تحركات سياسية في الشرق الأوسط مع قرب تحرير الموصل

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


وصل رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، يوم الأحد 26  فبراير 2017، إلى تركيا في زيارة رسمية تستغرق مدة يومين، لبحث العديد من القضايا الراهنة مع كبار المسؤولين هناك.

تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي زار فيه وزير الخارجية السعودي العاصمة بغداد بصورة مفاجئة، حيث التقى المسؤولين العراقيين وبحث معهم قضية محاربة "داعش" إضافة إلى بعض المسائل السياسية.

هذه التحركات تأتي مع قرب الانتهاء من تحرير الموصل وهزيمة تنظيم "داعش" في العراق، بعد الانتصارات الكبيرة التي تقوم بها القوات العراقية.

عن زيارة رئيس إقليم كوردستان العراق إلى تركيا قال الدكتور عبد الحكيم خسرو أستاذ العلوم السياسية في جامعة "صلاح الدين" لراديو "سبوتنيك" " هذه الزيارة هي الثانية للرئيس مسعود بارزاني خلال الفترة الماضية، وكذلك كانت هناك زيارة لرئيس الوزراء التركي إلى أربيل، وهذه  الزيارات جزء من لقاءات مستمرة بين القيادة الكردية والسلطات التركية لمناقشة ملفات مهمة ومنها ملف التكامل الاقتصادي بين إقليم كوردستان وتركيا، وخاصة فيما يتعلق بملف الطاقة، كما كان هناك اتفاق في مرحلة سابقة بتشكيل عدة لجان مهتمة بمساعدة إقليم كوردستان للتخلص من الأزمة الاقتصادية وبالتالي هذه الزيارة للتواصل مع الحكومة التركية لعرض نتائج عمل هذه اللجان والتوصل إلى تفاهمات اقتصادية أخرى، فالمهمة الأساسية للزيارة هي زيارة اقتصادية بامتياز. 

ربما يحمل السيد البارزاني أطروحات إحياء عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وكمبادرة على ذلك فقد طالب الرئيس البارزاني الحكومة التركية بإطلاق سراح قادة حزب الشعوب الديمقراطي باعتبار أن ذلك سيكون مبادرة جيدة للبدء في عملية السلام".

وأضاف خسرو "نعلم جيدا أن لكوردستان حدود إقليمية مع كل إيران وتركيا وبالتالي أن التواصل بين البلدين مهم جدا للقضية التركية وهذا التواصل غير منقطع، وقد اعترفت حكومة إقليم كوردستان من أن إيران من الدول السباقة في دعم الإقليم في حربه ضد تنظيم "داعش"، وهذا يدل عمق العلاقات بين كوردستان وإيران".

من جانبه قال المحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض عن هذا الموضوع في حديث أدلى به لراديو "سبوتنيك" " هناك قضيتان يسعى إليهما السيد البارزاني في زيارته إلى تركيا، أولهما عنده مشكلة داخلية كبيرة في إقليم كوردستان والثانية لازال هو مصرا على مسألة انفصال الإقليم عن العراق، وأصبح واضحا لدى الأكراد أنه من الصعب جدا تحقيق الانفصال، حتى ولو تم التفاهم مع بغداد، ذلك أن الإرادة الدولية تقف عائقا أمام هذا الموضوع، والرهان لدى السيد البارزاني الآن قائم على الحل في سوريا، وعلى ما يبدو سوف لن يذهب الحل في سوريا كما ذهب إليه الوضع في العراق، بأن يتشكل إقليم للأكراد في سوريا كما في العراق، كما يوجد تباين في المواقف الكردية في إقليم كوردستان عنها في سوريا، ففي سوريا ليست هناك نزعة انفصالية تامة لدى الأكراد السوريين، إضافة إلى أن الأتراك يرفضون هذا الموضوع".

وأضاف الأبيض " إن مشكلة حزب العمال الكردستاني تعتبر قضية محرجة للأكراد مع الأتراك، صحيح أن السيد البارزاني يصطف مع الموقف الأمريكي — التركي في مواجهة النفوذ الإيراني في العراق، حيث أصبح هذا الملف هو الأساس في كل المناقشات سواء على مستوى دول الخليج العربي او على مستوى الإدارة الأمريكية الجديدة ، بنفس الوقت هناك انفتاح عربي تجاه العراق تمخض عنه زيارة وزير الخارجية السعودي إلى بغداد، وعلى ما يبدو أن الأكراد غير مرتاحين لهذه الزيارة كونها تعيد العراق الى محيطه العربي وبالتالي تخليصه  من الطائفية والتوتر بسبب الاحتدام الحاصل بين دول الخليج وأمريكا من جهة وايران من جهة أخرى وانعكاسات ذلك على الساحة العراقية، وبسبب كل ذلك يبدو أن السيد البارزاني يحاول أن يرتكز على علاقته مع تركيا، ولكن لدى الاتراك خطوط حمراء فيما يخص تواجد حزب العمال الكردستاني وقضية استقلال الإقليم عن العراق".