طارق الشناوي يكتب: إنها قصة حبى!!

الفجر الفني

بوابة الفجر


يحتفلون بـ13 عاما على (المصرى اليوم) بالنسبة لى 14، نعم هناك عام سقط من تاريخ هذه الجريدة، إنه الدور المسحور فى أى مبنى، الذى يسقط عادة من الحساب لأنه لا يحمل رقما

 

(المصرى اليوم) كان مقدرا لها أن تنطلق فى مثل هذه الأيام عام 2003، برئاسة تحرير الصديق الكاتب النبيل مجدى مهنا، شرفت بالعمل معه بضعة أشهر، توليت فيها الإشراف على قسم الفن، كنا نُصدر أعدادا تجريبية لا يراها سوى عدد محدود جدا من العاملين بالجريدة، ما الذى حدث وأوقف التجربة؟ كل شىء تغير فى لحظات، وتم فقط الإبقاء على مجدى مهنا وعموده الذى كان ولايزال دُرة الأعمدة الصحفية فى الجرأة والتناول (فى الممنوع)، كنت أكتب عمودا يوميا (أنا والنجوم)، رشحنى الكاتب الصديق إبراهيم عيسى بعدها أن أكتب العمود فى (الدستور)، ثم (التحرير)، ولم يحدث أن طلب منى أحد من رؤساء التحرير على تعاقبهم الكتابة فى (المصرى اليوم)، رغم أنها كانت واحدة من أهم أحلامى، فهى جريدة تفتح الباب لكل الآراء، ولهذا من الممكن أن ينالها فى نفس الوقت كل الاتهامات المتناقضة، فهى فى عرف البعض معارضة للنظام، وعند آخرين هى صوت النظام المستتر، إنها إخوانية بامتياز لمن يريد، وعلمانية قُح لمن يريد.

 

فى زمن مبارك اتهمها البعض بأنها تلعب لصالح الوريث جمال وتمهد له الأرض، آخرون قرأوا العكس، تُقدمه وتسمح بالحوار معه حتى تحرقه أمام الناس، تنشر آراء ترحب بالتوريث وبجوارها أخرى تحذر وتفضح الوريث، وجاءت ثورة 25 وفى صباح يوم فارق، ومبارك لايزال ممسكا بالسلطة، انحازت (المصرى اليوم) وبلا أى مواربة لثورة الشعب، ومع تعدد القيادات الصحفية، أستطيع أن أقول إن الميزان السياسى فى العلاقة بطرفيها، النظام والشعب، كان الترمومتر وراء ضبطها هو الكاتب الأستاذ صلاح دياب، خلطة سحرية أن تصبح صوت الناس وفى نفس الوقت لا تصل للعداء السافر مع السلطة، رغم أن الأمر لم يسلم طبعا من ضربات تحت الحزام تلقتها الجريدة بشجاعة وثبات ولم ترفع راية الاستسلام.

 

فى شهر أكتوبر 2015 جاءنى تليفون من الصديق قديس (المصرى اليوم) ماهر حسن، قال لى إنه طلب إجراء حوار مع يحيى الفخرانى فأخبره بأنه قد أجرى حوارا طويلا معى تضمنه كتاب أعده بمناسبة تكريمه فى المهرجان القومى للسينما، واقترح نشر الحوار فى الجريدة، وبديهى أن الأستاذ ماهر استأذن رئيس التحرير، الأستاذ محمد السيد صالح، بعدها طلب منى الأستاذ صالح مقالا أسبوعيا كل ثلاثاء، ثم أضيف يوم آخر الجمعة، وبعدها أخبرنى الصديق الكاتب الصحفى الدؤوب أحمد النجار، رئيس قسم الفن، بأن أكتب مقالا يوميا لمواكبة مهرجان القاهرة السينمائى 2015، وبعدها اقترح الأستاذ صالح أن أستمر فى الكتابة اليومية، ثم جرت مياه أخرى ليعود اللقاء أسبوعيا، ثم زاد إلى مرتين أو ثلاث، حتى وصلنا مجددا لليومى. كنت أشعر طوال سنوات الابتعاد بأن تلك هى جريدتى وهذه هى مساحتى وهذا هو قارئى الذى كان من المفروض أن أتواصل معه منذ عام 2003، عندما كنا نحلم مع مجدى مهنا بجريدة خارج الصندوق، بينى وبين (المصرى اليوم) طوال تلك السنوات حب من طرف واحد، واكتشفت فقط قبل أقل من عامين أنه من الممكن أن يصبح بين طرفين، احسبوها 13 عاما كما يحلو لكم، ولكنها بالنسبة لى بلغت 14، إنها قصة حبى!!.