المخابرات العراقية تحبط مخططا لداعش لمهاجمة قاعدة "انجرليك" بتركيا

عربي ودولي

القوات العراقية -
القوات العراقية - أرشيفية


كشف مهندس عراقي، أوقفته المخابرات العراقية وسلمته لمحكمة التحقيق المركزية في بغداد، عن خطة لتنظيم (داعش) الإرهابي تستهدف اقتحام قاعدة "انجرليك" الأمريكية في تركيا، وقال: إن توجيهات صدرت إليه بمراقبتها وتهيئة أماكن للانتحاريين المكلفين بمهاجمتها، وقام بإعداد خريطة للطرق المؤدية الى المقر العسكري شديد التحصين بواسطة نظام حديث للرسم الألكتروني تدرب عليه في ألمانيا.

 

ولفت المهندس "أبو أسامة" - الذي سيطر جهاز المخابرات العراقي عليه في مطار "أتاتورك" التركي من خلال عملية نوعية - إلى أن تنظيم داعش طلب منه السهر يومياً في الملاهي وإقامة العلاقات مع "فتيات" لإبعاد الشبهات عنه قبل الشروع بالعملية.

 

وأشار أبو أسامة ، في حديث مع المركز الإعلامي للسلطة القضائية العراقية، إلى أنه بدأ حياته عقب تخرجه في قسم الهندسة المدنية بجامعة الموصل، حيث التحق بشركة ألمانية لهندسة الطرق والجسور في المدينة، وساهم تفوقه فى إرساله من قبل الشركة إلى ألمانيا لدراسة أنظمة الرسم المتطورة لاسيما بواسطة الحاسوب، قبل سقوط المدينة بيد داعش وبالتزامن مع التظاهرات التي شهدتها.

 

وأضاف: أن سيطرة التنظيم على الموصل فتحت صفحة جديدة في حياتي، لاسيما بعد خطاب زعيم داعش أبو بكر البغدادي دعا فيه كفاءات الموصل إلى الالتحاق بمؤسسات "دولة الخلافة".. وعقب عودتي لم اجد عملاً لعام ونصف العام لأن جميع الشركات الاجنبية غادرت الموصل، وبعدها قررت الالتحاق بمؤسسات داعش.

 

وأوضح ان المشرف على توزيع المتقدمين للتنظيم كان ضابطا كبيرا في الجيش العراقي السابق ويرتدي "زي قندهار" وعندما علم بخبرتي وجه بانضمامي إلى "ديوان التطوير" الذي ضم 15 شخصاً، جرى وجري ضع غطاء على رؤوسنا لكي لا نستدل على الطريق الذي سلكناه وصولا إلى داخل جامعة الموصل.

 

وتابع: أن الدراسة بجامعة الموصل استمرت لثلاثة أشهر، تعلمنا خلالها على طريقة صناعة الصواريخ والعبوات، بعد أن حول التنظيم العديد من ابنية الجامعة إلى مقرات للتصنيع وورش للتفخيخ، مشيرا إلى أن المواد الاولية لمتفجرات العبوات كانت تأتي من مدينة منبج السورية في صناديق مغلقة.

 

واستطرد: أن مسؤول ديوان التطوير أمرني بالذهاب إلى الرقة السورية والمكوث في أحد فنادقها التابعة للتنظيم وأبلغني بضرورة عدم التحدث إلى أحد، ولم أعرف الواجب الذي يفكر التنظيم بتكليفي به، سوى أن أتحدث مع مسؤوليه من خلال احد محال الانترنت في الرقة وليومين في الأسبوع.

وقال "أبو اسامة": صدرت لى توجيهات بالانتقال عبر الحدود إلى تركيا على نحو غير مشروع، والعيش فيها كشخص طائش غير ملتزم دينياً وأخلاقياً بغية إبعاد الشبهات عني، وأرسل لي في البداية 15 ألف دولار وابلغني بضرورة السهر يومياً في الملاهي وإقامة علاقات غرامية مع فتيات البغاء والبحث عن عمل جديد.

 

وذكر أن يومه كان يتوزع مابين عمل في مكتب للعقارات صباحاً والسهر في النوادي الليلية والعودة سكرانا قبل الفجر إلى المنزل حيث كنت أعيش مع زوجتي وأولادي لإبعاد الشبهة عن عملي لصالح داعش، وأن بقائي في تركيا استغرق أكثر من ستة أشهر تنقلت بين مناطق عدة كانت آخرها مدينة أضنة.

 

ولفت إلى بأن علاقته مع أمير ديوان التطوير بداعش انقطعت، وتقرر ربطع مع أمير ديوان الجند بالتنظيم، الذي ابلغني بأن الواجب يتعلق برصد قاعدة انجرليك الأمريكية من اجل استهدافها، مؤكدا أنه قام بمراقبة القاعدة وكان يتجول يوميا بالقرب منها بحجة البحث عن دار للسكن في المنطقة.

 

وأشار إلى أنه حصل على معلومات من أحد الأتراك عن عدد الجنود المتواجدين في القاعدة، وعلمت بأن للقاعدة منفذين احدهما يقع بالقرب من مجمع للمنازل المتنقلة "كرفانات" التي عزمت على استئجار أحدها ليكون منطلقاً للانتحاريين الذين سيهاجمون القاعدة العسكرية.

 

وفيما يتعلق بسبب اختيار القاعدة كهدف للتنظيم، أجاب بأن التحالف الدولي كان يستخدمها في شن طلعات جوية ضد عناصر التنظيم في الموصل فأردنا تخفيف جزء من الضغط لاسيما وأن القوات العسكرية العراقية تحرز تقدماً كبيراً على الأرض.. لافتا إلى انه أعد ملفاً كاملاً عن القاعدة ومقاسات ومساحات الطرق المؤدية إليها بواسطة النظام الحسابي المتطور، وأرسلته إلى مسؤول ديوان الجند بالموصل.

 

وقال إن "قوة تركية القت القبض عليّ في احدى المرات وسألتني عن سبب تواجدي في أضنة وتذرعت ببحثي عن عمل وجرى إطلاق سراحي، وأبلغت المسؤولين في التنظيم بان المخطط سوف يكشف".. وأضاف: أن أوامر صدرت بالانتقال إلى ولاية جنوب إفريقيا على وجه السرعة من خلال العاصمة السودانية الخرطوم، وقبل ركوب الطائرة في مطار اتاتورك جرى القبض علي وإعادتي إلى بغداد نهاية العام الماضي.