إيمان كمال تكتب: صدر فاهيتا وأخلاق هانى شاكر

مقالات الرأي



أخبار نقابة الموسيقيين فى الأشهر الثلاثة الأخيرة أصبحت مرتبطة بالعقاب.. منع وهجوم ورفع هانى شاكر «النقيب» شعار الأخلاق أولا.. على اعتبار أن النقابة دورها الأساسى بات فى حماية الأخلاق ومراقبة أعضاء النقابة.. فشيرين عبدالوهاب تم إيقافها عن مزاولة المهنة شهرين لكلمة قالتها مازحة فى حفل قديم..ومنع مطربة (مغمورة)  تدعى ليلى عامر  صاحبة أغنية «بص أمك».. وشطب إيمان البحر درويش من النقابة ليصاب بأزمة صحية وتتدهور حالته الصحية ويرقد فى المستشفى بين الحياة والموت.. تصريحات هنا وهناك فى الصحف والمواقع لشاكر وهو يؤكد حربه ضد من يسىء للاخلاق... وبأنه لن يتهاون مع أى شخص يقدم فنا يخالف التقاليد والأعراف العربية.. تمام جدا..

هل اكتشفت النقابة فجأة فيديو شيرين  فى حفل قبل عام ونصف العام؟! وبعد اعتذارها ومثولها للتحقيق والفيديو الذى أثبتت فيه أنها فى الحفل نفسه عبرت بفخرها بكونها مصرية لماذا أصر شاكر وأعضاء مجلس النقابة على إيقافها شهرين فى حين تمت تسوية أزمة أحمد سعد بعد التحقيق الذى لم يذهب له بل تم حله من خلال المحامى الخاص به فى ازمة المسرحية التى تعاقد عليها ومن ثم قرر عدم المشاركة! وأيضا هل اكتشفت النقابة بعد كل هذه السنوات أن إيمان البحر درويش عضوا فى نقابة اخرى وبناء عليه قررت شطبه؟ ومن الذى سمح بتصاريح لمطربة مغمورة لتقدم هذه الأغنية ومن الذى سمح للنقيب بأن يملك كل هذه الصلاحيات فبات يحدد الملابس التى تظهر بها النجمات على المسرح بل يحدد كلمات الأغنيات حتى جعلنا مضطرين للدفاع عن اغنيات قد لا تقع على مسمعنا.. ألم يستمع شاكر لأغنيات «الطشت قالى يا حلوة ياللى قومى استحمى»؟ خلال مشواره الفنى لم يستطع هانى شاكر أن يصبح من العلامات القوية فى تاريخ الغناء فلا هو «عمرو دياب «ولا حتى «على الحجار» ولا منير..لكن يبدو أن رفع شعار الأخلاق هى وسيلته حاليا خاصة أن «الجمهور عاوز كدا»..ولكن كنا نتمنى أن نسمع من النقابة قرارات بشأن العلاج والتأمينات وتحسين المعاشات وكل ما يخص أعضاء النقابة.. ممن لا يجدون قوت يومهم ويعملون «أرزقية» أى باليوم..والسؤال الذى يشغلنى حاليا هو «الدور على مين» بعد شيرين وإيمان وغيرهما!

صدر فاهيتا!

يبدو أن عدوى رعاة  الأخلاق اصابت أيضا رواد شبكات التواصل الاجتماعى فمؤخرا تم منع الاعلان الخاص  بأبلة فاهيتا لصالح احدى  شركات المحمول لظهور الدمية الشهيرة فى «البانيو»..نعم الدمية فى البانيو بتستحمى.. ويبدو أنها خدشت حياء أصحاب الأخلاق الرفيعة فقرروا منع الاعلان كى لا يظهر «صدر فاهيتا الدمية» على الشاشة..

فى الحقيقة وأنا اتابع المنع.. ثم المنع..ثم المنع..اتهام فيلم «شيخ جاكسون « مؤخرا بازدراء الأديان.. واتهام مسلسل « سابع جار» بتصدير اخلاق بعيدة عنا..لا يسعنى سوى أن افكر بأنه فى الوقت الذى تتحرر فيه شعوب العالم من وهابيتها..اصبحنا كالعربة التى تسير للخلف..ولكن فى النهاية «الفن إبداع..الفن فكر..الفن ليس راعيا رسميا لأخلاق الشعوب والتى معيارها الوحيد هو الارتقاء الثقافى والتعليمى فالفن ليس خطبة وليس حصة تعليمية وليس ولى أمر يجب عليه أن يربى الشعوب على الاخلاق وإلا لماذا تزيد نسب التحرش عندنا فى مجتعمنا الأخلاقى جدا.. بالرغم من أنها تكاد تصبح معدومة فى الدول التى تسمح للفن والإبداع بالحرية الكاملة!