رؤساء مصر وأمهاتهم.. حكايات من الود والوفاء والحب (تعرف عليها)

تقارير وحوارات

رؤساء مصر
رؤساء مصر


يحتفل العالم اليوم 21 من مارس بعيد الأم، ذلك اليوم الذي خصصه العالم، بالإحتفال بالأمهات تقديراً للدور العظيم الذي تلعبه كل أم في حياة أبنائها، ومثلما قال الكاتب الأمريكي "دوديج وياد" أن الأمهات تعطي إرشادات الزعامة وحب السلطة لأبنائهن، كان لأمهات رؤساء  مصر دور هام في حياة كل رئيس.

ومن جانبها قامت "الفجر" برصد الجزء الإنساني لرؤساء مصر، والذي يتمثل في علاقتهم بأمهاتهم، لنكشف من كان بار بوالدته، ومن كان عاق.

محمد نجيب..الابن المسئول
زهرة محمد عثمان، والدة الرئيس الراحل محمد نجيب، مصرية سودانية الأصل والمنشأ سليلة أسرة عسكرية، اشتهرت بالشجاعة، كانت الزوجة الثانية لوالد الرئيس الراحل حيث تزوج قبلها سودانية، وأنجبت منه 9 أبناء، 3 ذكور "محمد نجيب" أولهم، و6 بنات.

عندما بلغ محمد نجيب 13 عاما توفي والده، تاركا وراءه أسرة مكونة من 10 أفراد، فربّته والدته على تحمل المسئولية، فكان يدرس في كلية "جوردن" ويعمل في آن واحد لينفق على الأسرة، ليساعد والدته في تربية أشقاءه، فأنفق عليهم حتى زوّج شقيقاته، وعلّم أشقائه.

وكانت علاقة نجيب بوالدته طيبة، ففي أحد المواقف التي ذكرها التاريخ عنه أنه عندما أراد الالتحاق بالكلية الحربية كان يريد السفر للقاهرة، وكان يمتلك حينها 9 جنيهات، فترك 6 جنيهات لوالدته، واحتفظ بالثلاثة الاخريات بالرغم من أن سفره سيستغرق 6 أيام.

عبد الناصر..الابن البار
فهيمة حمّاد، والدة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، توفيت وعمره لا يتخطى العشر سنوات، وبالرغم من ذلك كانت تربطهما علاقة قوية، ظل يتحدث عنها عبد الناصر في كل لقاءاته وأحاديثه.

كانت فهيمة، ابنة تاجر فحم معروف، تزوّجت من عبد الناصر، وأنجبت أول أولادها، وكان يتمتع جمال بوضع خاص لدى والدته التي كانت تحبه حباً شديداً فتكونت بينهم رابطة تحكمها العاطفة والحب.

وفي رصد العلاقة وبُعدها نجد التلميذ الصغير "جمال عبد الناصر" يكتب الكثير من الخطابات  ليعبر لها عن شوقه وحبه وافتقاده لها، عقب أيام دراسته، حتى عاد منزله بعد أيام الدراسة ولم يجدها وعلم بوفاتها وقد أثرت وفاتها به كثيراً، حيث إنه كلما تكلم عنها وهو رئيس للجمهورية كانت الدموع تبدأ فى الظهور داخل عينيه.

السادات..الابن المحروم
ست البرين، والدة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، سودانية الأصل، تزوجت والدتها وجاءت إلى مصر وعاشت في مدينة ميت أبو الكوم، قبل أن تنجب البرين التي تزوجت من والد السادات الذي أعادها مرة أخرى إلى السودان.

تزوج والد السادات ست البرين، حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان، وكان ميلاد محمد أنور السادات في ديسمبر 1918 وكانت رحلة شاقة وعجيبة، وبعد أن مكثت ست البرين مع وليدها فترة الرضاعة تركته وعادت إلى السودان، وفقد السادات أمه وتولت جدته رعايته.

لم يشعر محمد أنور السادات بحب أمه، حيث أنه  لم يكن أمام "ست البرين"، والدة السادات، فرصة أو وقت متاح لتمارس مع وليدها تقاليد الحب والعاطفة التى تفرضها الطبيعة والفطرة على الأم ووليدها، فقد السادات العلاقة الأهم فى تاريخ الإنسان،  فقد تلك العلاقة الحميمية الخاصة بأمه.

