سارة إبراهيم تكتب: ملايين رامز تُهين المصريين ببلاش!

الفجر الفني

سارة إبراهيم
سارة إبراهيم


يتبادر إلى ذهني تساؤل ثابت، كلما شاهدت حلقة من برنامج "رامز تحت الأرض"، والذي وضع رأس الكثير من فناني مصر في رمال الصحراء الواسعة بإحدى الدول العربية الشقيقة، وتساؤلي الدائم يكون عن السبب الذي أرغم رامز جلال، لتقبل الإهانة اللفظية والاعتداء بالضرب عليه من قبل ضيوفه، الحقيقة أن الإجابة تبدو بديهية بالنسبة للجميع، وهي أنه يتقاضى ملايين الجنيهات أو ربما الدولارات، التي قد لا يتقاضاها كبار نجوم الفن في مصر.

 

ولكن هل سأل "رامز" نفسه، في مرة واحدة من المرات التي يُهان بها "بفلوس"، أن غيره من الغلابة في مصر قد يُهان "ببلاش"؟ هل جال بخاطره أن ملايين المشاهدين الذين يحققون له أكبر نسب المشاهدة، حتى استمر برنامجه لعدة سنوات، يعيشون تحت خط الفقر، ولا يملكون حق أبسط الأشياء الضرورية لحياتهم، وهل فكر أن يقدم شيئا هادفا في برنامجه، بدلا من المقالب السخيفة، وصفارة "التيت" التي نسمعها عشرات المرات كل حلقة؟

 

فإذا كان "رامز" يرى أن الضرب والإهانة مباحان من أجل "الدولارات" التي يتقاضاها من قناة "سعودية" الأصل، وغيرها مما تُمنَح لضيوفه، حتى "يحبكوا" علينا اللعبة، وكأنهم لا يعرفون عن الأمر شيئا، فمن حق المشاهدين أن يعترضوا على ضياع وقتهم في محاولة تصديق "تمثيلية" فاشلة، أطرافها جميعهم رابحون، والخاسر الوحيد هو المتفرج، فإلى أي حد من الهراء والاستهانة بالشعب سيصل الإعلام المصري؟!

 

 رد فعل صادم، شهدته الحلقة السابقة من البرنامج، عندما وقف "رامز" يترجى النجم الهندي الشهير "شاروخان"، لكي يقف حتى يعلنا عن تصالحهما أمام المشاهدين، ووصل الأمر إلى تعدي النجم الهندي عليه بالضرب أكثر من مرة، فيستعطفه "رامز" بكلمات تزيد من تقليله من نفسه، مثل "أنا أحبك"، و"أنت حلمي"، وغيرها من الأفعال كمحاولة احتضانه رغمًا عنه، وانتهاء الحلقة بمشهد "مهين" للشعب المصري بأكمله أمام نظيره الهندي.

 

ويبدو أن "رامز" لم يُحسن اتفاقه مع النجم الهندي، وانتهت الحلقة عكس ما توقع، بأن الأخير استقل سيارته الخاصة، في حين تعلق "رامز" به، من داخل إحدى نوافذ السيارة، وهي تتحرك، في محاولة بائسة لاسترضائه، بالرغم من تجاهل النجم الهندي له، وإصراره على مغادرة مكان تصوير البرنامج، ولكن هذا كله لم يمنع "رامز" من إهانة نفسه، أمام فنان، سيشاهد حلقته في البرنامج، ملايين المشاهدين حول العالم.

 

وفِي أخر مقالي، لا يمكنني الجزم بأن الخطأ يقع على رامز وفريق عمل برنامجه والقناة الممولة له فقط، بل يشارك في الخطأ كل شخص يساهم في استمرار هذه النوعية من البرامج التي لا هدف لها سوى تقديم الـ"لا شيء"، وملايين المشاهدين الذين يتابعون البرنامج في شهر رمضان من كل عام، ويساهمون في ارتفاع نسب المشاهدة، وبالتالي إقبال المعلنين على القناة والبرنامج.