السينمائيون غاضبون لاتهام صناع "شيخ جاكسون" بازدراء الأديان

العدد الأسبوعي

لقطة من فيلم شيخ
لقطة من فيلم "شيخ جاكسون"


رغم إجازة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، لفيلم «شيخ جاكسون» وعرضه فى عدة مهرجانات، تسبب أحد المشاهد به فى غضب كبير من المشاهدين لدرجة أن أحد المحامين رفع دعوى قضائية ضد صناع العمل، يتهمهم بازدراء الأديان، والسبب ظهور شبح مايكل جاكسون أثناء صلاة الفجر داخل أحد المساجد وهو يرقص بجوار المصلين، وتورط عمرو سلامة مخرج العمل، بسبب هذا المشهد فى حضور جلسة تحقيق بالنيابة التى قررت فى النهاية عرض العمل على مؤسسة الأزهر لمشاهدته وإصدار حكم نهائى بإجازة عرضه أو منعه من العرض.

يقول سلامة  إن الدعوى التى أقامها المحامى للنيابة تعبر عن رأيه الشخصى وهو حر فيه، فهو يمثل نسبة ١ بالمائة من جمهور العمل، ولا يمكنه التدخل فى إبداعه الفنى، أو أن يحد من رؤيته كمخرج، فالمشهد الذى يرى المحامى أنه أساء له شاهدته الرقابة على المصنفات الفنية، وأجازته وشاهده الجمهور، والنقاد  المتخصصون، ولم يشعروا بأى إساءة من المشهد لأنه لم يقصد أى إساءة به أو إهانة من أى نوع.

وعن التحقيق معه بالنيابة، أكد عمرو سلامة أنه سئل عن بعض الأشياء كاسم الفيلم والمشهد الذى تسبب فى البلاغ، وتفهم وكيل النيابة مبرراته للمشهد، لكنه فضل عرض العمل على مؤسسة الأزهر لتعطى قرارها النهائى تجاه العمل، ويرى سلامة أن كبار مبدعى مصر كنجيب محفوظ وغيره تعرضوا لمثل هذه الأشياء من قبل وكلها تنسى ويبقى الإبداع للتاريخ.

واستنكر عمرو هذه التصرفات وتساءل ما فائدة عرض الفيلم على جهاز الرقابة على المصنفات الفنية طالما لم تحمه من كل هذه الشوشرة؟ وهل سيقيم الأعمال الفنية الشيوخ فيما بعد؟، وأنهى حديثه أنه مسئول عن عمله مسئولية كاملة.

أما الناقد طارق الشناوى فرد على تدخل الأزهر فى الحكم على الأعمال الفنية بأن الدور الذى يمارسه الأزهر تجاه الأعمال الفنية مرفوض، خاصة أن العمل حصل على قرار عرض من قبل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وهو الجهاز المسئول عن قبول عرض أو رفض العمل، وأن مسألة عرض الأعمال الفنية على مؤسسة الأزهر لا تقع بالضرر على العمل الفني، وحسب وإنما تضر المؤسسة نفسها فليس من دورها المعروف أن تقوم بإصدار أحكام على الأعمال الفنية سواء بالسينما أو الدراما، ومع كل تقديره لهذه المؤسسة، لكن ما علاقة شيوخ الأزهر بالسينما والفن، وهذه مسألة يجب أن تحسم خاصة أنه يرى أن تدخل الأزهر فى الإبداع الفنى خطر كبير يهدد حريات الإبداع الفنى ويجب التصدى له.

وفى السياق ذاته، أصدرت جمعية نقاد  السينما بياناً يتصدى لهذا التدخل وأعلنوا فيه تضامنهم مع الفيلم المصرى «شيخ جاكسون» ومخرجه عمرو سلامة ضد الحملة التى يتعرض لها الفيلم من بعض طالبى الشهرة ومدعى الوصاية الأخلاقية المطالبين بمنع الفيلم من العرض، والتى وصلت لاستدعاء المخرج للإدلاء بأقواله أمام النيابة، بالرغم من كون البلاغ المقدم يتعلق بفيلم قد أجازته الجهات الرسمية وعُرض على جهاز الرقابة على المصنفات مرتين كأى فيلم آخر، مرة كنص مكتوب وأخرى كشريط بعد التصوير، وفى المرتين أجازته الرقابة دون حذف، ومنحته تصريحاً بالعرض العام وفقاً للقانون، لا ينبغى أن يتعرض المبدع بعده لأى مساءلة أو استجواب.

وطالبت الجمعية المثقفين والمبدعين بالتكاتف والتدخل لإيقاف هذه المهزلة وأى مهزلة مشابهة، فدعوى الحسبة مرفوضة قانونياً وإنسانياً، وعصر الحريات والسماوات المفتوحة هو آخر عصر يمكن فيه المطالبة بمنع فيلم أو قمع فكرة. وأكدت الجمعية فى بيانها أن «شيخ جاكسون» فيلم جاد مثّل مصر فى مهرجانات عالمية، واختاره السينمائيون والنقاد مرشحاً مصرياً لجوائز الأوسكار، وأى نقاش أو اختلاف حوله وحول أى عمل فنى يجب أن يكون مكانه صالات العرض ووسائل الإعلام والندوات، لا المحاكم والنيابات، لأن هذه هى الصورة الحضارية التى نطمح إليها ونتمناها جميعاً لمصر وللفن المصرى فى ظل التحديات الكبيرة التى تخوضها البلاد والمعاناة التى يمر بها الفنانون لإنجاز أعمالهم، فأقل تقدير ألا نزيد بسوء التصرف هذه التحديات والمعاناة.