في أحزان الكريسماس.. حين يختطف منك الإرهاب عزيزًا (تقرير فيديو)

بوابة الفجر




لا يمكن أن نتحدث عن قسوة الأيام، عندما نشعر بألم الفقد، السواد بداخلنا ليس عملًا سُفليًا، ولا جلد ضبع مترمم، إنما هو ساعات من غسق الليل نموت فيها دون أن نشعر، عندما يختطف منك الإرهاب عزيزًا.


غامق هذا الإحساس المظلم كقطع الليل، صلب كالحديد، له طعمٌ وإحساسٌ بغيض، عندما تسمع خبر استشهاد شقيقك أو أحد أصدقائك أو حتى أقاربك، سيمر شريط العمر للحظات أمام عينيك، ستصرخ بصمت وتعلن تذمرك، قبل أن تدرك لثوان معدودة أن "الوقت حان"، تلك اللحظة التي نُدرك جميعنا أنها حقيقة لا جدال فيها، ولكننا نهرب إلى ما هو بعيد.


تجتر مشاعرك المهشمة خلفك ببؤس، تصرخ دموعك قبل أن تهرُب من عينيك، باحثة عمن تبكي لفقده، تتمنى ولو أن يعود للحظات، لتجري نحوه في الوقت الذي نفر منه الجميع، قبل أن يختطفه رصاص الإرهاب إلى عالم آخر، تدرك فيه أنك لن تراه مجددًا، إلا بعد زمن بعيد.


لحظات عاشها مواطنو حُلوان، أمس، قبل أن تتشح المنطقة سوادًا بالكامل، وتهرب منها كل مظاهر الفرحة، سواءً بالعام الجديد، أو بأعياد الميلاد، التي تحولت إلا لحظات من الرعب والخوف، وتحولت "زينة الشوارع والكنائس" إلى أشباح تطاردنا في كل مكان.


كل عام يمُر، نتمنى أن يبتعد هذا الشبح عن أهلينا وأصدقائنا، ترغب ولو كان باستطاعتنا أن نُحضر له شيخًا، يصرف تلك الروح الشريرة عن بيوت ونفوس هادئة، لم تحلُم يومًا سوى أن تعيش في أمان.

إحساس الخوف داخلك قد يصل مداه، عندما ترى إرهابيًا يصول ويجول في شوارع المدينة، دون أن  يوقفه أحد، تمتعض للحظات، قبل أن تضم حاجبيك دهشةً من الموقف الذي لم تتخيله يومًا، وتعتقد أنك تحلُم، ثم تعود إلى رشدك لتواجه واقعًا أشد دهشة، وهو دماء تسيل بالشوارع، باحثة عمن قد يواريها.