"نار تليجرام" تفجر "الثورة الخضراء" الثانية بإيران

العدد الأسبوعي

خامنئي
خامنئي


40 مليون إيرانى يستخدمون الموقع المتمتع بسرية عالية لإخفاء الرسائل


بعد الحركة الخضراء، عام 2009، فى إيران، للمطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التى فاز بها، الرئيس أحمدى نجاد، تعلمت المؤسسة السياسية الإيرانية، درسا لم تنسه على مدار السنوات وهو: "لا تفقد السيطرة على وسائل الإعلام الاجتماعية".

بهذه المقدمة افتتحت مجلة بولتيكو الأمريكية، تقريرها عن المظاهرات الإيرانية المستمرة منذ أكثر من 5 أيام والذى حمل عنوان "بما يدين موقع تليجرام الإيرانيين".

ولكن رغبة الإيرانيين فى التواصل مع بعضهم البعض لم تذهب بعيداً، والحكومة سمحت لمنصة أخرى أن تزدهر، هى "التليجرام" خدمة الرسائل الفورية المرتبطة بالهواتف التى تسمح بعملية تحميل سهلة من أشرطة الفيديو والصور وغيرها من الملفات.

من السهل المبالغة، كما فعل الكثيرون فى عام 2009، بشأن أثر التكنولوجيا على التعبئة الجماهيرية مثل ما حدث مع الحركة الخضراء، حيث كان عدد قليل من الإيرانيين يستخدمون تويتر فى ذلك الوقت، ولكن كان توتير بمثابة النافذة التى شاهد من خلالها بقية العالم الاحتجاجات، لذلك أطلق على الانتفاضة بشكل مضلل أول "ثورة تويتر" فى العالم. ولكن الآن، كما يسير آلاف الإيرانيين ضد النظام فى المدن فى جميع أنحاء البلاد، مرددين شعارات حادة، لم يكن من الممكن تصورها قبل عقد من الزمان، ليس من قبيل المبالغة القول إن هذه التكنولوجيا تلعب دوراً محوريا فى السماح للناس بتنظيم وتبادل المعلومات مع بعضهم البعض وتنبيه العالم الخارجى.

ومنذ عام 2009، أصبح الإيرانيون خبراء فى تجنب الرقابة والتحايل على الضوابط الحكومية، وأصبح تطبيق التليجرام، المتاح مع أداء عال فى ظل سرعات الإنترنت المنخفضة، عاملاً فريداً من نوعه فى كل مكان من أجل التواصل ونشر المعلومات فى لعبة القط والفأر بين الناس وأولئك الذين يحاولون السيطرة عليهم.

ويعد التليجرام هو منصة الرسائل المفضلة لدى الأشخاص الذين يبحثون عن وسائل أكثر أمنا للتواصل، بفضل ميزات مثل التشفير من النهاية إلى النهاية "حيث تقتصر قراءة الرسائل على أطرافها فقط" والدردشات السرية.

على عكس تويتر، يستخدم الملايين من الإيرانيين التليجرام فى حياتهم اليومية، حوالى 40 مليون مستخدم شهرياً فى بلد يوجد فيه 45 مليون مستخدم على الإنترنت بشكل عام.

وأعلنت الدولة الإيرانية أن عمليات إيقاف هذه المنصات مؤقت للحفاظ على السلام، وذلك وفقاً لتليفزيون الدولة الإيرانية، وحسب الرئيس التنفيذى لشركة تليجرام، بافل دوروف، يأتى قرار طهران بحظر الخدمة رداً على رفض تليجرام غلق قنوات الاحتجاج السلمية.

على ناحية أخرى أثار موقع التلجرام مخاوف مبررة تماماً عندما أغلق قناة عامة "أماد نيوز"، وهى قناة إخبارية شعبية مع أكثر من 700 ألف من الأتباع على المنصة، فى 30 ديسمبر.

وطلب وزير الاتصالات والمعلومات، الإيرانى محمد جواد أزارى جهرومى، من المنصة فرض رقابة على القناة التى اتهمها بأنها تشجع على الكراهية، واستخدام قنابل المولوتوف، والانتفاضة المسلحة، والاضطرابات الاجتماعية، حيث أعلن بافل دوروف، عن امتثاله للطلب الإيرانى، مستشهداً بشروط الخدمة للمنصة بشأن القنوات العامة، وكان ذلك انتصاراً لبعض العناصر السياسية داخل النظام الإيرانى.

لكن يبقى السؤال المهم هل تنتهى هذه الاحتجاجات نفس نهاية الثورة الخضراء 2009، وتعود الأوضاع لما كانت عليه دون تغيير خاصة بعد إغلاق التليجرام والانستجرام؟!

لكن المؤكد أن أى ثورة إيرانية، ستتم مواجهتها بقوة من قبل الحرس الثورى الإيرانى الذى يقف فى وجه أى محاولة لتغيير النظام، ويقدر عدد أفراد الحرس الثورى بنحو 125 ألف عنصر، ولديه قوات أرضية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويشرف على أسلحة إيران الاستراتيجية ويخضع لقيادة اللواء محمد على جعفرى، ويقوم بدور كبير فى تنفيذ المهام التى يكلف بها من قبل المرشد الأعلى للثورة.