استقالة نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ليبيا

عربي ودولي

فايز السراج
فايز السراج


أعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا استقالته، أمس، قائلا إن الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة فشلت في معالجة المشكلات الملحة الناجمة عن سنوات من الصراع والفوضى السياسية.

 

وتلقي استقالة موسى الكوني بظلال من الشك على مستقبل الحكومة في شكلها الحالي وذلك بعد ما يزيد قليلا على عام من إعلانها بناء على اتفاق بوساطة الأمم المتحدة لم يحظ سوى بدعم جزئي من الفصائل الليبية المتناحرة.

 

وأيَدت القوى الغربية الحكومة لمساعدتها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وتعزيز إنتاج النفط الليبي وكبح تدفق المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء عبر ليبيا إلى أوروبا.

 

ورغم طرد التنظيم من سرت معقله السابق وانتعاش إنتاج النفط بشكل طفيف إلا أن حكومة الوفاق فشلت في بسط نفوذها في البلاد التي تعاني من انعدام القانون منذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.

 

ووصل مسؤولو حكومة الوفاق ومنهم الكوني إلى طرابلس في مارس آذار لكنهم عانوا لبسط نفوذهم. ولا تزال الفصائل المسلحة تملك اليد العليا بينما تدهورت الأحوال المعيشية.

 

وقال الكوني في مؤتمر صحفي في طرابلس يوم الاثنين (2 يناير كانون الثاني "نعترف بأننا فشلنا في أن ندير الدولة لأسباب عدة أولها أننا كأعضاء للمجلس الرئاسي لم نختر بعضنا بعضا .. غير مسؤولين عن زملائنا المتناقضين كما تعلمون. نحن لسنا على قلب رجل واحد وهذا غير خاف على الجميع."

وأضاف "وقفنا عاجزين عن اتخاذ قرارات شجاعة .. لا سلطة لنا على المؤسسات وأهمها البنك المركزي."

 

وقال وهو يغالب دموعه "أعلن أمام الشعب الليبي استقالتي من المجلس الرئاسي لأنني فشلت. واعتذر للشعب الليبي على فشلي .. أنا مسؤول أمام الليبيين عن الفترة التي قضيتها سواء كانت مسؤولية جماعية أو فردية."

 

ولم يصادق البرلمان الواقع بشرق البلاد على حكومة الوفاق الوطني. ويواصل أصحاب النفوذ في الشرق تأييد حكومة منافسة في ظل ما تحققه قوات مُسلحة متحالفة معهم تحت قيادة خليفة حفتر من مكاسب عسكرية على الأرض.

 

وفي طرابلس سيطرت حكومة الوفاق الوطني بالتدريج على بعض الوزارات لكنها عجزت عن تحسين الأمن أو علاج أزمة السيولة والتضخم والتدهور الشديد في الرعاية الصحية.

 

وسعت حكومة معلنة من طرف واحد كانت حكومة الوفاق أطاحت بها في العاصمة للعودة مرة أخرى في الفترة الأخيرة.

ويتألف المجلس الرئاسي من تسعة أعضاء يمثلون مختلف المناطق الجغرافية والتيارات السياسية في ليبيا. والكوني أحد ثلاثة أعضاء من الجنوب.

 

ويعاني المجلس من انقسامات شديدة إذ يقاطعه اثنان من أعضائه ويصدر الأعضاء بيانات متناقضة بشكل متكرر.

 

وقبل أيام أعلن فتحي المجبري عضو المجلس من الشرق سلسلة من التعيينات خلال غياب رئيس الوزراء فائز السراج أبطلها في وقت لاقت عضو آخر بالمجلس.