محللون: النظام القطري عاجز عن إدارة أزمته السياسية الخانقة

عربي ودولي

أمير قطر
أمير قطر



قال محللون سياسيون، إن الاستفزازات القطرية والتصعيد الأخير في الأزمة من جانبها باعتراض مسار الطائرات المدنية الإماراتية، دلالة على الإفلاس السياسي للنظام القطري والذي لا يملك الأدوات اللازمة لإدارة أزمته.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي البحريني سعد راشد، أن الخطوات الإماراتية بشأن تحديد مسارات جديدة لخطوط النقل الجوي للمدنيين، تهدف لأمرين الأول حماية المسافرين، والثاني عدم التصعيد الذي يؤدي لحدوث الكثير من الصدامات في المستقبل.

وقال "راشد"، إن "الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لا تسعى للخوض بالملف القطري، لكونه ملفاً صغيراً جداً بالنسبة للقضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها ملف دعم الشرعية باليمن".

وأردف: "حنكة وتجارب الإدارات المعنية بالسياسية الخارجية بالدول المقاطعة تدرك أن النظام القطري لا يملك الأدوات لإدارة أزمته وبات معزولاً وأن تصرفاته العدائية هي نتيجة عدم وجود أي مخرج لأزمته غير الرياض وهذا الأمر لا يستوعبه النظام القطري".

وقال إن الأسلوب العدائي الممنهج الذي يقوم به النظام القطري على الإمارات هو دليل على ما يحمله النظام من نوايا خبيثة بحق شعب الإمارات وقيادته.

لا خيار عسكري

من جهته، أكد الخبير الأمني البحريني بدر الحمادي أن "الدول المقاطعة، أكدت في عدة مناسبات رسمية ومحافل دولية أن الخيار العسكري ليس مطروحاً بتاتاً في الأزمة القائمة مع النظام في الدوحة وأن القرارات السيادية المتخذة هي مشروعة ومتفق عليها في القوانين والمواثيق الدولية التي تضمن حقوق السيادة لها".

وأردف الحمادي، أن دول المقاطعة ملتزمة نصاً وروحاً بالمواثيق الدولية، خلافاً لنظام قطر التي تعمدت انتهاك هذه المواثيق والقوانين المنظمة للملاحة الجوية المدنية في تعديها السافر على طائرتين مدنيتين تتبعان الخطوط الإماراتية المدنية، وهو أمر خطير موثق بوسائل رسمية وموثوقة تدين النظام القطري.

وأضاف أن الإمارات تراعي السلم وسلامة الأجواء لأنها دولة قانون وسلام، وتعديلها من مسارات طائرتها العسكرية لتكون في المجال السعودي، يأتي لهدف سامٍ هو الابتعاد عن المصادمات وحفظ منطقة الخليج من أي ما يعكر الأمن والاستقرار وسلامة الأجواء، تسعى حكومة قطر ونظامها الحالي لتعكيره.

وتابع الحمادي، أن العزلة التي يعيشها النظام القطري بعد المقاطعة من الدول الأربع، دفعت نظام قطر لأن يرتمي بأحضان الشر والإحباط السياسي والتراجع الاقتصادي والتنمية والتضخم وفقد بوصلة التوازن.

خزعبلات الحمدين

إلى ذلك، قالت الكاتبة المتخصصة بالشأن الخليجي فاطمة الصديقي، إن اختراق الطائرات حربية قطرية للمجال الجوي لجيرانها، وتعريض الطائرة المدنية الإماراتية وركابها للخطر، مؤشرات "للتحرش" العسكري، والذي جاء ردة فعل لمواقف دول المقاطعة في اجتثاث الإرهاب وكل من يسانده.

وأضافت الصديقي، أن استمرار دول المقاطعة بنهجها، وسيرها للأمام، من دون الالتفات لخزعبلات النظام القطري الداعم للإرهاب العالمي، أصاب أقطاب حكومة الدوحة بالجنون، والتدريب العسكري إن صح، يجب ألا يكون على حساب سيادات الدول.

وأردفت: الأكاذيب هي حليف قطر، أضف أنها دائماً ما تبرر عداءها بأقبح الأعذار والأكاذيب لذلك نحن اليوم نحارب إرهابها وأكاذيبها، فمادامت على هذا النهج فسوف تستمر دولنا في المقاطعة ولن تلتفت لها وسنكون أكثر حزماً في مواجهة إرهابها وتحرشها العسكري.

مسارات بديلة

في الأثناء، قالت عضو مجلس النواب الأردني، ميسر السردية، إن تفنيد دولة الإمارات للمزاعم القطرية بخصوص مسار الطائرات المدنية يحمل في طياته العديد من الرسائل المهمة التي على قطر أن تنظر لها بعين الاعتبار، فهو إشارة من الإمارات على حسن النية والحفاظ على حياة المسافرين، وعدم رغبتها في التصعيد وتعقيد الأزمة من جديد حفاظاً على الأخوة وما بينهم من روابط.

وتضيف السردية: دوماً دولة الإمارات تثبت أنها من المبادرين والراغبين في الإصلاح. الأزمة التي وقعت بين الدول المقاطعة وقطر أزمة خطيرة وآثارها سلبية على جميع الدول. 

وهذا التوجه في تغيير المسارات ينطلق أيضاً من مبدأ حماية المدنيين، ففي النهاية الشعوب ليس لها علاقة في الخلافات السياسية الواقعة بين الدول.

بدوره، يشير عميد معهد الإعلام الأردني، الدكتور باسم الطويسي، إلى أن اختيار مسارات جوية أخرى يدل على الحكمة السياسية لدى القيادة الإماراتية، حتى لا تتعقد الأزمة أكثر ويواجه المدنيون مخاطر تهدد حياتهم، فهذه المسارات محمية بشكل دولي ولا يُسمح لأي اختراق ضمنها.

يردف قائلاً: من المهم أن يُبنى على هذه الخطوة ويتم استعادة الثقة بين الأطراف في النواحي الأمنية والاستراتيجية، من خلال خطوات جدية وعدم الزج بالمسافرين بغية تحقيق أهداف معينة، هذه الخطوة محسوبة أمام العالم أجمع للإمارات تُظهر الرغبة الحقيقية في إنهاء الأزمة التي باتت تشكل تحدياً حقيقياً لهذه الدول.

ومن جانبه، يوضح المحلل السياسي الدكتور محمد البشير، أن هذا الذهاب إلى مسارات أخرى يعني خسارة للعلاقة الأخوية بين الدول، فالمشكلة الحاصلة بينهم يجب أن تُحل من جذورها. 

فالتهديد المباشر لحياة المسافرين إضافة إلى البحث عن بدائل جوية سيزيد من صعوبة إيجاد حل لما حصل وما ترتب على هذه الخطوات من عبء اقتصادي. 

ويعتقد "البشير"، أنه آن الأوان لإيجاد نافذة للحوار والتوصل لقرارات تفتح صفحات جديدة، من دون وجود وسطاء.