بعد بيع أب ابنه المريض بـ 5000 جنيه.. "الفجر" تكشف أسرار خطيرة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في واقعة غريبة وجديدة على المجتمع المصري، أقدم أب على بيع ابنه الرضيع والمريض مقابل 5000 جنيه بمدينة شبين القناطر التابعة لمحافظة القليوبية، والمؤسف أن البيع جاء بمباركته والدة الطفل.

 

البداية

حرر الأب حازم سعد يوم، الأحد الموافق 30 إبريل الماضي، بخط يده - وبعد أن أكد صحة قواه العقلية وسلامة إرادته – إقرار بيع وتنازل نهائي عن ابنه محمود مقابل مبلغ 5000 جنيه مصري، لحامل هذا الإقرار؛ حيث باع ابنه لمن يدفع دون أن يعرف هوية واسم المشتري مقررًا بأن البيع والتنازل ينقل ملكية الطفل لحامل عقد البيع.

 

فضائية "LTC" تكشف عملية البيع

عرضت الإعلامية شيماء جمال مقدمة برنامج "المشاغبة" على قناة "LTC" مغامرة قامت بها لشراء طفل من والده مقابل 5 آلاف جنيه. 

 

وقالت "شيماء" إن الطفل "محمود" ليس له ذنب أنه مصاب بارتخاء الأعصاب موضحة أن والد الطفل لم يبال بأخذنا ابنه وأن كل ما يهمه هو الحصول على المال، موضحة أنها عندما حاولت أن ترغبه في ابنه ذكرت له أنها سوف تقوم ببيع أعضائه بمزاد، حتى يستفيق ويعود لضميره ولا يقوم بالتضحية بابنه، إلا أنه لم يبال بذلك.

 

وقال والد الطفل "محمود" في مقطع فيديو تم تصويره بكاميرا سرية لعملية الشراء، "اللي هياخد الطفل هيكون في شرطين الأول ياخده ويمشي وانا كدا معرفوش، وتاني شرط لا أعرف بيته ولا يعرفني ولو رن على تليفوني أنا معرفوش".

 

الأم: مش عاوزاه خذوه

وعرضت المذيعة شيماء جمال، أمس الثلاثاء، على أم الطفل المسكين والمريض الذي باعه أبيه بعد أن كشفت لها حقيقة الجرم الذي ارتكبه المتهم الأول بأنه باع وتنازل عن ابنها ورضيعها لمجهول بثمن بخس وعليها أن تتسلم طفلها لتحميه من انحراف أبيه الأخلاقي، فكانت المفاجأة؛ حيث رفضت الأم استلام رضيعها، وقالت "مش عايزاه خذوه".

 

بلاغ

وتقدم مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، الدكتور أحمد مهران، ببلاغ للنائب العام ضد كل من حازم سعد حسن عبدالله خشب، وزوجته سمر عادل يوسف كامل أبو رية، المقيمين في قرية منية شبين التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، يطالبان فيه بتوقيع أقصى عقوبة على الأول لبيعه ابنه الرضيع بثمن زهيد لمجهول، وعلى الثانية لرفضها رعاية رضيعها وإقرارها بالرضى عن بيع والده له.

 

العقوبة

وجاء في البيان أن واقعة بيع الطفل تشكل الجريمة المنصوص عليها بالمادة /291 من المدون العقابية والتي تنص على "يحظر المساس بحق الطفل في الحماية من الإتجار به أو استغلاله، ومع عدم الإخلال بآية عقوبة أشد ينص عليها قانون آخر يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات وبغرامه لا تقل عن 50,000 ولا تجاوز مائتي ألف جنيه كل من باع طفلا أو اشتراه أو عرضه للبيع".

 

عدم إتزان نفسي

وفي سياق متصل قالت بسمة سليم، خبيرة التنمية البشرية والأخصائية النفسية، إن واقعة بيع الطفل تؤكد أن الأم والأب يعانان من عدم الإتزان النفسي، مشيرة أن تصرفهم يؤكد مدى جهلهم.

 

وأضافت في تصريح لـ"الفجر" أن الأم والأب لم يكن لديهم مسئولية ولا رحمة، مضيفة أن ما يثير اندهاشها موقف الأم، قائلة: "الأب ربما يعذب ولاده أو يتجوز مرة آخري لكن الأم توافق على بيع ابنها!!"، متابعةً: "ده الحيوان ميعملش كده".

 

الدفاع النفسي

وأوضحت خبيرة التنمية البشرية أن الأب والأم ربما استخدموا ميكانيزم الدفاع النفسي وهو ما جعلهم يتخلصان من طفلهم تحت ضغط التوتر ورفض الواقع.

 

زمن العبيد انتهي

وأكدت خبيرة التنمية البشرية أنه في حال ضيق حال الام والأب، هناك طرق كالجوء للجمعيات الخيرية، مضيفة: "لكن يبيع ويقبض ثمنه طيب جيبته ليه من البداية والبني آدم مش سلعة.. زمن العبيد انتهى".

 

الإنجاب بدون حساب

ومن جانبه قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع إن المنطقة التي حدثت بها الواقعة ريفية وتعتمد على الإنجاب بكثرة ولا تعتبره شيء صعب.

 

وأضاف في تصريح لـ"الفجر"، أن ربما المسئوليات هي من ضغطت على الأب والأم الجهلاء للتخلص من مسئوليته، وخاصة أنه طفل معاق.

 

وتابع: "في ناس عايشين زي البهايم بياكلوا وبيشربوا وبيخلفوا وبس".

 

الواقعة تثير الشكوك

وأكد أستاذ علم الاجتماع، أن الواقعة تثير الشكوك، وتساءل لماذا لم يقال من قام بشراء الطفل؟ وكيفية الوصول إلى الأب ومعرفة ما قام بفعله؟

 

فرقعة إعلامية

وأشار أستاذ علم الاجتماع أن الواقعة ربما تأتي للفت الإنتباه ليس إلا بواسطة فرقعة إعلامية، مشيراً أن ربما عرضت الواقعة بهذا الشكل لحصول الأب على عمل.

 

واستشهد أستاذ علم الاجتماع بأن أعلى نسبة انتحار تأتي للرجال بينما المحاولات الفاشلة تأتي من النساء، موضحاً أن الفتايات تستغله للفت الانتباه إليها.

 

 وتابع: "لولا العرض في التليفزيون.. كنا هنعرف الموضوع إزاي؟.

 

وأكد أستاذ علم الاجتماع أن فضائية "LTC" تعتمد على المواد التي تجذب الانتباه لأغراض اعلامية.