"اللقطاء حديثو الولادة".. كارثة أخلاقية ودينية جديدة

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


بعد انتشارها داخل المجتمع الصعيدى المتحفظ


انتشرت فى الآونة الأخيرة، ظاهرة العثور على أطفال حديثى الولادة، بجوار مصرف زراعى أو مدفن، أو على قارعة الطريق، فى محافظة قنا، الأمر الذى أثار تخوفات المجتمع الصعيدى، المعروف بعاداته الصارمة وتقاليده العتيقة. رصدت «الفجر» الظاهرة الغريبة على الصعيد وحاولت الوصول إلى أسبابها من أهالى قنا تحديدًا، يقول صابر عمر، موظف أمن، إن ظاهرة اللقطاء، وإلقاء الأطفال فى الزراعات وعلى قارعة الطرق، التى تفشت فى الآونة الأخيرة، تسىء للمجتمع الصعيدى المحافظ، فإلقاء الطفل غير الشرعى، عائد إلى إهمال بعض أفراد المجتمع لبناتهم، وتفكك بعض الأسر، وكثرة مخالفاتهن غير الأخلاقية.

واتفق أدهم عبد المغيث، عامل، مع ما قاله عمر، مؤكدًا تزايد الأمر مؤخرًا، ما حوله إلى ظاهرة، وأرجع أسبابها إلى ضعف الوازع الدينى والأخلاقى لدى البعض، بالإضافة إلى انتشار الكحول المخدرات بين فئات المجتمع خاصة المراهقين من الشباب، فيما أصبح هناك رواج للزواج العرفى وزواج المتعة على نطاق واسع.

وأشارت حميدة صابر، مدرسة، إلى أن ارتفاع المهور وتعنت بعض أولياء الأمور فى تزويج بناتهم أو التيسير بما يفرضونه على العرسان من طلبات تعجيزية تجعل الشباب يبتعدون عن الزواج، كل ذلك أصبح دوافع وأسباب، تؤدى ومع مرور الأيام فى النهاية إلى حدوث هياج فى الشهوات وإيقاظ للغرائز الدفينة، ستدفع بأصحابها بعد ذلك إلى ارتكاب جريمة الزنى.

وأكدت عضو المجلس القومى للمرأة بقنا، الدكتور هالة نوفل، أن هناك أسبابا لتفشى تلك الأمراض فى المجتمع الصعيدى، ومن بينها تدنى الحالة الاقتصادية والفقر والتفكك الأسرى، وغياب الرقابة الأسرية من الوالدين، وعدم سؤال أبنائهم حول ما يفعلونه، يتسبب فى ضياعهم، وإدمان مواقع التواصل الاجتماعى، وغياب الترابط بين أفراد الأسرة، يؤدى إلى نزوح الشباب والفتيات إلى التفكير فى تكوين علاقات غير شرعية، من الممكن أن تتسبب فى الزواج العرفى والزنى.

وقال الدكتور أحمد عبد اللطيف الكلحى، مدير إدارة الأوقاف أبوتشت بمحافظة قنا، إن السبب فى انتشار ظاهرة الأطفال اللقطاء فى المجتمع تعود إلى عدم الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية، وانتشار الاختلاط بين الرجال والنساء، من غير تقيد بالضوابط الشرعية، إلى جانب انتشار وسائل الإعلام التى تزين الرذيلة، وتشجع عليها، وتجعل الخروج على أحكام الشريعة بطولة، يمجد صاحبها.