"تغريدة" تكشف نية "ترامب" تجاه كوريا الشمالية

عربي ودولي

ترامب
ترامب


تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في تغريدة هذا الأسبوع، بألا تختبر كوريا الشمالية صاروخا باليستيا عابرا للقارات أبدا.

 

وكتب ترامب، “هذا لن يحدث”، بعد أن قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون يوم الأحد، إن بلاده التي تملك قدرات نووية اقتربت من اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات من نوع يمكن في يوم ما أن يصيب الولايات المتحدة.

 

والحديث عن منع مثل هذا الاختبار أسهل بكثير من تنفيذه على أرض الواقع، ولم يقدم ترامب أي إشارة إلى الطريقة التي قد تجعله قادرا على الحد من برامج الأسلحة الكورية الشمالية بعد تسلمه السلطة في 20 يناير، وهو أمر أخفقت فيه الإدارات الأمريكية الديمقراطية والجمهورية المتعاقبة.

 

وقال مسؤولون أمريكيون سابقون وخبراء آخرون، إن الولايات المتحدة أمامها خياران بالأساس عندما يتعلق الأمر بمحاولة كبح جماح البرامج النووية والصاروخية الكورية الشمالية: إما التفاوض أو القيام بعمل عسكري.

 

ولا يضمن الطريقان نجاحا مؤكدا، وتخيم على الخيار العسكري مخاطر هائلة، خاصة على اليابان وكوريا الجنوبية وهما حليفتان للولايات المتحدة على مقربة جغرافية شديدة من كوريا الشمالية.

 

واشتكى ترامب في تغريدة أخرى من أن الصين جارة كوريا الشمالية وحليفتها الوحيدة لا تساهم في احتواء جارتها رغم دعم بكين لجولات متعاقبة من عقوبات الأمم المتحدة على بيونجيانج.

 

ويرى الكثير من المنتقدين، وبينهم من هم داخل إدارة الرئيس باراك أوباما، أن الصين يمكنها ممارسة ضغط أقوى على كوريا الشمالية، لكن وزارة الخارجية الأمريكية لا تتفق مع قول ترامب إن الصين لا تساعد.

 

وقال جيمس-أكتون، المدير المساعد لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن ترامب وضع بتغريدته عن كوريا الشمالية خطا أحمر قد يستخدم لاحقا في الحكم عليه مثل تحذير أوباما لسوريا عام 2012 من استخدام الأسلحة الكيماوية.

 

وأضاف “كانت تغريدة مندفعة لترامب في ضوء التحديات الهائلة لاحتواء البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية. أعتقد أن الأمر قد يعود ليؤرقه”.

 

 

 

وقال مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن 3 خيارات ستكون أمام الجيش الأمريكي إذا تلقى أوامر بالرد على اختبار صاروخي كوري شمالي، وهي إما ضربة استباقية قبل إطلاق الصاروخ أو اعتراضه في الجو أو ترك الأمر يمر دون تدخل.

 

وذكر مسؤول، طلب عدم ذكر اسمه، أن هناك مخاطر تكتنف العمل الاستباقي من بينها إمكانية ضرب هدف خاطئ أو إقدام كوريا الشمالية على الانتقام من حلفاء إقليميين.

 

وتساءل جيفري لويس خبير الحد من الأسلحة عن قدرة الدفاعات الصاروخية الأمريكية على إسقاط صاروخ تجريبي واحتمال إصابة هدف خاطئ وقال إن تدمير البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية سيكون مهمة ضخمة ومحفوفة بالمخاطر.

وقال لويس الخبير بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري بولاية كاليفورنيا، إن الأمر سيتطلب “حملة عسكرية كبيرة… على مدى فترة طويلة بعض الشيء”.

 

وأشار إلى أن مواقع الاختبارات النووية والصاروخية الرئيسية في كوريا الشمالية تقع في أنحاء متفرقة من البلاد كما تقع المصانع التي توفر لها الإمدادات في أقاليم مختلفة.

 

وعلى الرغم من أن ترامب لم يحدد تفاصيل سياسته تجاه كوريا الشمالية، فإن مستشارا لفريقه الانتقالي قال لرويترز، إنه يعتقد أن “فترة من العقوبات الشديدة” يجب أن تكون “جزءا رئيسيا من أي مناقشة للخيارات المتاحة في هذا المجل”.

 

وقال فرانك جانوزي، وهو مسؤول سابق بالخارجية يرأس منتدى (مانزفيلد فاونديشين آسيا) للحوار، إن كوريا الشمالية دأبت منذ وقت طويل على تحدي العقوبات الأمريكية وعقوبات الأمم المتحدة والمضي في برامجها النووية والصاروخية، وأضاف “مئة وأربعون حرفا من دونالد ترامب (التغريدة) لن يغيروا ذلك”.