"ريهام".. جسد يبحث عن علاج قبل أن يأكله الضمور.. والأم "كعب داير"

تقارير وحوارات

ريهام- مرضة الضمور
ريهام- مرضة الضمور



بعباءة وطرحة ذوات اللون الأسود تجلس على رصيف شارع قصر العيني ليست لتحمل ماتبيعه ولكنها تحمل ما هو أغلى من كنوز الدنيا، لتخفي بين تجاعيد وجهها الجمال الذي يخطف العين وكذلك المسئولية التي تحملها على عاتقها.

كانت تحمل على قدمها ابنتها التي لا تحرك ساكناً، لم تكن طفلة رضيعة لكي لا تتحرك ولكن يشاء القدر أن يضع "ريهام" حبيسة ضمور في جسدها يمنعه من النمو.

"ريهام" تبلغ من العمر 17 عام، لكن جسمها الضئيل لا يوحي بهذا، لعبت السخونية الشديدة دورًا كبيرًا لوصولها لذلك، عندما كانت في الثالثة من عمرها بارتخاء جسدها، وهو ما شخصه أحد الأطباء بمستشفى أبو الريش مؤكدًا أن ضمور يمنع جسدها من النمو مرة أخرى.

ريهام لا تتكلم ولكن تقول والدتها أنها تفهمها من نظرة عينيها، فتعلم كونها جائعة أو متألمة أو ما إلى ذلك، تأكل ريهام الأرز والمكرونة والزبادي وكذلك تشرب العصير.  

قامت والدتها بإجراء أكثر من عملية لريهام كان من بينها تركيب مسامير لكي تأخذ قدميها وضعيها أمام بعضهما ولكن فشلت العملية وتفجرت المسامير وهو ما يجعلها تخاف أن تجري أى عملية لها وفي نفس الوقت تتمني أن تتحسن حالة ابنتها.

لعبت مشاكل والدة ريهام مع الحمل والولادة في إنجاب 4 ذكور متوفين وكذلك 4 حالات إجهاض، حتى تمكنت من إنجاب الأخت الكبري لريهام وهي متزوجة الآن وبعدها أنجبت ريهام لتبدأ معاناتها معها.

تأتي بها والدتها من محافظة الشرقية كل يوم خميس لتشتري لها الأدوية الخاصة بها من صيدلية الإسعاف برمسيس لأن أحد الأدوية يدخل ضمن العقاقير المجدولة، يساعدها أحد بائعي الفاكهة والذي يجلس بجانبها في حمل "ريهام" على كرسي متحرك ومن ثم تعود بها إلى المنزل الذي يخلو من السند بعد وفاة زوجها والذي كان يعمل "فران" فلا يوجد له معاش وليس لديها مصدر للرزق سوى أحد مساعدي ابنتها يمر عليها ليعطيها 100 جنيه وآخر يتكفل بعلاجها الذي يتخطى الـ 200 جنيه، فوالدة ريهام تعاني من الضغط والسكر والقلب.