جمال زهران لـ"الفجر": تيران وصنافير قد تؤدي لثورة جديدة.. وهذه أخطاء "25 يناير" (حوار)

تقارير وحوارات

أستاذ العلوم السياسية
أستاذ العلوم السياسية جمال زهران



- لثورة يناير 5 أخطاء أبرزهم عدم التمسك بفكرة العزل السياسي لرموز مبارك

- الإخوان اخترقوا ثورة يناير بسبب صفقاتهم المشبوهة مع الأمريكان والمجلس العسكري

- الاتهامات التي تلاحق شباب الثورة خطة ممنهجة من فلول مبارك لتشويه ثورة يناير

- الضغوط الاقتصادية ليست دافع لقيام ثورة..وتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية الدافع الوحيد لقيام ثورة جديدة

- رموز المعارضة محدودة حالياً بسبب نظام مبارك المتصدر للمشهد

- بأمر النظام الحالي الأحزاب السياسية مهمشة والسبب غير معلوم


قال جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، ثورة يناير لم تفشل، ونجاحها أجبر الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الاعتراف بها، لافتًا أن الثورة تعرضت لمجموعة عثرات وأخطاء عطلت من تحقيق أهدافها، مشيرًا إلى أنها تتعرض من قبل فلول نظام الرئيس الأسبق مبارك لحملات هجومية، ولكنها ستظل الهاجس لكل رئيس سيجبره على السعي دائمًا للتغيير.

وطالب "زهران" في حواره مع "الفجر" بتغيير يوم الاحتفال بعيد الشرطة من يوم 25 يناير، حتى يتمكن الشعب من الاحتفال بذكرى الثورة، منوهًا أن اليوم الأنسب للاحتفال بعيد الشرطة هو 5 ديسمبر، لأن ذلك اليوم قام رجال الشرطة بموقف أجدر بالاحتفال بهم في هذا اليوم، حيث أنهم رفضوا طلب الرئيس الأسبق مرسي حينها عندما طلب منهم ضرب المعتصمين بالاتحادية.

وتطرق زهران في حواره لعدة مواقف وأسرار تخص ثورة يناير التي تمر ذكراها السادسة اليوم، وجاء نص الحوار كالتالي.

بعد مرور 6 سنوات على ثورة يناير هل تغيرت نظرتك للثورة؟
يناير من وجهة نظري من أعظم الثورات التي وحدت الشعب على أمر واحد، وستظل الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها، وهو التغيير الجذري للعدالة الإجتماعية من خلال تحجيم الأغنياء ومواجهة الفساد والإرهاب، ففي الفترة الحالية مواجهة الفساد تتم بطريقة جزئية، فحيتان الفساد ما زالا ينعمون بخير البلاد.

ما هي أخطاء الثورة؟
لثورة يناير 5 أخطاء، الأول أن رموز الثورة لم يتمكنوا من الوصول للسلطة، وأن من تولى المرحلة الانتقالية بعد رحيل مبارك كان مفوض منه، والخطأ الثاني، هو أن عدد كبير من رموز الثورة كانوا على استعداد للتنسيق مع الإخوان أو التعاون مع نظام مبارك.

والخطأ الثالث، ضعف الإدارة الانتقالية التي أدت للعب في الثورة وتصدير مشهد الإخوان، والرابع، هو إعطاء الفرصة للإخوان للركوب على السلطة بالتزامن مع ضعف وعزلة القوى الثورية، والخطأ الخامس والأخير هو عدم التمسك بفكرة العزل السياسي الذي جعل رموز مبارك يديرون المشهد السياسي اليوم.

ردك على من يقول أن ثورة يناير مؤامرة؟
فلول نظام مبارك هم من يصفون ثورة يناير بالمؤامرة، وهم يصفونها بذلك لأن الثورة أطاحت بهم، فينتقمون منها من خلال الهجوم عليها، هذا بخلاف أنه لا يوجد عاقل يصف ثورة أطاحت بالفساد وخرج بها الشعب المصري بأجمعه بأنها مؤامرة.

كيف نجحت جماعة الإخوان في اختراق ثورة يناير؟
الإخوان نجحوا في اختراق ثورة يناير عن طريق الصفقات والمؤامرات المشبوهة مع الأمريكان والمجلس العسكري.

هل شباب الثورة متآمرين كما يتم اتهامهم؟
الاتهامات التي تلاحق شباب الثورة، جزء من العملية الممنهجة التي يقوم فلول نظام مبارك بالقيام بها لتشويه ثورة يناير والمشاركين فيها.

هناك جزء من شباب الثورة تابع لأجندات خارجية، ولكن ذلك لا يعني أن كل شباب الثورة متآمرين وأن الثورة مؤامرة كما يدعوا.

متى سيتم التغيير في مصر؟
يوماً ما سيتم التغيير في مصر، وأهداف ثورة يناير مستمرة حتى تتحقق أهدافها.

هل الضغوط الاقتصادية الحالية ستكون دافع للقيام بثورة جديدة؟
الحالة الاقتصادية الحالية لن تكون دافع لقيام ثورة جديدة، فقط سيقوم الشعب بوقفات احتجاجية، ولن يصل الأمر للتظاهر لإسقاط النظام، حيث أن نظام الرئيس السيسي ما زال يمتلك مؤيدين له، مقتنعين بأن التحمل والصبر افضل من القيام بثورة.

ما الأسباب التي ستجعل الشعب ينتفض للقيام بثورة جديدة؟
تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، هذا السبب الوحيد الذي سيتنفض بسببه الشعب للقيام بثورة، الشعب اتعرض للجوع ومازال متمسك بالاستقرار، ولكن في حين التنازل عن الارض ستقام ثورة للتمسك بتلك الأرض.

هل يوجد رموز للمعارضة في الفترة الحالية؟
المعارضة حالياً محدودة، لإنها تفرقت وتشرذمت، لأن رموز المعارضة رفضت التعامل مع نظام مبارك الذي ظهر وبقوة بالمشهد السياسي الحالي الأمر الذي جعل المعارضة محدودة.

برأيك لماذا تهمش دور الأحزاب في الفترة الحالية؟
دور الأحزاب الحالية مهمش بأمر النظام الحالي، حيث أن الدولة لا تدعم الأحزاب والسبب غير معروف حتى اليوم، والوضع الحالي لا يوجد به إدارة سياسية لعمل سياسي جاد.

ما هي ذكرياتك مع الثورة؟
أكتر يوم بفتكره وقت الثورة، هو اليوم اللي كان شاهد على خيانة الإخوان، يوم 4 يناير جمعة قبل الرحيل، كنا مجتمعين ووقتها الإخوان متمثلين في 5 أشخاص، والقوى الثورية كنا 10 أشخاص، وجدنا الإخوان يتحدثون عن فض الاعتصام، وحجتهم تراجع المتظاهرين، ولكننا كنا نعلم أن قرارهم ذلك بسبب صفقة عقدوها مع عمر سليمان، بأن تكون له السلطة، ولهم البرلمان.

رفضت أنا ومعي 9 أعضاء من القوى الثورية، وكنت صاحب فكرة الانتظار للصباح حتى تحتشد الناس، فإذا كان العدد كبير ستستكمل الثورة، وإذا قل سيتم الإنسحاب من الميدان، وظللت بعد صلاة الفجر أدعي بزيادة الحشد، وبالفعل زاد عدد المشاركين، ولم يستطع الاخوان حينها تنفيذ صفقتهم مع عمر سليمان، واستمرت الثورة حتى تنحى مبارك، وستستمر حتى تحقيق أهدافها.