سليم الهواري يكتب: الإسلام السياسي والإنتخابات الرئاسية

ركن القراء

سليم الهواري
سليم الهواري


لا شك فى أن الانتخاب والبيعه والشوري والاستماع الى رأى الخصم من أهم الصفات المعروفة فى صميم الاسلام، وتعددية الرأي أساس الإسلام بينما الانفراد بالرأي الديكتاتوري، والقهر أمور مرفوضة فى الإسلام جملة وتفصيلا .

ويجب أن يفهم كل مسلم أين هو؟ ومع من؟ وضدد من؟ وسوف يخسر المسلم كثيرا، إذا وقف ضد الديمقراطية، وسوف يخسر دينه، و يخسر نفسه.

والحقيقة أن الديمقراطية ديانتنا، وقد سبقنا غيرنا اليها منذ أيام نبي ألله نوح عليه السلام، الذي ظل يدعو قومه بالحسني على مدى تسعمائة سنة من عمره المديد، لا قوة له ولا سلاح الا الرأي والحجه، يدعوهم بالكلمة فى برلمان مفتوح يقول فيه، ويسمع بينما هم يسخرون منه ويهددونه بالرجم، وكان نوح النبي عليه السلام هو رسول الإسلام، والمتحدث بلسانه، حينما خرج النبي محمد"ص"فى أخر سلسة  الأنبياء، ماذال الله يقول له الشئ نفسه،"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وما أنت إلا نذير" و"وما أنت عليهم بجبار"، وتلك هي الأصول الحقيقة للديمقراطية، فهي تراث إسلامي فإذا قالو لكم الديمقراطية، قولوا الديمقراطية لنا ونحن حملة لوائها ونحن أولي بها منكم، ولكنهم سوف يلتقون ليخرجوا لكم المكيدة فيقولوا الإسلام ليس فيه نظرية للحكم.

وسوف نقول لهم تلك فضيلة الإسلام وميزته فلو نص القرآن على نظرية للحكم لسجنتنا هذه النظرية كما سجنت الشيوعيين ماركسيتهم فماتوا بموتها، والتاريخ بطوله، وعرضه وتغيراته المستمرة، وحاجته المتجددة والمتطورة، ولا يمكن حشرة فى نظرية ولو سجنته فى قالب لايلبث كثعبان  يشق الثوب الجامد، وينسلخ منه، والأفضل أن يكون هناك إطار عام، وتوصيات عامة ومبادئ عامة للحكم الأمثل، مثل العد والشوري، وحرية التجارة، وحرية الانتاج، واحترام الملكية الفردية، وقوانين السوق، وكرامة المواطن، وأن يأتي الحكام بالانتخاب، ويخضعوا لدستور، أما تفاصيل هذا الدستور فهو ما سوف يخضع لمتغيرات التاريخ، وهو ما يجب أين يترك لوقته، والأيدلوجيات التي حاولت المصادرة على تفكير الناس وفرضت عليهم تفكيرا مسبقا، ونهجآ مسبقا قال به هذا أو ذاك من العباقرة.

بإختصار شديد نحن بحاجة إلى كتيبة تجدد الدين، وتقاتل خصومه بأسلحة العصر، وليس بفتاوى ألف سنة مضت، .فالإسلام السياسي هو إسلام ينازع الأخرين سلطانهم، وهو بطبيعته يريد أرضآ، والفكر الإسلامي لايريد أن يحكم بل يريد أن يحرر أرضه المغتصبة، ويحرر عقولا قام الآخرون بغلسها، وتغربيها ويريد أن يسترد أسرته، وبيئته بالكلمة الطيبة وبالحجة والبيئة، وليس بتفجير الطائرات وخطف الرهائن.