"فنكوش" عودة السياحة الروسية.. ومصادر تكشف لـ"الفجر" عن الموعد الحقيقي لاستئناف الرحلات

تقارير وحوارات

السياحة الروسية -
السياحة الروسية - أرشيفية



وقعت الإدارة السياسية في مأزق كبير بسبب وعودها غير المدروسة عن عودة السياحة الروسية، بعدما أعلنت الحكومة رسميًا عودة حركة الطيران الروسي إلى مصر مرة أخرى مع نهاية العام الحالي، دون الاستناد إلى أي مؤشرات حقيقية لتأكيد صحة ذلك الإعلان.


الموعد الحقيقي لاستئناف الرحلات
وأكد مصدر مسئول لـ"الفجر" على أن السياحة الروسية لن تعود إلى مصر قبل موسم الشتاء القادم وتحديدًا في يناير ٢٠١٨، على الرغم من تحقيق الحكومة المصرية لـ٨٥٪‏ من مطالب روسيا، وفيما يتعلق بالطلب الخاص بتوفير كاميرات الموظفين، سيتم تنفيذه على أرض الواقع خلال مدة لن تتجاوز الأسبوعين، على أقصى تقدير. 

وحتى الآن لم يعلن مسؤولو الطيران الروسي عن وقت محدد لاستئناف رحلاتهم السياحية للمطارات المصرية، كما لم يتم أيضًا حجز أية تذاكر ترفيهية إلى مصرقادمة من روسيا، والمعروف بالضرورة أن الحجوزات تتم قبل بداية الموسم الشتوي أو الصيفي بـ٦ أشهر على الأقل، ما يعني خلو موسم الصيف القادم من السياحةً الروسية،  فحركة الطيران الروسي مرتبطة بالحجوزات المسبقة ورفع الحظر، وهذا لم يحدث.


الحكومة المصرية تنفذ 9 ملاحظات رصدتها روسيا
واعترف المصدر بأن فرق التحقيق الروسية التي حضرت إلى مصر طوال عام تقريبًا، منذ سقوط الطائرة المنكوبة في سيناء، أشادت بتجاوب الحكومة المصرية مع الشروط الروسية، بينما تشتمل كل زيارة على مطالب جديدة تختلف عن ما تم طلبه في الزيارت السابقة، وكأن الأمر كله لم يتعد كونه استنزافًا للوقت، فآخر فريق وصل إلى مصر أقر بارتفاع درجات التأمين في المطارات المصرية، ووصفها في تقريره الرسمي بالجيدة نوعًا ما، إذ تم تنفيذ 9 ملاحظات من أصل 14 ملاحظة رصدتها روسيا.


أزمة اقتصادية وراء تأخر عودة الرحلات
ويرى خبراء السياحة أنهم تسرعوا في انسياقهم وراء الأخبار التي أطلقتها الحكومة المصرية ونشرتها أغلب الصحف، حول عودة السياحة الروسية لمصر قبل انتهاء ٢٠١٦، حيث قال إلهامي الزيات، الخبير السياحي ورئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقًا، إن الأزمة في عودة السياحية الروسية لم تكن سياسية فقط، وإنما ارتبطت أيضا بالأزمة الاقتصادية، وتراجع سعر الروبل الروسي أمام الدولار.

وأضاف "الزيات"، من المفترض أن مصر رتبت البيت من الداخل جيدًا طوال الفترة الماضية، بما يضمن استعداد مطاراتها التام لاستقبال الأفواج السياحية عمومًا، وليست الروسية على وجه الخصوص، وتنفيذ الشروط الروسية ليس ضغطًاعلى مصر، إذ من المفترض أن تتوافر تلك الشروط الطبيعية أساسًا، فمشكلتنا الحقيقية تتجسد في عدم اعترافنا بأخطائنا، ودائما نقول نحن الأفضل، وهذا خطأ، فعلينا أن نواجه مشاكلنا بشجاعة حتي نتمكن من حلها.  

الرد الرسمي لـ"روسيا"
ومن جانبه أكد مصطفى خليل، عضو مجلس الأعمال المصري الروسي، أن روسيا ردت رسميًا على مصر فيما يخص تأمين المطارات بعد زيارة مكسيم سوكولوف، وزير النقل الروسي، وانحصر الرد في أن الحكومة المصرية لم تحقق سدس المطالَب التي طلبتها الحكومة الروسية لتأمين مواطنيها، ولا صحة لوجود حظر سفر روسي لمصر، وإنما نصح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شركاته السياحية بعدم السفر للمطارات المصرية.

وتابع "خليل"، أن الملف الروسي تمت إدارته بشكل غير صحيح، حيث كان من الضروري تنفيذ المطالَب المهنية أولا، ثم بعد ذلك نحدد إذا ما كانت الأزمة سياسية أم لا، فمطالب الروس تلخصت في توفير كاميرات مراقبة وبصمة للعين وكاميرات للموظفين، علاوة على التأمين العادي المتبع في جميع مطارات العالم، وللأسف رغم مرور كل هذا الوقت لم نحقق شي، والحقيقية التي يجب أن يعرفها الجميعهي أننا نصدر دائما للرأي العام الداخلي أن تنفيذ المطالَب الروسية تم بنسبة ٨٠٪، لكن لابد أن نتسأل: لماذا تم إلغاء المؤتمر الصحفي الخاص بوزير النقل الروسي أثناء زيارتة الأخيرة لمصر؟.

واختتم قائلًا: "يبدو أن الروس غاضبين من عدم التزام مصر بشروطهم التي وضعوها لضمان حماية مواطنيهم، وبذلك نستطيع أن نؤكد على أن الأزمة ليست روسية، فهي حتى الآن مصرية خالصة".