تفاصيل 4 ساعات مع البابا تواضروس أثناء عودته من «رحلة الآلام» على طائرة ألمانيا رقم 798

العدد الأسبوعي

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني - أرشيفية


7 سيارات كانت فى انتظاره بأرض مطار القاهرة منها سيارة شرطة واحدة للتأمين

«798 M.S»، هو رقم الرحلة التى عاد على متنها البابا تواضرس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، من فيينا إلى القاهرة، وذلك بعد رحلة استمرت ما يقرب من 4 ساعات و15 دقيقة، حيث تحركت الطائرة فى تمام الساعة 2:30 ظهراً الثلاثاء الماضى، ووصلت إلى القاهرة فى تمام الساعة 6:45 مساء نفس اليوم، بعد خضوعه للعلاج من آلام تعاوده كل فترة.

لم يكن هناك أى استعدادات غير معتادة قبل صعود البابا تواضروس إلى الطائرة، لذا لم أعرف طبيعة الشخصية التى ستلحق بالرحلة، لأن الأمور كانت طبيعية جداً، وقبل صعودى للطائرة فوجئت بوفد ينزل من الطائرة يبدو عليه أنه وفد دبلوماسى أو أمنى، ولكن لم أتمكن من التحقق من هوية أفراده، وتوقعت أن هناك مسئولاً مهمًا على الطائرة التى لكم أكن صعدت إليها قبل تلك اللحظة .

دار فى خيالى أن هناك وزيرًا أو شخصًا ما، ولكن لم يخطر ببالى أن رفيقى فى الرحلة هو البابًا تواضروس الثانى نفسه، فور صعودى للطائرة اكتشفت أننى آخر راكب يصعد، وجدت البابا جالساً فى مقاعد «البيزنس كلاس»، وكان يجلس بجواره أحد القساوسة، لم يكن هناك سوى اثنين آخرين وباقى البيزنس كلاس خال من الركاب نهائياً.

البابا تواضروس، كان تماثل للشفاء من الآلام المبرحة التى كان يعانى منها، بعد الجراحة الميكروسكوبية التى تمت بالعمود الفقرى، حيث سمح الطبيب المعالج بخروجه من المستشفى بعد 4 أيام ليقضى نحو أسبوعين فترة نقاهة مع بعض التدريبات الطبية اللازمة ليعود بعدها إلى مصر، وذلك بعد الجراحة التى أجراها فريق طبى برئاسة البروفيسور ميشيل ماير.

وكان الطبيب المعالج للبابا بألمانيا، أعلن نجاح العملية الجراحية فى العمود الفقرى بمركز Schön Klinik فى ميونيخ بألمانيا، والذى أعلن أيضاً أن العملية تمت بشكل جيد جداً حتى إن البابا يتعافى بشكل مطمئن وسريع، كما عبر ماير، الطبيب المعالج للبابا عن سعادته بنتائج الجراحة وأن البابا خرج من المركز الطبى بحالة جيدة جداً.

فور جلوسى على مقعدى ومعرفتى بأن الشخص المهم الذى كنت أتطلع لمعرفته من باب الفضول الإنسانى قبل الصحفى بالطبع، عكفت على وضع عدة أسئلة لإجراء حوار مع البابا، لأنه من الصعب أن تتكرر هذه المصادفة، خصوصاً أننى أشعر نحوه بحب شديد، وتملكتنى رغبة قوية فى الفوز بهذا السبق المهنى، ولم أكن أفكر طيلة مدة الرحلة سوى فى شىء واحد وهو الاقتراب من البابا بأى شكل للحصول على إجابات منه عن أسئلتى، التى راجعتها عدة مرات، منها ما هو حول القدس، المدينة المقدسة التى ألقاها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هدية فى حجر إسرائيل بقرار أهوج، ورحلة العائلة المقدسة وعلاقتها بالتنشيط السياحى وفكرة عدم استقباله لنائب الرئيس الأمريكى والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين.

طلبت من فرد أمن الطائرة التقاط صورة مع البابا لكنه رفض، وطلب منى الجلوس فى مكانى لكنه لسبب لم أعرفه ذهب واستأذن البابا، الذى أبدى ترحيبه، فصافحته فقال لي: «أهلا بيك» وعرفته بنفسى، وسألته «هل صحة البابا بخير؟» فرد: «بخير وفى تحسن دائم»، فطلبت منه البقاء 5 دقائق لإجراء حوار مصغر فاعتذر لإجهاده الشديد.

وأثناء التقاط الصورة كان يقف بجوارى فرد أمن من الطائرة، والذى رفض أن يلتقط الصورة بنفسه، فطلبت من القس الذى يجلس بجوار البابا أن يساعدنى ويلتقط الصورة، حيث يستطيع فرد الأمن البقاء بجوار البابا تحسبا لأى شىء.

جلست بجوار البابا كررت طلبى: هل يمكن إجراء حوار؟.. لكنه اعتذر للمرة الثانية.

لم تكن فى صحبة البابا أى حراسة نهائياً، لأن الشخص المسئول عن حراسته كان يقف بين البزنس كلاس، وممنوع من الاقتراب من رأس الكنيسة، الذى كان ملتزماً وهادئاً فى حركاته، تناول وجبته، وكان معه عكازه وصليبه ووضعهما على الكرسى فور الصعود إلى الطائرة، وعندما وصلت الرحلة إلى نهايتها فى أرض مطار القاهرة الدولى، تم تأجيل نزول جميع الركاب حتى يستطيع البابا مغادرة الطائرة بهدوء، وكان هناك ما يقرب من 7 سيارات فى انتظاره حيث استقل إحداها وركب معه أحد الأشخاص وكانت هناك سيارة شرطة لتأمين رأس الكنيسة الأرثوذكسية.