في قبور الموتي تتعالي الأصوات (عُد يا ميلان)!

الفجر الرياضي

ميلان
ميلان


 

في ليلة عاصفة مليئة بالأمطار، يكتسيها سواد الليل الدفين، وفي مكانٍ لا يسكُنه سوي الوجع وضجيج المَوتي، وعيون تذرف بِحُرقة الدموع الممزُوجة بدماء العار المميت، يرقد جسد ميلان الذي عفي عليه الزمان، وجعله رمادًا نارًا يحترق.

 

يُحكي قديمًا، أنه كان هناك أسودًا يلتهمون الخصوم في وضوح النهار وفي أشد حلكة الليل، وكان هناك ميلان الكبير والعريق، أسدًا شامخًا يُخيف بزئيره الجميع، حتي وإن سقط الأسد لبرهة من الزمن، فأنه يعود في لحظة كما كان وأقوي يفترس ويقتل دون هوادة .

 

تغير كل شيء، الأسد أصبح عجوزًا مريضًا لا يقوي على أي شيء، حتي زئيره الذي كان يُخيف أعدائه وخصومه، بات نِباح الكلب أشرس مِنه، سكنت الدموع عيناه، وأصبح جسده مليء بالدماء والعفن.

 

تتعالي الأصوات في قبور الموتي، هل يعود الروسونيري؟.. هل من مُجيب؟.. لا شيء سوي صدي الصوت الأليم، بكاء.. عويل.. صراخ.. توسل.. لكن لا شيء أيضًا!.. هل هذه هي النهاية أم البداية؟!