لهذه الأسباب.. "دوار العمدة" أفضل من أندية الروتارى وجمعيات السبوبة

منوعات

جندى مجند سيد عرفة
جندى مجند سيد عرفة


أسسه العميد شريف الحسينى


العدد الماضى، نشرنا عن شهداء ومصابى الواجب فى حادث التفجير الآثم على كنيستى طنطا والإسكندرية، والحقيقة لم أتوقع كل ردود الأفعال التى وصلتنى بعد تسليط الضوء على الشخصية الإنسانية للعميد شريف الحسينى.

وأود التنويه لأمرين فى هذا الشأن، ثم سأنتقل لنداء للسادة المسئولين، الأمر الأول أن سائق العميد شريف الحسينى عندما وجده ينزف وغارقا فى دمائه قام بوضعه على ظهره، غير منتظر لحضور الإسعاف، واتجه به للمستشفى لإسعافه من إصابته البالغة. الموقف النبيل من السائق لم يأتي من فراغ.

تربط العميد بسائقه جندى مجند (سيد عرفه) علاقة تكشف عن معدن المصرى الأصيل، الأمر الثانى الذى أود التنويه إليه يتعلق بأن العميد شريف الحسينى هو أحد مؤسسى وأدمن جروب «دوار العمدة»، الذى تداولت عنه الكثير من الأسئلة، مثل «إيه دوار العمدة ده؟»، وأن المؤسس الأول وصاحب الفكرة هو الأستاذ هشام صبرى، الذى طرح الفكرة على الحسينى ليشاركه فيها.

والحقيقة، أن فكرة الدوار تحددها معايير محددة أهمها البعد عن الحديث فى الدين والأمور السياسية وعقد لقاءات دورية بينهم، وذلك أكد لي أنهم أخذوا من فكر الجمعيات الأهلية التى تطلق على نفسها خيرية أفضل ما فيها، ومنهاجمع أموال فيما بينهم والاتفاق على شراء أجهزة طبية قد يحتاجها أحد المستشفيات، وهذا ما حدث بالفعل العام الماضى دون ضوضاء، وأخذوا من فكر أندية الروتارى واللوينز والإنرويل أفضل ما فيها، وعلي رأسها الاجتماعات الراقية دون صخب ودون الانضمام لمجرد زيادة العلاقات أو المنظرة والفشخرة.

وفى حقيقة الأمر، بداخلى تحفظات كثيرة جدا على تلك الأندية رغم ما يظهر للناس من عمل خير وحفلات دخلها لليتامى والأرامل وإيه وإيه، أنا لا أحبها لعشرات الأسباب، رغم ظاهر الخير؛ لأن غالبية المشاركين والمتقدمين لهم مصالح، وأظننى فتحت ملف تلك الأندية أيام ثورة يناير وفندته، ووقتها (محدش فتح بقه).

يعنى مثلا واحدة من السيدات اللائى يطلق عليهن «سيدة مجتمع» أسست أحد أندية اللوينز، يعنى تجمع (100 أو 150) فردا وتشهر لوينز، حتى تستطيع من خلاله استقطاب المسئولين والوزراء والسفراء والشخصيات العامة وتجلس وسطهم تدير اللقاءات، وتمنح نيشان لهذا ودرعا لذاك حتى تؤسس لنفسها إمبراطورية تتربع بها على الناس.

كانت تحلم بمنصب داخل الدولة من خلال علاقاتها برؤساء وزراء سابقين وحاليين وسفراء، واستفادات من ترجمة تلك العلاقات فى أعمالها الخاصة بتوسيعها وزيادة «الفيزيتا» التى يدفعها الذين يذهبون إليها، بل كان لديها بيزنس خاص فى 6 أكتوبر، باعته على حس «الهانم» بثلاثة أضعاف السعر، ثم توظف تلك العلاقات من خلال أجندتها باستقطاب تلك الفئة لحضور بازارات ومعارض، ورغم ذلك فشلت فى التنظيم والبيع. وتمر الأيام وتنقلب مجموعة من المؤسسات على السيدة وتقرر الإطاحة بها بعدما كانت رئيسة لسنوات طويلة، وتتربع أخرى على النادى فلم تجد تلك السيدة إلا جمعية خيرية كانت قد أسستها منذ زمن، لتكون المنبر الخاص بها، تستضيف من خلاله المسئولين والشخصيات العامة التى تجاملها، أو تأسيس علاقات اجتماعية وطيدة تزين بها نفسها فى المجتمع، وأى شخصية يكون الضوء مسلطا عليها سواء بالفن أو الوزارة أو السياسة، فجأة تجدها ضيفة عند تلك السيدة، لتعطى انطباع أنها السيدة الأولى ومن حولها مجموعة من «الشمشرجية» على شوية مصورين، وألقط صور ونزل بالمجلات والمواقع.

ولو حد خرج عن السياق تجد تليفونات مرفوعة للرؤساء، ودى قلة أدب وتعمل «الحبشتكنات» بتوعها والتناكة تطلع، ورغم أنها تظهر بمظهر من تحتضن صديقاتها إلا أنها من خلفهم آه لو واحدة اتلمعت شوية، تطلع فيها «القطط الفطسانة»، وتقول لك «كأنى ما قلتش حاجة»، لماذا أذكر نموذجا بسيطا ومصغرا عن ذلك العالم؟.. حتى أقول إن فكرة جروب الفيس بوك «دوار العمدة» خرجت من إطار المصلحة والتلميع وأسست لنفسها خطا اجتماعيا إنسانيا، غرضه الأول والأخير (ننبسط ونبسط اللى حوالينا قدر المستطاع ونشارك بعضنا أفراحنا وأحزاننا)، صحيح الأعداد بسيطة لكن منتقاه، ليس أى فرد يحظى بالدخول، وبالطبع أشكر الخلوق شفاه الله شريف الحسينى، الذى رشحنى وأدخلنى منذ تأسيس الجروب على يد الخلوق هشام صبرى.