عبدالحفيظ سعد يكتب: قصة السعودى "المجنس" الذى يكره المصريين

مقالات الرأي



فى أوقات كثيرة تخفى الشاشة، والكلمة المكتوبة، حقيقة صاحبها.. لتنقل لنا صورة متناقصة تماما للشخص الذى نراه ونقرأ له، والذى يقول دائما عكس ما يتمناه أو يؤمن به..

ولعل أبرز نموذج برز فى الفترة الأخيرة، هو السعودى «المتجنس» جمال خاشقجى، والذى طرح نفسه لعدة سنوات، عبر ثوب خفى، بأنه كاتب أو مفكر ليبرالى، يحارب الفكر السلفى والتطرف..

ظل «خاشقجى» يعيش ويقدم نفسه و(يرتزق)، بالصورة التى رسمها لنفسه، والتى منحته فرصة لأن يعبر عن الاتجاه الإصلاحى فى السعودية، ما أعطاه عدة فرص ليتقلد مناصب صحفية وإعلامية فى المملكة، أبرزها رئاسته لتحرير صحيفة «الوطن» السعودية، ووصولا لتأسيس قناة إخبارية كبرى كانت تحمل اسم «العرب»، كان مقرراً لها أن تنطلق من البحرين، وتوقفت عقب ساعات من انطلاقها، لاعتراض سلطات المنامة عليها، لتغذيتها النزاع الطائفى.

اختفى خاشقجى بعد إغلاق قناته التى كانت بتمويل من رجل الأعمال الوليد بن طلال، ولم ينطق بكلمة اعتراض، أملا فى أن يعود مرة أخرى للواجهة..

لكن خاشقجى عاد للظهور مرة أخرى مع تفجر أزمة قطر وقرارات دول الرباعى بخصوص هذه الأزمة، لكنه اختار مصر وشعبها لتوجيه الإهانة إليها، لخدمة أجندته الجديدة ويكشف عن جزء من انتمائه، لتنظيم الإخوان.

غير أن السعودى «المتجنس»، ظل ممسكا بالحبل من المنتصف، تجاه السعودية، خوفا من أن يمثل أى موقف له حرجا لمن يرعاه، فى الفترة الأخيرة، وتحديدا أقصد الوليد بن طلال الذى كان «رب نعمة» خاشقجى، وموّل له قناة العرب المتوقفة، ورغم ذلك ظل يداوم على صرف المخصصات المالية لخاشقجى.

ولذلك عندما طالت القرارات الأخيرة فى السعودية وعملية توقيف مجموعة من الأمراء ورجال الأعمال بتهم الفساد، وكان على رأسهم ولى نعمته «الوليد بن طلال» بدأ خاشقجى يظهر الوجه الحقيقى له، ليتكشف انتماؤه الحقيقى للإخوان.

وفى الحقيقة أن حقيقة انتمائه للإخوان لم تكن خافية علىّ شخصيا، حيث إنه فى نهاية مايو 2013، تكشفت لى تلك الحقيقة عندما التقيت به فى عاصمة الإمارات «أبوظبى»، فى مؤتمر «مستقبل الثقافة العربية الإسلامية الوسطية» المنعقد فى مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية، أى قبل ثورة 30 يونيو بشهر.

ودار نقاش مع خاشقجى، حول إمكانية نجاح 30 يونيو، فى الإطاحة بحكم الإخوان، وكان الطرف الثالث فى النقاش، هو الكاتب والباحث عمار على حسن، الذى دخل مع خاشقجى فى نقاش حاد، مؤكدا إيمانه التام بأن الثورة سوف تزيح الإخوان من الحكم فى مصر.

لكن خاشقجى وقتها تحدث عن مصر بلغة فيها نوع من الاستعلاء، مؤكدا أن «الإخوان مستمرون فى حكم مصر لمدة 50 سنة قادمة ولن يستطيع أحد أن يزيحهم عن الحكم»، قائلا بتهكم «المصريين شرف ليهم أن يحكمهم الإخوان».

وأثارت طريقة حديثة عن مصر، و«تقليله» من الشعب المصرى، بلغة (تشفى) بأنهم مكتوب عليهم حكم الإخوان، ورد عليه وقتها الدكتور عمار على حسن، بأن الإخوان «مغول»، إذا استمروا فى حكم مصر أكثر من ذلك، سوف يتحولون للسعودية، وهو مخططهم القادم، وهو ما أكدت عليه أنا أيضاً حينها.

فتغير وجه خاشقجى ساعتها وتلعثم لسانه، قائلا «آل سعود أذكياء ولن يتركوا الحكم لأحد»، وهو يخفى ابتسامة خبيثة وقتها، تضمر عكس ما يقول وأنهى حديثه معنا..

قلت للدكتور عمار فى حينها إن تعبير وجهه يدل على أنه «إخوان»، لتدور الأيام ويظهر على حقيقته ويعلن بعدها انتماءه للتنظيم، رغم تخفيه لسنوات فى رداء الليبرالى، الذى اضطر لخلعه بعد احتجاز «ولى نعمته».