"فتحي شرايط".. مزاجنجي بيع "شرائط الكاسيت" الذي تحدى بريق التكنولوجيا

تقارير وحوارات

فتحي شرايط
فتحي شرايط



في إحدى شوارع شبرا مصر، تلك المنطقة المعروفة بشعبيتها وتراثها العتيق الذي يظهر في مبانيها القديمة، يجذب مسامعك صوتاً لأغاني قديمة بمجرد سماعها تستعيد ذاكرتك زمنٍ فات، وما إن تتجه إليه تجد كشك صغير مُكدّس بعلب لشرائط الكاسيت.

بداخل الكشك رجل منذ الوهلة الأولى للنظر إليه يُهيئ لك إنك بداخل فيلم من أفلام الثمانيتات، فهيئته القديمة التي تظهر على بذته الكلاسيكية تُذكرك برجال هذا العهد الذين يتحدثون ببطء وبصوت منخفض ورزين يُعيدك لزمن بعيد عن التكنولوجيا صاحبة -الريتم- السريع.

فتحي الزعيم..وشهرته "فتحي شرايط" رجل خمسيني، من أقدم بائعي شرائط الكاسيت، الرجل الذي عشق الفن فظل متمسكاً بمهنته "بيع شرائط الكاسيت" وحافظ عليها من الإنقراض، حتى أصبح البائع الوحيد لشرائط الكاسيت، ولُقب بـ"المزجانجي".

فتحي شرايط أصبح مثل المشاهير الذي يتاجر بأغانيهم، فحسب حديثه لـ"الفجر" يؤكد عم فتحي إنه البائع الوحيد في مصر الذي يبيع شرائط للكاسيت، ويشير إلى أنه له زبونه الخاص، الذي يأتي له من شرق مصر وغربها، فيقول: "انا بيجيلي ناس مخصوص من القليوبية ومن إسكندرية ومحافظات تانية كتير عشان الشرايط، أه هي بقيت منقرضة بس أصحاب الذوق العالي واللي بيحافظوا على تراثهم لسه بيدوروا عليا".

ويضيف عم فتحي: "أنا بدأت مهنتي وأنا عندي 19 سنة، كنت بحب أسمع الأغاني، وقررت أبيع شرايط الأغاني فأجرت كشك في شارع شبرا كان بيوزع جرائد، ومن وقتها وأنا ببيع في الكشك ده شرائط كاسيت وشرائط فيديو".

وتابع: "35 سنة في المهنة إنقرضت مع تطور التكنولوجيا لكن أنا مش قادرة أسيبها، وقفت بيع شرائط الفيديو، لكن الكاسيت لا لسه ليه زبونه اللي بيدوروا عليا لحد ما يلاقوني، ناس صحاب مزاج، أصلا مهنتي دي مهنة المزاج".

قال عم فتحي أثناء حديثه لـ"الفجر"، إن غالبية المترددين من  كبار السن الذين يريدون أن يسترجعوا ذكرياتهم مع بعض شرائط الأغاني القديمة.

وعن إقبال الشباب عليه، يؤكد أن نوع معين من الشباب يتردد عليه لشراء شرائط الكاسيت وهم الذين يمتلكون سيارات بها كاسيت، موضحاً أن قلة الإقبال الشبابي عليه بسبب التكنولوجيا التي تسببت في إنقراض الشرائط.

ويروي عم فتحي: "أول شريط بعته في حياتي كان شريط سعاد حسني من مسلسل (هو وهي)، ولسه موجود عندي مببعش آخر نسخة، محتفظ بيها كتراث ليا، أخر شريط نزل السوق كان ألبوم شيرين".

وعن ثمن الشرائط يقول عم فتحي: "أنا ببيع الشريط حسب الزبون، فيه زباين بتدفع كتير من سعادتها إنها قدرت توصل للشريط، وممكن أدي الشريط هدية كمان، أغلى شريط نزلنا بتسعيرته كان لعمرو دياب بـ 15 جنيه، وتمن الشريط في التسعيرة الأخيرة بـ12 جنيه".

وعبر عم فتحي عن استيائه من المستوى المتدني الذي وصلت له العديد من الاغاني، قائلًا: "الشرائط والأغاني زمان كان فيها إحترام، دلوقتي الأغاني غريبة وكلماتها غريبة".

وعن الوضع الرقابي يقول فتحي شرايط: "عشان الواحد يبيع شرائط أو سيديهات أغاني، لازم رخصة من وزارة الثقافة، ويصل ثمنها الآن 1000 جنيه، زمان كانت المصنفات تنزلنا ولو فيه شريط أغانيه مش كويسة كنا بندفع غرامة 50 جنيه، دلوقتي الغرامة زادت ووصلت لـ5000 ومع ذلك هناك الكثير من الشرائط كلماتها بذيئة لا تصلح".

وفي نهاية حديثه قال عم فتحي: "بتمنى الشباب يرجع تراث زمان ويسمع الأغاني في شرائط لكاسيت، ولازم يكون فيه رقابة على الأغاني عشان نرجع زمان وعادات وتراث زمان".