في ذكرى رحيل ماجدة الخطيب.. دمرها الحب وقتلها المرض !

الفجر الفني

ماجدة الخطيب
ماجدة الخطيب



رحلت الفنانة ماجدة الخطيب، في مثل هذا اليوم الموافق 16 من ديسمبر2006، بعدما تحولت حياتها إلى ألم يتكرر كل يوم، وفقدت أحلامها في الشهرة والحب، ليصبح الإدمان ملاذها الأخير قبل نهاية بائسة قتلت موهبة فنية عاشت أعمالها في وجدان الجمهور، وفرضت نفسها بين نجمات جيلها، قبل أن ينطفئ نجمها عقب تدهور حال السينما في فترة السبيعينيات، فعانت من التراجع الفني المفاجئ، قبل أن تعود بأدوار جزئية شهيرة.


"محمد زين" المنتمي لعائلة يمينة عريقة تدعى "العيدروس"، هو الاسم الخفي في حياة ماجدة الخطيب، فحبها الكبير له جعلها تترك كل شئ من أجل الحياة الهادئة المستقرة البعيدة عن الصراعات الفنية، خاصة بعد ابتعادها عن العمل الفني، وسفرها إلى بيروت للعيش هناك، لكن اضطرتها الظروف للعمل كنادلة في حانة أحد الفنادق الكبرى، وهناك التقى بها الكاتب الصحفي رمزي صوفيا، وتوطدت علاقتهما بعد ذلك.


وكما جاء في مقال صحفي لـ"صوفيا"، عن صديقه ومدير تحرير جريدة "السياسة الكويتية" محمد زين، ذكر خلاله أن الأخير كان يستعد للزواج من ماجدة الخطيب، وأن الحب جمع بينهما ولم تكن تفارقه أبدا، وحتى بعد قرار عودتها إلى مصر، بناء على نصيحة "صوفيا" لها، انتقل هو الآخر عقب تعيينه مديرا إقليميا لمكتب جريدة "السياسة الكويتية" بالقاهرة، وكان "زين" يزوره كل شهر وكانت تظهر "الخطيب" بصحبته دائما.


وكشف "صوفيا" عن السبب الحقيقي لاتجاه "الخطيب" إلى إدمان الخمر والمخدرات وتناول الحبوب المهدئة من جميع الأنواع، حتى تم القبض عليها بتهمة حيازة المخدرات عام 1989، مؤكدا أن انفصالها عن "زين" سبب لها صدمة، وذلك عقب سماع عائلته بأمر علاقاته بها، وتهديدهم له بالتبرؤ منه وحرمانه من الميراث إذا أصر على الزواج منها، فاستجاب الابن لهم وتزوج من فتاة كويتية وأنجب منها ولدًا وبنتا لإرضاء عائلته.


وعاشت "الخطيب" حياة تعيسة، وزاد من الأمر تعرضها للحكم بالسجن لمدة سنة مع الشغل وتغريمها 5 آلاف جنيه، عام 1987، عقب اتهامها في قضية قتل شاب جامعي أعلى كوبري أكتوبر، وبعد رفض الاستشكال ضد الحكم، اضطرت للهرب إلى قبرص وباريس ولندن، ومرة أخرى تم الحكم عليها بالحبس لمدة شهرين مع إيقاف التنفيذ من محكمة بولاق، عام 1989، لاتهامها في قضية إصدار شيك بدون رصيد لصالح مؤسسة "أخبار اليوم".


عانت "الخطيب" من وحدتها التي تفاقمت يوما بعض يوم، وقضت فترة منها داخل أسوار السجن، عندما عادت إلى مصر بعد 5 سنوات من صدور حكم سجنها لمدة عام، بتهمة القتل الخطأ، ظنا منها أن الحكم قد سقط بالتقادم، لكنها فوجئت برفض المحكمة الطعن وتأييد الحكم الصادر ضدها من محكمة جنح مستأنف الدقي، وعليه فتم حبسها بسجن القناطر حتى تم الإفراج عنها ضمن 120 مسجونًا بمناسبة احتفالات حرب أكتوبر.


وبعد الموت المعنوي لـ"الخطيب" جاء صراعها مع المرض، حيث أصيبت بداء السكري الذي تسبب لها في أضرار خطيرة بالكلى والكبد، وتعرضت لاستسقاء متواصل أثر على رئتيها، فرحلت عن عالمنا في 2006 عن عمر 63 عاما، وكان حبيبها محمد زين، قد أصيب بذبحة صدرية مفاجئة وهو يقود سيارته، وتوفي في هدوء تاركًا ورائه حزنًا عميقًا في نفوس محبيه، بحسب ما جاء في مقال "صوفيا".