الحسيني أبو ضيف.. شهيد الصحافة المصرية الذي راح غدرًا

تقارير وحوارات

الحسيني أبو ضيف
الحسيني أبو ضيف


"قبل نزولي للدفاع عن الثورة، وإذا استشهدت لا أطلب منكم سوى إكمال الثورة".. كانت تلك أخر كلمات كتبها عبر صفحته الشخصية على "الفيس بوك"، قبل استشهاده في الأحداث التي عُرفت بـ"أحداث الاتحادية"، أثناء تغطيته لمظاهرات القوى الثورية المعارضة للإخوان، إنه الحسيني أبو ضيف، الذي راح ضحية رصاصة مليشيات المعزول محمد مرسي، في 12 ديسمبر 2012م.

 

عُرف بدفاعه المستميت عن الفقراء، وانضم إلى حركة "كفاية"، أثناء دراسته الجامعية بكلية الحقوق جامعة أسيوط، وشارك في العديد من الوقفات الاحتجاجية للدفاع عن المظلومين، وظل هكذا حتى سخر قلمه وكاميراته الخاصة للدفاع عن المظلومين، لينضم إلى قافلة الصحفيين الذين سقطوا شهداء الوطن.

 

وأثناء مشاركته في الوقفات الاحتجاجية في الجامعة، لم يكن في الحسبان أن يصبح صحفيًا ويملك قلمه ليعبر من خلاله عن الفقراء والمظلومين، حيث أتى "الحسيني"، من محافظة سوهاج، لتجذبه صاحبة الجلالة، ليعمل صحفيًا في جريدة "الفجر"، وسعى في كشف الفساد وتوصيل صوت المظلومين.

 

"الحسيني"، من أوائل الصحفيين الذي نزلوا ميدان التحرير، عندما اشتعلت ثورة 25 يناير، وأثناء الاشتباكات وقت ثورة يناير، أصيب شاب بطلق ناري فسقط على الأرض، وحاول الحسيني أن يحمله إلى المستشفى الميداني، ولكن قضاء الله كان قد نفذ، ومنذ ذلك اليوم احتفظ "بالجاكت" الغارق في دماء الشهيد، مبررا ذلك بمقولته "عشان ما ننساش اللي ماتوا ونفضل ندور على حقهم".

 

وعندما ظهرت تجليات نجاح الثورة، احتفل "الحسيني"، في الميدان بخطبته، وبدأ في الإعداد للزواج، لكن فرحته لم تطل، فقد عادت المظاهرات والاعتصامات والاشتباكات، فقرر الحسيني أن يطور من أسلحته واشترى بكل مدخراته "كاميرا".

 

وأثناء تغطيته لمظاهرات القوى الثورية المعارضة للإخوان، في الأحداث التي عُرفت بـ"أحداث الاتحادية"، أصيب برصاصة في الجمجمة أدت إلى تهتك في الرأس، ودخوله في غيبوبة تامة.

 

واستمر الحسيني أبوضيف فاقدًا للوعي وفي غيبوبته، لمدة أسبوع كاملًا، حتي وافته المنية، ليُقابل خالقه في يوم 12 ديسمبر 2012، وليشيع جثمانه من مقر نقابة الصحفيين إلى موطنه في سوهاج، وسط الحشود.