وكان السادات مائلاً بشدة إلى جدته أكثر من والدته، حيث فتنته وسيطرت عليه وكانت سبباً رئيسياً في تكوين شخصيته، وقال في كتابه "البحث عن الذات": أن جدته كانت تحكي له قصصا غير عادية قبل النوم، لم تكن قصصا تقليدية عن مآثر الحروب القديمة والمغامرات، بل كانت عن الأبطال المعاصرين ونضالهم من أجل الاستقلال الوطني، مثل قصة دس السم لمصطفى كامل بواسطة البريطانيين الذين أرادوا وضع نهاية للصراع ضد احتلالهم لمصر، ووقتها كان صغيرا لم يكن يعرف من هو مصطفى كامل، لكنه تعلم من خلال التكرار أن البريطانيين أشرار ويسمون الناس.

مبارك..الابن العاق
نعيمة إبراهيم والدة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فلاحة من قرية كفر مصيلحة بمحافظة المنوفية، هي أمية لم تتلقَّ أي قدر من التعليم، لكنها استطاعت مشاركة زوجها الحاجب بإحدى المحاكم، أن توفر لأولادها الخمس (محمد، فوزي، عصام، سامية، سامي) حياة كريمة لا تشعرهم خلالها بالفقر الذي كانوا يعيشوه، وبالرغم من ذلك تجمدت علاقتها بابنها محمد، وكان بمثابة الابن العاق لوالدته.

فمنذ كان طالبًا في الكلية الحربية، كان يتردَّد على والدته مرة كل ثلاثة شهور، ولم تكن الزيارة تستغرق إلا عدة ساعات يعود بعدها إلى كليته، وبعد ثورة يناير، كشفت "الفجر" عن وجود قضية نفقة تعود إلى تاريخ الرابع من مايو 1960، أقامتها نعيمة والدة مبارك ضد نجلها الذي كان يعمل نقيباً بالقوات الجوية حينذاك بعد أن رفض الإنفاق عليها، وفي النهاية تصالح معها مقابل دفع مبلغ مالي يصل لـ340 قرش شهرياً.

ماتت والدة مبارك في 22 نوفمبر من عام 1978، وكان وقتها نائبًا لرئيس الجمهورية، أقام لها ليلة عزاء واحدة، على أن يتلق العزاء تلغرافيًّا على قصر عابدين حيث كان يعمل، كما اقتصر العزاء على الرجال فقط.

مرسي..العلاقة غير معروفة
منيرة عبد الدايم حسن حسين، والدة الرئيس الأسبق محمد مرسي، تنتمي لأسرة من مركز ههيا بمحافظة الشرقية، وهي ربة منزل، وكانت علي صلة وثيقة بـ"آل الباز" قرابة ومصاهرة.

لم تنشر أي معلومة عن علاقة مرسي بوالدته غير خبر متعلق بوفاتها في تاريخ وفاته عام 2010 حينما حضر تشييع الجنازة مجموعة من أعضاء مكتب "الإرشاد"، من بينهم عصام العريان، وسعد الكتاتني، ومحمود عزت، وفريد إسماعيل، والسيد عبد الحميد.
 

السيسي..الابن الوفي
سعاد إبراهيم محمد، أنجبت  8 أبناء، 3 ذكور هم أحمد، وعبدالفتاح، وحسين، و5 بنات، هن زينب، ورضا، وفريدة، وأسماء، وبوسي، أقامت مع زوجها سعيد السيسي، في الطابق الثالث بالمنزل الذي بناه الجد الحاج حسين خليل السيسي، رقم 7 بعطفة البرقوقية من شارع الخرنفش الواقع على جنبات شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية جنوب القاهرة.

واعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه محظوظا بسبب والدته، وكما قال في حملته الانتخابية الرئاسية لوسائل الإعلام إنه كان فخورا بها، فهو يراها شديدة الحكمة والإيمان بالله، وكان تدمع عيناه من أجلها إذا سئل عنها.

واعترف السيسي بارتباطه الشديد بوالدته، فبعد أن قرأ بيان 3 يوليو الذي أعلن فيه عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وبسؤاله عما قالت له، أجاب: والدتي في حالة سِنّية لا تسمح لها بأن تقرأ الأحداث، وأنا مرتبط بها ارتباطاً شديداً، وهي سيدة مصرية أصيلة جدا بكل معنى الأصالة، وربتني على الاعتماد على الله والرضا بالقدر.

ويتذكر السيسي والدته وكيف أثرت فيه فيقول: "علمتني التجرد.. وأول ما تعلمت التجرد في أحكامي، لذلك زاد حبي إليها، وزاد احترامي وتقديري العظيم لها. علمتني وحتى الآن رغم ظروفها تعلمني".