في التاريخ.. ماذا عن مجزرة بانياس؟

منوعات

مدينة بانياس
مدينة بانياس


قام الجيش النظامي السوري بحصار مدينة يانياس السورية، إثرَ الاحتجاجات المستمرة فيها، وظلّ الحصار مفروضاً على المدينة حتى إعلان القوات السورية رفعه عنها وسحب قواته منها، وبدأت هذه المظاهرات بالاندلاع في مدينة بانياس يوم الغضب السوري في الثامن من آذار.

فقد كان عدد من شارك في هذه الاحتجاجات أكثر من خمسة آلاف مشارك، انطلقت من مسجد الرحمن في المدينة كانت هذه الاحتجاجات سبباً في حملة اعتقالات قامت بها قوات الجيش.

وطالت أكثر من مئتي مشارك في بلدة البيضا جنوب بانياس، إذ أجبروهم على الهُتاف أمام شاشة التلفزة بشعاراتٍ مؤيدة للنظام السوري. وكان السبب لمجزرة بانياس هو أن عدداً من الشبيحة والمسلحين قاموا بإطلاق النار عشوائياً.

وتسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى آثار غضب أهالي المدينة والمدن الأُخرى المجاورة؛ لذلك قامت السلطات السورية باعتقال المسؤول الأمني السياسي في بانياس إثر الاضطرابات التي شهدتها المدينة كخطوة لاحتقان المواجهة مع أهالي المدينة. 

ذهب ضحية هذه المجزرة المئات بينهم الأطفال والنساء، فقد تم توثيق أكثر من 173 شهيدٍ، بينما تم تقدير العدد ب 400 شهيدٍ، وكانت هذه المجزرة عبارة عن تطهير عرقي للسنة الذين يعيشون في المدينة.

فقد أقدمت مجموعة من العناصر والقوات بالإحاطة بالحي وإطلاق الرصاص الكثيف بشكل عشوائي دون تحديد هدف معين، وقد أُطلقت القذائفُ بشكلٍ كبير دون توقف، وكانت هذه القذائف كافية لتحرير لواء بأكمله، حيث كانوا يقتلون الأطفال والنساء أولاً ثم ينتقلون إلى باقي أفراد العائلة. 

وبعد الانتهاء من القتل والتنكيل والتعذيب حتى الموت كانوا ينهبون البيوت وسرقة من تحتويه من أموالٍ وما يمكن حمله، والجدير بالذكر فقد ظلت الجثث متنافرة هنا وهناك دون أن يُسمح لأحدٍ بالاقتراب منها، أو السماح للهلال الأحمر من القيام بإسعاف المصابين والجرحى. 

وتذكرُ المصادرُ أن ما حدث في المدينة يُعتبر أكثر من حرب عادية أو حتى أكثر من زلزال، فقد قُلبت المدينة رأساً على عقب إثر الدمار الهائل الذي حلَّ بها. 

سيشهدُ كل من في المدينة من بشر وحجر، من شجر وثمر على هذه المجزرة البشعة التي ارتكبتها جماعاتٌ طائفيةٌ مسلحةٌ بحق أهالي المدينة العُزل.

ولم تكن بانياس المدينة الوحيدة التي قُتل ساكنوها، وهُجّر قاطنوها، فهناك العديد من القرى والمدن السورية التي دُمرت تدميراً كلياً، ومُسحت عن بكرة أبيها.