بأوامر المسئولين.. إخفاء عمود "ملك خروج بني إسرائيل" بـ"الخيش" 10 سنوات .. والرد الرسمي: تحت الترميم (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



"قضي على إسرائيل ولم يعد لهم بذرة".. كلمات سجلها الملك مرنبتاح - ابن الملك رمسيس الثاني - على لوحته الشهيرة المعروفة "بلوحة بني إسرائيل"، والتي رافقت عمود مرنبتاح الذي هو موجود الآن في المتحف المصري، بينما يلقى العامود الآخر  بجوار إحدى بوابات القلعة وتغطيه قطع "الخيش"، منذ قرار نقله عام 2006 من موطنه الأصلي في المطرية استعدادا لنقله إلى المتحف الكبير.

وأظهرت بعض الصور حالة الإهمال التي تشير إلى طمس جزء هام من التاريخ .



وفي هذا الإطار يقول د. نور الدين عبد الصمد، مدير عام التوثيق الأثري بوزارة الآثار، ان "مرنبتاح ابن الملك رمسيس الثاني" هو أحد أهم ملوك مصر القديمة، والذي يُنسب إليه العمود الشهير الموجود حالياً بالمتحف المصري، والمسجل عليه قصة خروج بني إسرائيل من مصر، حيث يرجح بعض علماء الآثار أن مرنبتاح هو فرعون الخروج .


ويضيف عبدالصمد، في تصريح لـ"الفجر" أنه تم العثور على عمود آخر منسوب للملك مرنبتاح بمنطقة عرب الحصن بالمطرية إحدى ضواحي القاهرة، والعمود هو جزء من بقايا معبد كامل كان قد أقامه مرنبتاح بمنطقة "أون" أو "هليوبوليس" التي هي منطقة المطرية حالياً.

 ويستطرد "نور الدين"، قائلاً إن الدكتور زاهي حواس رأى أن يتم نقل العمود من مكانه تحت إدعاء أنه يتعرض للإهمال حيث كان معروضاً بالمنطقة التي هي منطقته الأصلية كالمسلات القديمة، فالعمود ضخم يزن خمسة أطنان ويصل طوله إلى عدة أمتار، ونُقل من مكانه الأصلي إلى منطقة القلعة الأثرية، وأثناء عملية النقل تم انتزاع العمود بواسطة مناشير حيث تم بتر أجزاء منه، وبالقلعة تم وضعه مخفياً عن الأعين تحت مجموعة من "قطع الخيش".  


ويتساءل نور الدين عن مدى صلة عمود مرنبتاح بالآثار الإسلامية، واصفًا قرار حواس الصادر عام ٢٠٠٦ م بنقل العمود بهذه الطريقة أنها امتهان لكرامة ملك فرعوني  حيث كان من المفترض أن يتم نقل العمود إلى المتحف المصري الكبير أو ميت رهينة فمن غير المناسب حسب أصول العرض المتحفي  عرض الآثار الفرعونية بجانب الآثار الإسلامية إلا في إطار السياق التاريخي كما في متحف النسيج .

 

وأوضح أن العمود لا يحوي أية نصوص تخص خروج اليهود من مصر، بل يحوي نصاً جنائزياً يخص الملك مرنبتاح ولم تُذكر عليه بصفة مباشرة أو غير مباشرة أي شئ يخص بني إسرائيل، والعمود الذي تطرق لهذا الأمر هو عمود مرنبتاح المعروض حالياً بالمتحف المصري، والنص الموجود عليه يحكي أن الملك مرنبتاح يقول على لسانه "أنه قضي على قبيلة بني إسرائيل ولم يعد لهم بذرة " ولذا فبعض علماء الاثار يرجحوا ان مرنبتاح هو فرعون الخروج وهو أمر مُختلف عليه

 

ويقول د. زاهي حواس، في تصريح لـ"الفجر"، أن ملوك مصر كلهم أنشأوا عدة معابد في "أون أو هوليوبوليس" التي هي منطقة المطرية حالياً، ومن هذه المعابد معبد "مرنبتاح" والذي لم يبق منه سوى هذا العمود والذي تعرض – حسب وصف حواس - لإمتهان وإهمال شديد بمنطقة عرب الحصن، فتم نقله إلى معمل الترميم الموجود بالقلعة، والذي يعتبر من أكثر المعامل تطوراً وتقنية بالمنطقة، مشيرًا إلى أنه بعد أن يتم ترميمه سيتم عرضه بمتحف القاهرة الأثرية أو بأي من المتاحف الخاصة بآثار مصر القديمة، مؤكدًا أن العمود ليس له أية علاقة بقصة خروج اليهود من مصر .  
 

ويعلق الدكتور محمد شحاته، أستاذ الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة، بأنه من الخطر ترك الأثر بهذا الشكل لفترة عشر سنوات بالعراء، مضيفًا بأنه من المفترض معاينة الأثر وتوثيق عمليات الترميم التي تمت عليه أو ستتم.

وشدد في تصريح لـ"الفجر" أنه يجب على الفور العناية بالعمود لأن المطر سيؤثر عليه وقد نفقده تماماً، كما يجب تغطيته بمادة البولي ايثيلين لحفظه من الأتربة والرمال حيث يجب أن يُعامل معاملة الاثار الموجودة بالميادين، مطالبًا هيئة الآثار إرجاعه لمكانه الأصلي وتحويله لمعلم ومزار سياحي بميدان على الطراز الفرعوني . 

وفي نفس السياق قال المهندس وعدالله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، إن عملية ترميم العامود لم تبدأ بعد، مشيرًا إلى أنه سوف يتم نقله إلى المتحف المصري الكبير بعد الإنتهاء من تشييده حيث سيتم هناك ترميمه .