع رواتبهم المتأخرة لمدة 6 أشهر وعدم دفع مكافأة العید لمدة 3 سنوات، وفي مدینة یاسوج، وسط إيران، نظم جمع من عمال البلدیة تجمعا أمام المجلس البلدي للاحتجاج على عدم دفع مطالباتهم.

أما في مدینة الشوش، شمال إقليم الأهواز، فاستمر إضراب عمال شركة "هفت تبه" لإنتاج قصب السكر في التلال السبع، أمس، في موقع الشركة للاحتجاج على عدم دفع رواتبهم. كما أنهم أغلقوا أبواب الدخول والخروج في الشركة. وفي مدینة درود، بمحافظة لورستان، دخل عمال شركة "تراورس" لسكك الحدید إضرابهم للیوم الحادي عشر على التوالي؛ وذلك بسبب عدم دفع رواتبهم لمدة 3 أشهر وعدم دفع مستحقاتهم للتأمین لمدة 4 أشهر.

وفي مدینة ساوة، لم تدفع رواتب عمال معمل "مقره سازی" الواقع في بلدة كاوه منذ عام، ما أدى إلى احتجاج وإضراب عن العمل، هذا ورصد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، سلسلة من الاحتجاجات اندلعت خلال الأيام القليلة الماضية في عموم البلاد من قبل العمال، والمزارعین والشرائح الأخری ممن هم محرومون من حقوقهم الأساسیة وغیر قادرین علی تأمین أبسط حاجاتهم المعیشیة لأنفسهم ولعوائلهم.

مطالب بحرية النساء
في الوقت ذاته تناقل نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لـ 11 امرأة على الأقل ظهرن في طهران بنفس الطريقة من دون حجاب، وقالت محامية بارزة في قضايا حقوق الإنسان أن القضاء حدد قيمة الكفالة لإطلاق سراح إحدى تلك النساء بأكثر من 100 ألف دولار.

هذا ونشرت على "تويتر"، الأربعاء، صورتان على الأقل لامرأتين ترتديان العباءة السوداء واقفتين في وسط أحد الشوارع حاملتين لافتات تؤيد حرية الاختيار للنساء، ورفعت إحداهما لافتة كتب عليها: “أحب حجابي لكنني ضد الحجاب الإلزامي”.

تحذيرات من مصير السابقين
وخلال كلمته فى ضريح "الخمينى" فى أولى أيام ما يطلق عليه داخل إيران أيام "عشرة الفجر" أى الأيام العشرة التى تسبق انتصار الثورة، وسقوط نظام الشاه فى 11 فبراير، أعلن الرئيس الإيرانى حسن روحانى، اليوم الأربعاء، أن القادة الإيرانيين قد يواجهون مصير الشاه الإيرانى الأخير نفسه إذا تجاهلوا الاستياء الشعبى، مؤكدا أن الشعب سيحارب من أجل الحفاظ على "الجمهورية الإسلامية إلى الأبد".

وأکد الرئیس الإيرانى على المسئولين فى بلاده بالاستماع لمطالب الشعب، قائلا : "جميع قادة البلاد يجب أن يسمعوا مطالب وتمنيات الشعب"، مضيفا: "النظام السابق کان یزعم أن له سلطة أبدیة لكنه فقد كل شىء لأنه لم يسمع صوت وانتقادات المواطنين والعلماء والکبار والمثقفین". 

وتابع الرئیس روحانی: " لم یسمع النظام السابق صوت الاحتجاجات الشعبیة ولم يسمع نصائح الشعب وأصوات الإصلاحيين والمستشارين والأكاديميين والنخبة والمثقفين"، وتأخر فى استماع صوت الثورة الشعبیة"، وأكد الرئيس الإيرانى الذى ذكّر بولائه لـ"إرث" الخمينى، أن الشعب الإيرانى "الذى نال استقلاله وحريته وسيحافظ عليهما، سيصون الجمهورية الإسلامية إلى الأبد".

وأضاف "طالما الشعب حريص على ثقافة الإسلام وإيران ويحافظ على وحدته الوطنية، فلن تتمكن أى قوة عظمى من تغيير مصير هذه الأمة"، فى إشارة إلى الولايات المتحدة التى تعتبرها إيران عدوتها الأولى.