"الحصير".. فرشة الغلابة التي أكلها وحش الغلاء (صور)

تقارير وحوارات

الحاج إبراهيم صانع
الحاج إبراهيم صانع الحصير


ما إن تقع عيناك عليه يأخذك إلى زمن منازل الأجداد، حيث الهدوء والبساطة والجمال، والرضا بأقل الأشياء، محل عم "إبراهيم" القابع داخل إحدى الحواري العتيقة بمنطقة السيدة زينب، يحكى عن زمن جميل، كان يستخدم فيه "الحصير البلاستيك" كفراش للأرضيات قبل السجاد الفاخر والباهظ الثمن.

يحوي محل "عم إبراهيم" الحصر ليحكي أنه يبيعه منذ 40 عاماً، كما يدعم عمله ببيع الأواني الألومنيوم، قائلًا إن الحصير في السابق كان يصنع في مصنعين على مستوى مصر إحداهم في طنطا والآخر في القاهرة، أما الآن فيوجد مصانع وورش بمدينة السادس من أكتوبر وفي شبرا.

وأضاف كاشفاً خفايا صناعة الحصير أنها تعتمد على مادة البروبلين المستوردة من دول أوربا، مؤكداً أن صناعته الآن تعتمد على إعادة التصنيع لارتفاع سعر مادة البروبلين.

وروى "عم إبراهيم" أن إعادة التصنيع تتم بتحويل "قش" الحصير القديم إلى غرز صغيرة بعد وضعه في ماكينة مخصصة، مع نسبة قليلة من مادة البروبلين، ومن ثم تصنيع الحصير من جديد.

وأوضح "عم إبراهيم" أن الأسرة المصرية إلى الآن تحب الحصير وتشتريه، ولكن بنسبة أقل عن السابق، وعن أسعار ه  الآن يشير إلى إحداهم والتي تغطى حجرة ليوضح أن سعرها خمسون جنيه، ويحرك يديه إلى الجانب الآخر ليوضح أن الحصيرة الصغيرة ثمنها 25 جنيه.

ويتذكر "عم إبراهيم" ثمن الحصير قبل أربعون عاماً، في الوقت الذي كان يشتري فيه الأجداد الألوان المختلفة وكذلك الأحجام لتغطية أرضيات المنزل، ليوضح أن سعره كان يتراوح بين 4 و 7 جنيه، مضيفاً أن ارتفاع سعر الدولار يؤثر على سعر الحصير.

وأكد "عم إبراهيم" أن أجود أنواع الحصير تصنع بالطلب وتصدر إلى دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات، مشيراً إلى أن النوع الجيد يتكلف 150 جنيه، وموضحًا أن مصر تصدره لدول لا تعرف تصنيعها، مثل السودان وتونس والجزائر.

وعن جودة الحصير قال "عم إبراهيم": "الزبون بياخدها مني بتقعد معاه أكثر من 10 سنين، بس المهم ينضفها ازاى لإن تنضيفها صنعة، طول ما ست البيت بتنضفها بسفنجة أو قماشة تبقى زى الفل لكن لو نضفتها بفرشة تتقطع منها".