كينج كونج – ماريا شارابوفا.. الجميلة التي هزمت الوحش

الفجر الرياضي

كينج كونج – ماريا
كينج كونج – ماريا شارابوفا


 

هناك ضربة تقضي عليك تمامًا وتُرسلك إلى قبور الموت والنسيان، وهناك ضربة تجعلك أقوي مما كنت عليه ضربة تُعيدك للحياة للتنفس للعشق للحب للهوي، وأحيانًا تبُث فيكَ روح الطفولة وتجعلك طفلًا بريئًا يعيش اليوم بيومه.

 

القوة ليست فقط في العضلات، القوة تكمُن في الإرادة والعزيمة والمُثابرة والثقة بالنفس، الجمال أيضًا قوة كبيرة، نقطة بدايته ونهايته عند "ماريا شارابوفا"، الجميلة التي هزمت الوحش، على طريقة الممثلة الرائعة "نعومي واتس" في الفيلم الشهير "كينج كونج".

 

في ليلة من إحدي ليالي مدينة فلوريدا الأمريكية، كان الثلج يغطي المنازل، وكانت الشوارع هادئة فلا يوجد سوي صوت الرعد والبرق واصطدام الثلج بالأرض، فتحت شارابوفا باب شرفتها لتُبصر شُعاع الأمل، لتري الحياة تفتح لها ذراعيها من جديد، لتري في الظلام الصباح القادم بنور العودة.

 

تذكرت ماشا صيحات المشجعين، والهتافات التي تتعالي لها في الملاعب الصفراء "هيا ماريا.. نحن نُحبك"، سرحت في الماضي القريب وشريط حياتها يمر أمام أعيناها، لم ترغب الحسناء الروسية أن تنتهي مسيرتها بلغطة لم تعلم أنها ستؤدي لهالكها، وإبعادها عن حياتها وعشقها وحبها الأول والأخير.

 

تدق أجراس كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل في فلوريدا، وتستعيد شارابوفا هِمّتها سريعًا، تُقرر في لحظة من الزمن أن تخرج للحياة من جديد، تقف أمام أمواج المحيط الهائجة، تقول بِعلو صوتها "أنا هنا سأعود سأعود سأعود هذه حياتي لن أخسرها أنا قوية نعم أنا كذلك خسرت معركة ولكنني لن أخسر الحرب".

 

شارابوفا التي بدأت لعب التنس في الرابعة من عُمرها، حاربت وخاضت أشرس المعارك للبقاء على قيد الحياة، لم تعرف أن في لحظة ما أن الحياة قد تسلب منها حبها الآزلي، وهي التي تحدت العالم أجمع من أجل حبها وعشقها.

 

الجميلة قاومت كل شيء، لم تلتفت أبدًا للانتقادات والأوهام التي طاردتها، صممت على البقاء ومواجهة الرياح والعواصف، تحدت اليأس والموت ووقفت في وجه الظلام وحدها بدون سيف ولا درع، وصارت بقدميها على الجمر والأشواك، وصنعت من الأمل درعًا يحميها، واستليتَ من برائتها سيفًا بوجه الأعداء، الجميلة انتصرت وهزمت الوحش بل إنها هزمت كل الوحوش الذي كانوا يُريدون نهايتها، لكن الحسناء وجميلة الجميلات قهرتهم وجعلتهم كالموتي لا صوت لهم!.