العراقي جواد الشكرجي: نصيب المسرح الكويتي أكبر من العراقي

الفجر الفني

بوابة الفجر


 ضمن أنشطة المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي الـ 17، أقيم صباح أمس مؤتمر للفنان العراقي جواد الشكرجي أداره مفرح الشمري.

 

وتحدث الشكرجي في البداية عن التجربتين المسرحيتين في العراق والكويت، وقال: تجربتان فيهما عطاء وجمال وارتباط روحي ثقافي متناسق، وهذه العلاقة لم أرها طوال حياتي الفنية، ولعل ما حدث عام 90 أعتبره خطأ تاريخيا سبب الويلات، وباسمي وباسم الفنانين والشعب العراقي نعتذر عما حصل.

 

وأضاف: منذ العام 80 التقيت الفنان القدير محمد المنصور في مهرجان بغداد، وقد مثل دور "أبي محجن الثقفي" في فيلم "القادسية"، وقبل أن أراه كنت قد شاهدت فيلمه "بس يا بحر" للمخرج خالد الصديق، ومع الأسف لم يتمكن من أن يستمر في مسيرته الإخراجية، وفي عام 81 جمعنا لقاء آخر مع الفنان المرحوم أحمد الصالح، وشاركت في "حرب البسوس"، والحديث عن العلاقة بين المسرحين الكويتي والعراقي يمتد إلى سنوات عديدة والتي تفجر فيها فن المسرح، خاصة أن الكويت منطقة هائلة ومركز إشعاع في الخليج والوطن العربي، فقد بدا المسرح فيها منذ الاربعينيات، حيث قرأت عن المرحوم حمد الرجيب وذهابه إلى مصر والاستعانة بالمخرج المعروف زكي طليمات لتأسيس المسرح في الكويت، الذي ينطلق من بيئة خليجية، وأفرز عناصر مهمة في المسرح.

 

واسترسل شكرجي: كما أود الحديث عن بعض الفوائد المهمة عبر الإصدارات، مثل إصدار "عالم المعرفة"، وكنا نتابع هذه الأعداد بلهفة كمثقفين وفنانين و"سلسة المسرح" وهي ليست مصادفة أن يصل المسرح الكويتي إلى ما وصل إليه من مكانة، فهذه الفترة تمخض عنها جيل رائع وأيضا انتشر الوعي الثقافي والملتزم، ولا أنسى صقر الرشود وفؤاد الشطي وعبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وحياة الفهد وسعاد عبدالله وعلي المفيدي وغيرهم الكثير من الأسماء المعروفة التي أسست لواقع المسرح الكويتي الملتزم، وبعد عام 90 أتى جيل شباب جديد وعاصر المحنة التي ألمت عبر الغزو، لذلك نري شبابا متدفقا متغيرا ومتطورا، وهذا سر المسرح الذي يبقى مسرحا لأنه مرتبطا بوجدان الإنسان.

 

كما تطرق إلى المعهد العالي للفنون المسرحية وأنه مهد النهوض بالمسرح الكويتي والخليجي وكان مقصد الفنانين الذين رجعوا إلى بلدانهم وخدموا الفن المسرحي هناك.

 

وتحدث أيضًا عن معهد الفنون الجميلة في بغداد، وأكمل: نصيب المسرح الكويتي افضل، خاصة أن المسرح العراقي، الذي بدا سياسيا ويتطرق إلى هموم الشعب، انضوى تحت خيمته الكثيرون من الملتزمين سياسيا.

 

وقال الشكرجي حول اغتراب الفنان عن وطنه: عندما يبتعد الفنان عن وطنه فإنه يشل، ومثال على ذلك "بريشت" عندما غادر ألمانيا إلى أميركا لم يعمل أي شيء حتى عودته لأن الفنان يعاني كثيرا، ومنذ عام 93 دخلت هذه المرحلة، ولم أستطع أن أرى بلدي يتقسم، والمناظر والقسوة ودمار البنية التحتية، والإنسانية التي أصبحة مهمشة، حيث إن الإنسان مباح، والانفلات الأمني وضياع هيبة الدولة وتشكيل الميليشيات والفتنة الطائفية، فلم أجد الملاذ الآمن لفني وعائلتي، حيث إن السلام والسلم هما المكان المناسب لتقديم فن خالص.

 

وخلال المؤتمر تطرق الشكرجي إلى دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في اقامة المهرجان، قائلا: أعتبر المهرجان ليس محليًا لوجود طاقات من الممثلين والمخرجين والمؤلفين، وأشاد بالجهة المنظمة التي قامت بتلك الفعالية، فقد استطاع المهرجان ان يحقق الحضور، وأتمنى أن تكون هناك عروض زائرة سواء عربية أو عالمية حتى تكون هناك طاقة إيجابية ويكون هناك درس للمسرحيين.