أية رمضان.. الرسامة التي أعادت الروح للموتى (تقرير فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر


" أيوة أنا البنت اللى بتطلع على السقالة، وبتقعد ترسم وتمسح 100 مرة لحد ما تعمل الحاجة اللى تقتنع بيها وتدخل مزاجها " بهذه الكلمات بدأت الفنانة "آية الله رمضان" حديثها لـ"الفجر تي في".

 

آية فتاة أحبت الفن عامة، والرسم خاصة منذ نعومة أظافرها، حتى أصبح حلمها في الحياة، أن تستخدم فرشاتها وألوانها في الرسم على كل ما هو تالف وقديم وتعيد إليه روح الحياة مرة أخرى، وأن تملأ الكون بالألوان والبهجة.

 

تخرجت آية في كلية الفنون التطبيقية قسم الجرافيك لعام 2017، تحكي قصتها مع بداية مشوارها الفني في الرسم على الحوائط، قائلة: "أنا بحب الرسم جداً، لكن مجموعي في الثانوية العامة كان هيدخلني كلية التجارة، لكن أنا قررت أدخل كلية الفنون التطبيقية لكن جامعة خاصة، وبعد ما دخلت اكتشفت أن كل الشغل والمواد العملية فيها بيتم تنفيذها بالكمبيوتر، وأنا بحب الحاجات اللي بيستخدم فيها الأيد المانيوال فملقتش نفسي فأي حاجة لحد مشروع التخرج بتاعي، وده كان أجمل حاجة في حياتي".

 

أوضحت " أية " أنها قبل حصولها على شهادة التخرج، التحقت بإحدى الورشة المقامة داخل الجامعة، المخصصة في تعليم كيفية الرسم على الحوائط، واستمرت التدريب بها لمدة شهر ونصف، حيث تعلمت من خلالها كيفية استغلال المساحات الصغيرة، باستخدام الألوان المناسبة لكل حائط، وغيرها من التفاصيل التعليمية.

 

بعد انتهاء " آية" من فترة تدريبها مع ورشة الجامعة، بدأت بعدها مباشرة مزاولة مهنة الرسم على الحوائط، وبالفعل قامت "بتشطيب" فيلا كاملة تحت رعاية ومساعدة المهندسة " داليا جابر "، ثم توالت عليها الكثير من الأعمال التي أظهرت فيها موهبتها، فقامت بـ " تشطيب " حوائط لغرف أطفال، ومطاعم..وغيرها.

 

علقت " آية ": " أنا الرسمة الواحدة بتاخد معايا من يوم ليومين وده حسب حجم الرسمة، والمكان اللى شغالة فيه، يعني لو الحيطة اللى هرسمها بتكون (أوت دور ) ممكن تاخد وقت مش أقل من 6 أيام، لأن تفاصيلها بتكون كتير وصعبة، لكن ميزتها بتخلى الشغل ظاهر وواضح لكل الناس".

 

أما عن الرسم على الحوائط التالفة والمكسرة أوضحت أنه يحتاج إلى مجهود بدني وذهني مكثف، لكنها تعشقه وتتمنى أن يصبح شغلها القادم كله هو إعادة إصلاح هذا النوع من الحوائط.

 

وعن الجانب الأسري في حياة " آية " ذكرت أنها عانت الكثير مع أهلها من أجل إقناعهم بفكرة عملها، واستمرت محاولاتها معهم ما يقرب من الشهر حتى تستطيع النزول إلى الشارع والتعامل مع الناس، حيث كانت لديهم العديد من المخاوف عليها، بداية من طلوعها على " السقالة " حتى نوعية البشر التي سوف تقابلهم وتتعامل معاهم.

 

تقول آية: "أنا بابا أول واحد وقف قدامي ومشجعنيش على أي خطوة بعملها، كان خايف عليا جداً،وفضلت شهر كامل أقنع فيه، لحد ما قابل ناس أصحابي وسألوه؛ هو حضرتك والد أية البنت اللى بترسم على الحيطان؟، دي شغلها حلو أوي، وبعدها شاف شغلى وعجبه جداً، ومن ساعتها وهو بيشجعني دايما وبيقوللي نصايح أمشي عليها وأنا بشتغل وازاى أحافظ على نفسي، وأني دايما أصدر الوش الخشب للناس علشان محدش يطمع فيا".

 

وأشارت آية إلى أنها سعيدة جدا بما وصلت إليه خلال هذه الفترة الصغيرة، كما أنها تحلم بأن تلف مصر كلها هي وألوانها وترسم على جميع الحوائط، وترجع روح البهجة والسعادة على جميع الشوارع، وتصبح مصر واحدة من الدول التي يشيد بها العالم يجمالها ونظافتها.