"حسن".. كهربائي صنع من محنته فنا عالميا (تقرير مصور)

فكرة بسيطة، ربما لم تخطر على باله يومًا، استطاعت الظروف أن تلهمه إياها وتتعاون مع بعضها البعض؛ لتخلق منه فنانًا دون أن يشعر، وربما كونه "كهربائيًا" ساعده على ذلك أيضًا، ليخلق تحف فنية بسيطة وصغيرة، لا يعرف مدى قيمتها، ويكتشف في النهاية أنها نوع من أنواع الفن المشهور في البلاد الأوروبية.

"حسن حسين" هو شابٌ يبلغ من عمره 25 عامًا فقط، يعمل كهربائيا بإحدى الشركات، بدأت قصته عندما كان يجلس وحيدًا شاردًا في مشكلاته وأزماته الشخصية، التي كانت أحد الركائز الأساسية التي أخرجت منه فنه، الذي لم يكن يتوقعه، ليفاجأ بعد شروده أنه صنع تحفة فنية في دقيقتين، ربما لا يقدرها الكثيرون.

ورغم انتقادات الأهل والأقارب، لم يكل ولم يمل يومًا، بل بدأ في زيادة أعماله اليدوية، وشرع في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بديلًا عن المعارض؛ لعرض أعماله وتحفه اليدوية، المصنوعة من النحاس ومعادن أخرى، ولم يتوقع هذا الإقبال على تلك الأعمال البسيطة.

ولم يظن "حسن" أن يصبح فنه حديثًا للناس في بادئ الأمر، ولكن وصل به هذا النوع الغريب من الفن اليدوي، إلى أن يتم تكريمه من قصر ثقافة الجيزة بشهادة التميز، فضلًا عن مشاركته بأحد المعارض الفنية بالجريك كامبس بالجامعة الأمريكية، مع الفنان جلال جمعة، وهو ما جعل حبه لفنه أكبر وأسمى من بيعه بالمحال التجارية أو الربح.

"نفسي الناس بدل ما يقعدوا ع القهاوي يفكروا في حاجة جديدة، وكلنا نبقى مبدعين"، هكذا وجه الشاب رسالة للشباب العاطلين، مؤكدًا أن البحث عن العمل لا يقتصر فقط على جني الأموال، بل يكفي البحث عن الإبداع.