طهران تخطب ود القاهرة من بوابة العراق.. وخبراء: من مصلحتنا

تقارير وحوارات

العلاقات المصرية
العلاقات المصرية الإيرانية

رغم تشدد مصر في موقفها الرافض لعودة العلاقات مع إيران فإن الأخيرة لا تكل من إبداء رغبتها في إذابة الجليد مع مصر، وعودة العلاقات الثنائية مرة أخرى، ولإدراكها موقف مصر غير المرحب بها، قامت باستخدام الطرف العراقي لدخولها من البوابة الاقتصادية، وهو ما استنكره بعض المختصين في الشأن الإيراني، مؤكدين أن صعب عودة العلاقات إلا بحل الأزمة السورية.

وتحاول إيران جاهدة استمالة مصر، من بوابة العراق، وهو ما يظهر بشكل جلي من خلال زيارات المسؤولين العراقيين المتواترة إلى القاهرة خلال الأشهر الأخيرة والعروض الاقتصادية التي طرحتها بغداد خاصة في مجال تزويد مصر بالمنتجات النفطية، بعد توقف شركة أرامكو السعودية عن ذلك_ بحسب ما قالت صحيفة "العرب" اللندنية.

زيارة وزير الخارجية العراقي

وتعددت زيارات المسؤولين العراقيين إلى مصر عقب رفع شركة "أرامكو" السعودية تمديد البترول لمصر، وكانت الزيارة الأخيرة قام بها وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، المعروف بموالاته الشديدة لطهران في الواحد والعشرين من ديسمبر الجاري،- وبحسب الصحيفة، لقيت زيارة الجعفري إلى القاهرة تغطية لافتة من وسائل إعلام عراقية وإيرانية.

وترصد"الفجر"، خلال السطور التالية أراء بعض المختصين في الشأن الإيراني حول عودة العلاقات الإيرانية- المصرية" من بوابة العراق.

لصالح مصر

في ضوء ما سبق قال الدكتور محمد غباشي، نائب رئيس المركز العربى للدراسات الاستراتيجية، إن هناك بالفعل تقارب "مصري- إيراني"، ولكن بشكل خفي، مشيرًا إلى أن إيران هي من أصرت على وجود مصر في اجتماع "جنيف" الخاص بالملف السوري، وهذا يعني أن هناك علاقات قوية  بين الطرافين وإن لم تظهر علنيًا.

وأضاف "غباشي"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن عودة العلاقات بين البلدين بشكل قوي لصالح مصر، نظرا لأن الأخيرة ضمن أكبر ثلاث دول في المنطقة ولا يمكن تجاهل قوتها ونفوذها في العالم وليست في منطقة الشرق الأوسط فقط.

وتابع نائب رئيس المركز العربى للدراسات الاستراتيجية، أن "ايران وتركيا" قوتين اقليميتين محيطان بالعالم العربي، ومن الضرورة لحفظ الأمن العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص، أن يكون هناك حوار وعلاقة متصلة مع القوتين في إطار التوافق على قضايا إقليمية وعالمية، وليس نكاية في السعودية وغيرها.

حل الأزمة السورية هي البوابة لعودة العلاقات 

وقال الدكتور هشام عبد الفتاح، الباحث في الشأن الإيراني، إن ايران تحاول استمالة مصر عن طريق البترول العراقي، مستغلة الأزمة ما بين مصر والسعودية، للتقارب من مصر من أجل مصالحها.

وأضاف"عبد الفتاح"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن مصر تتعامل مع الأزمة السعودية بشكل من العقل، ومن الصعب إنشاء علاقة مع إيران على حساب المملكة، ولم تسمح مصر بأن  يكون "النفط" هو السلاح لدخول إيران مصر، بالرغم أن مصر دائما تبحث عن مصالحها ولكن دون حدوث أي ضرر لدولة أخرى.

وأشار الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن مصلحة إيران في الوقت الراهن عودة العلاقات "المصرية- الإيرانية" عقب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الامريكية وخاصة بعد تواصله مع السيسي، لذا تستخدم حليفها القوي العراق لتكون حمامة السلام الاقتصادية بين الطرافين، مؤكدًا أن عودة العلاقات التجارية بين البلدين ستاتي بالمرتبة الثانية بعد حل الأزمة السورية، مؤكدًا أن حل الأزمة هي البوابة الرئيسية لعودة العلاقات بين "مصر وإيران".